اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

اكتشف الباحثون جزيئات صغيرة من البلاستيك في السُحُب، والتي قد تساهم في تغيُّر المناخ. وجمع العلماء المياه من السحب المحيطة بجبل فوجي وجبل أوياما في اليابان على ارتفاعات تتراوح بين 1300 و3776 متراً، ثم طبقوا تقنيات التصوير المتقدمة لتحديد ما إذا كانت المواد البلاستيكية الدقيقة موجودة أم لا، وفقاً لشبكة "سكاي نيوز".

وعُثر على تسعة أنواع مختلفة من البوليمرات ونوع واحد من المطاط في المواد البلاستيكية الدقيقة المحمولة بالهواء، بتركيزات تتراوح بين 6.7-13.9 قطعة لكل ليتر وأحجام تتراوح بين 7.1-94.6 ميكرومتر. ووجدوا أيضاً وفرة من البوليمرات المحبة للماء، والتي قالوا إنها قد تكون كنواة تكثيف السُحُب - ما يشير إلى أنها تؤدي دوراً رئيسياً في تكوين السُحُب السريع، والذي قد يؤثّر في النهاية في المناخ العام.

وكتب العلماء في الدراسة التي نُشرت: "بشكل عام، تُشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن المواد البلاستيكية الدقيقة الموجودة على ارتفاعات عالية يمكن أن تؤثّر في تكوين السُحُب، وبالتالي قد تغيُّر المناخ". وتابعوا: "على حد علمنا، هذه الدراسة هي الأولى التي تكتشف المواد البلاستيكية الدقيقة المحمولة جواً في المياه السحابية في كل من طبقة التروبوسفير الحرة والطبقة الحدودية للغلاف الجوي".

وقال المؤلف الرئيسي للبحث، هيروشي أوكوتشي من جامعة واسيدا في اليابان: يتم نقل المواد البلاستيكية الدقيقة الموجودة في طبقة التروبوسفير الحرّة وتساهم في التلوُّث العالمي... إذا لم تتم معالجة قضية تلوُّث الهواء البلاستيكي بشكل استباقي، فقد يصبح تغيُّر المناخ والمخاطر البيئية حقيقة واقعة، ما يتسبب بأضرار بيئية خطرة لا يمكن إصلاحها في المستقبل. وأضاف أوكوتشي أن الجسيمات البلاستيكية المحمولة جواً تتحلل بشكل أسرع بكثير في الغلاف الجوي العلوي بسبب الأشعة فوق البنفسجية القوية، التي تطلق غازات الدفيئة وتساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري.

وقال الباحثون إن هذا هو التقرير الأول عن المواد البلاستيكية الدقيقة المحمولة جواً في المياه السحابية.

وفي بيان حول الدراسة، أفادت جامعة واسيدا بأن الأبحاث تُظهر أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة يتم ابتلاعها أو استنشاقها من قبل البشر والحيوانات على حد سواء، وقد تم اكتشافها في أعضاء متعددة مثل الرئة والقلب والدم والمشيمة والبراز. وتابعت: "10 ملايين طن من هذه القطع البلاستيكية ينتهي بها الأمر في المحيط، وتنطلق مع رذاذ المحيط، وتجد طريقها إلى الغلاف الجوي. وهذا يعني أن المواد البلاستيكية الدقيقة ربما أصبحت عنصراً أساسياً في السُحُب، وتلوِّث تقريباً كل ما نأكله ونشربه من خلال هطل الأمطار البلاستيكية".

هذا ويساهم إنتاج البلاستيك فحسب في تلوث الهواء والاحتباس الحراري. وفي الولايات المتحدة، يعد إنتاج البلاستيك مسؤولا عن انبعاث 232 مليون طن متري من غازات الاحتباس الحراري كل عام وهو ما يعادل 116.5 جيغاواط من إنتاج الكهرباء للمحطات العاملة بالفحم.

الأكثر قراءة

توقيف سلامة يطرح علامات الاستفهام وخاصة التوقيت