السمنة لدى الأطفال.. هل النظام الغذائي المقيّد هو الحلّ؟

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تعتبر السمنة عند الأطفال مشكلة متزايدة على مستوى العالم، حيث يعاني منها حاليًا أكثر من 41 مليون طفل دون سن الخامسة. فالسمنة هي حالة تتميز بتراكم كمية زائدة من الدهون في الجسم، ويمكن أن تؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان. لذا، تعليم الطفل عن الأكل الصحي في سن مبكرة هو أمر أساسي سيساعده على إقامة علاقة إيجابية مع الطعام حتى وهو بالغ.

أسباب السمنة

كشفت أخضائية التغذية "جولين نبهان" أنّ هناك مجموعة من العوامل التي يمكن أن تساهم في السمنة عند الأطفال، بما في ذلك:

- العوامل الوراثية: تلعب الجينات دورًا في تحديد خطر إصابة الطفل بالسمنة. إذا كان لدى أحد الوالدين أو كليهما سمنة، فإن الطفل يكون أكثر عرضة للإصابة بالسمنة أيضًا.

- سوء التغذية: يمكن أن يؤدي سوء التغذية إلى السمنة، خاصة إذا كان الطفل يتناول الكثير من الأطعمة عالية السعرات الحرارية والدهون والسكر وقليلة الألياف.

- قلة النشاط البدني: الأطفال الذين لا يتحركون بما يكفي هم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة.

- العوامل البيئية: يمكن أن تلعب العوامل البيئية، مثل سهولة الوصول إلى الأطعمة غير الصحية ونقص الأماكن الآمنة لممارسة النشاط البدني، دورًا في زيادة مخاطر السمنة عند الأطفال.

كيف نتعامل مع سمنة الأطفال؟

هذا وكشفت أخصائية التغذية أنه لا يجب فرض نظام غذائي يقيّد السعرات الحرارية التي يحصل عليها الطفل، بل يجب تحسين جودة الطعام الذي يتناوله من خلال الحصول على الطعام الصحي غير المفعم بالزيوت والسكريات. وفي حال تم تقييد نظامه الغذائي بعدد سعرات حرارية معيّنة، فستنعكس آثاره السلبية عليه عندما يكبر، وبالتالي سترافقه السمنة حتى عندما يصبح راشداً، وتنمو لديه الإضطرابات النفسية المرتبطة بالطعام مثل البوليميا، الشراهة المفرطة، وغيرها من الإضطرابات.

ففي حال ملاحظة زيادة الوزن لدى الطفل، فيجب اللجوء لتحسين سلوكيات تناول الطعام وليس تقييد نظامه الغذائي بعدد معيّن من السعرات الحرارية، وأهمها: تناول الطبخ الصحي في المنزل وتخفيف الزيوت، تزيين طبق الطفل بالخضار والفواكه بأشكال متعددة كي تلفت نظره ويتناولها بدلاً من السكاكر والحلويات، فوجبة ذات مظهر لطيف أن تحدث فرقًا كبيرًا في اهتمام الأطفال بطعامهم لفترة كافية لتناوله. وأيضاً، تحديد توقيت الوجبات الخفيفة لتنظيم طريقة تناوله للطعام.

كما يجب إشراكه في اختيار الطعام الذي سيتناوله من خلال تسليط الضوء على الوجبات الصحية في المنزل، دون إجباره على إكمال كامل الطبق.

وبالنسبة للتمارين الرياضية، فهي أساس في عملية تخطّي عقبة السمنة لدى الأطفال، فيجب على الأهل تشجيع أطفالهم ودفعهم لممارسة الأنشطة الرياضية التي يفضّلونها. هذا ويمكن أن تؤدي الكميات الكبيرة إلى زيادة الوزن، لذلك من المهم تعليم أطفالك كمية الطعام التي يجب وضعها على الطبق، فالتشبيه البصري هو من الطرق السهلة لتعليم طفلك الكمية المناسبة للأطفال.

كما شددت "نبهان" على ضرورة تناول الطعام على المائدة وليس أمام شاشة التلفاز أو الهواتف المحمولة.

عواقب السمنة الصحية عند الأطفال

إلى ذلك، يمكن أن تؤدي السمنة عند الأطفال إلى مجموعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك:

- مرض السكري: السمنة هي أحد العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

- أمراض القلب والأوعية الدموية: تزيد السمنة من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل ارتفاع ضغط الدم ومستويات الكوليسترول غير المرغوب فيها في الدم.

- السرطان: تزيد السمنة من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان الرحم والثدي والمستقيم.

- مشاكل الجهاز التنفسي: يمكن أن تسبب السمنة مشاكل في التنفس، مثل الربو.

- مشاكل العظام والمفاصل: يمكن أن تزيد السمنة من خطر الإصابة بمشاكل العظام والمفاصل، مثل هشاشة العظام والتهاب المفاصل.

- المشاكل نفسية: يمكن أن تؤدي السمنة إلى مشاكل نفسية، مثل الاكتئاب والقلق، فضلاً عن التنمر الذي يدمّر نفسية الطفل.