اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

مع اطلالة كل صباح من الموسم الدراسي، لا شك صديقتي انك تحضرين نفسك لمعركة بينك وبين طفلك. فهو يلبس ثيابه بطريقة خالية من الذوق والالوان بعيدة عن الانسجام ـ او يتذوق اللباس الصيفي في طقس بارد مثلج والعكس ـ لمعالجة هذا الموضوع توصلت "الديار" الى النتائج الاتية:

ان هذه المشكلة مشتركة بين كل العائلات وتشبه كل الصراعات مثلا حول تناول الطعام والنوم، ومعركة الثياب تعكس تعطش الطفل للاستقلالية. واذا تركنا لهم حرية الاختيار، فالصغار يفضلون البقاء عراة لان الثياب تزعجهم في اكتشافهم لأنفسهم وللآخرين. وعلى الأهل ان يتركوا طفلهم يختار ما يشاء. فهذا الامر يشعره بالاستقلالية والمنافسة، وعناده وعدم قبوله ما يختاره أهله، لا يستوجب تهذيباً قاسياً فيه ردع من جديد فالامر لا يضر بصحته. وتجدر الاشارة الى انه كلما خفّت حدّة المشاكل المتعلقة باللباس في الصغر، خفت حدتها في المستقبل.

كل المراهقين يسعون الى التمييز برفضهم قناعات الناضجين. فمن البنات من ترغب في قصّ شعرها قصيراً كما الصبيان، ومن الصبيان من يختار وضع حلق في أذنه، وهم بذلك يسعون الى تحديد هويتهم الخاصة، ومن الصعب جدا فرض اذواقكم ووجهة نظركم على حياة الصغار، فالمهمة دقيقة وصعبة. ولكن عليكم على الاقل محاولة فهم ما تظهره هذه الميول في نوعية اللباس غير العادية التي يختارونها، والبحث عما اذا كان بالمقدور السعي الى تحقيق مهادنة ومصالحة.

وبما ان العصيان الذي يبرر تصرفاتهم، فمن الافضل ان تتجاهلوا الامر، منعا للصدام ولا تجعلوا من قضايا اختيار الملابس طريقا لانعدام التفاهم فقبل انتقاد ما يختاره الاطفال، عليكم فهم ما يدور في رأسهم من صراعات تخص اتزانهم الداخلي وتظهر مباشرة على مظهرهم الخارجي.

عملية شراء الملابس يجب ان تتم بالتعاون، فلا نفصل الصغير عنها، وهكذا لن يرفض ثياباً اختارها بنفسه ولا تتعجبي صديقتي اذا صاح طفلك اعتراضا على ارتداء ملابس كانت ملكاً لأخ اكبر منه، فهو يعلن الرفض المطلق ويصرّ ازاء عرضك هذا في طلب ثياب جديدة تخصه وحده. اضبطي اعصابك وعالجي الامور بروية ومحبة.

ولا تندهشي فهذا هو عالم الصغار، فلا داعي لتوتر اجواء البيت ونفور اعصابك، فاطفالنا اكبادنا، تمشي على الأرض أولم تقل الآية الكريمة "المال والبنون زينة الحياة" كم من أم عوضت عليها مناغاة طفلها والسهر عليه، لذات الحياة.

وشرف للام كبير ان الذي تربيه اليوم صغيراً في المهد وتتقن تربيته هو الذي سيكون هاماً بين ابناء جيله وسيؤدي الدور الفعال في مجتمعه. فتربية الاطفال فن قائم بحد ذاته ويؤكد علماء النفس ان التربية الصحيحة تعني الطفولة السعيدة، والطفل السعيد اليوم هو الرجل الغد.

فسعادة الطفل تتطلب رعاية وعناية ورحابة صدر قبل كل شيء.

لأن صحة الوطن ترتكز على صحة الطفل.

الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران