اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أثار إعلان مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي، عن إطلاق خريطة طريق لحلحلة الأزمة السياسية في النيجر، تأويلات مختلفة ومتباينة بشأن قدرة هذا التكتل الإقليمي على فرض مبادرته، خاصة بعد فشل منظمات مثل مجموعة دول غرب أفريقيا الاقتصادية "إيكواس" في فرض مقاربتها للحل.

وسيتم قريبًا بموجب هذه المبادرة إرسال بعثة ميدانية إلى نيامي لمناقشة جدول أعمال العودة إلى النظام الدستوري، فيما طالب مجلس السلم والأمن في الوقت نفسه، بالإفراج عن الرئيس السابق محمد بازوم وجميع المعتقلين السياسيين.

وقال المحلل السياسي النيجري عبد الله نوحو لـ"إرم نيوز"، إن "من الصعوبة بمكان أن ينجح الاتحاد الأفريقي في فرض خريطة الطريق التي يطرحها، إذ عودنا المجلس العسكري في نيامي على التعنت وتحدي أي مبادرات أجنبية".

وأضاف نوحو أن "إيكواس وما تحمله تهديداتها من خطورة إلا أنها لم تنجح في فرض رؤيتها للحل في النيجر؛ لأن الانقلابيين يراهنون على دعم مالي وبوركينا فاسو وقوى أخرى مثل روسيا وإيران في مواجهة أي ضغوط خارجية، لذلك فالاتحاد الأفريقي الذي ليس لديه أدوات عسكرية أو اقتصادية يمكن أن يلوّح بها لردع الانقلابيين لا يمكن أن تنجح مبادرته".

من جانبه، قال المحلل المتخصص في الشأن الدولي غازي معلى لـ"إرم نيوز"، إن "مبادرة الاتحاد الأفريقي هي مبادرة من جملة مبادرات طرحتها مجموعات إقليمية وعربية وأفريقية لحل هذه الأزمة الدستورية، أعتقد أن فشل المبادرات السابقة يجعل من الصعب أن تجد هذه المبادرة طريقًا للنجاح".

وأضاف معلى أن "هذه المبادرة لن ترى النور في المستقبل؛ لأن السلطة الحاكمة في النيجر متمسّكة بالسلطة، ولا تريد أي حلول خارجية، وترى أن الدعم الموجود من مالي وبوركينا فاسو كافٍ لتبني حلف جديد لهذه الدول التي تتخذ مواقف سياسية جديدة بعيدا عن الاتجاه السابق قبل هذا الانقلاب، هذه المبادرات لن تكون لها آليات واضحة للتنفيذ ووسائل يمكن أن تقنع الأطراف الفاعلة للوصول إلى حل سياسي جديد".

لكن المحلل السياسي الجزائري، حكيم بوغرارة يعتقد أن "هذه المبادرة مهمة جدًّا خاصة أنها تعترف بالمرحلة الانتقالية للمجلس العسكري، وهذه خطوة مهمة جدًّا لإضفاء نوعٍ من المرونة والهدوء مع المجلس العسكري في النيجر من خلال الاعتراف به حتى يشعر بنوع من الشرعية المؤسساتية".

وأكد بوغرارة لـ"إرم نيوز" أن"الاتحاد الأفريقي كان قد جمّد عضوية النيجر، لكن المبادرة الجديدة المشروطة بإطلاق سراح الرئيس المخلوع محمد بازوم وكذلك عدد من المعتقلين السياسيين، مع الاعتراف بالمجلس العسكري هي خطوة لتمكين دول "إيكواس" بضرورة تخفيف العقوبات الاقتصادية على النيجر التي يعاني شعبها من نقص كبير في المواد الغذائية".

وشدّد على أن "الاتحاد الأفريقي قام بخطوة مهمة جدًّا؛ لأن دول الجوار والدول الأفريقية دائما ما تدعو إلى حلول محلية بدلا من حلول تأتي من الخارج، مثل هذه المبادرات تقلّص من التدخلات الأجنبية. الاتحاد الأفريقي إذا تمكّن من إقناع المجلس العسكري بمبادرته فإن ذلك مهم جدا في إطار البحث عن حلول سلمية للأزمات الأفريقية".