اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
في اليوم الـ 36 من الحرب على قطاع غزة كثف الاحتلال الإسرائيلي قصفه على المستشفيات، واستهدف بشكل خاص مجمع الشفاء الطبي الذي يعد أكبر منشأة صحية في القطاع، كما قصف قسم الجراحة في المستشفى، في حين توقف قسما العناية المركزة والأطفال عن العمل واندلع حريق في قسم الكلى جراء القصف، في وقت اعلن فيه المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، عن ارتفاع عدد الشهداء لأكثر من 11100 بينهم أكثر من 8000 طفل وامرأة، فيما دمرت 41 ألف وحدة سكنية بشكل كلي و222 ألف وحدة سكنية بشكل جزئي.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة توقف العمل في المجمع وخروجه عن الخدمة بسبب القصف ونفاد الوقود، في ظل استمرار الاشتباكات العنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في محاور ومناطق عدة بالقطاع.

يأتي ذلك بينما اختتمت امس بالعاصمة السعودية الرياض أعمال القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المخصصة لبحث الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

فقد استهدفت قوات الاحتلال، عدداً من المنازل المأهولة بالمواطنين في خان يونس ومخيم النصيرات ودوار الجلاء شمالي قطاع غزة.وارتكب الاحتلال مجزرة بحق عائلة نازحة من منطقة وادي غزة، ما أسفر عن ارتقاء شهداء ووقوع جرحى، جلّهم من الأطفال والنساء والشيوخ.

أيضاً، شنّ الاحتلال غارات مكثفة على تل الزعتر وجباليا شمال القطاع، ومحيط مفترق السرايا وسط مدينة غزة وحي النصر ومحيط أبراج الشيخ زايد في شمالها، كما استهداف «كابيتال مول» والمباني السكنية المحيطة بشارع عمر المختار في مدينة غزة، كما طال قصف مدفعي إسرائيلي مكثف شرقي مدينة المغازي وسط مدينة غزة.

ويستمر الاحتلال بقصف المستشفيات ومحطيها، إذ استهدف خلال الساعات الأخيرة مستشفى الشفاء بعد محاولة خروج بعض النازحين منه.

وفي وقت سابق أعلنت وزارة الصحة ارتقاء 198 شهيداً من الكادر الصحي، وتدمير 53 سيارة إسعاف، واستهداف 135 مؤسسة صحية، وإخراج 21 مستشفى و47 مركزاً صحياً للرعاية الأولية عن الخدمة منذ بدء العــدوان علي غزة.

أيضاً، أعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة أنّ 39 طفلاً ورضيعاً في العناية الفائقة معرضون للوفاة، لأن الأوكسجين لم يعد يصل إليهم، مشيرةً إلى أنّ «المرضى في مجمع الشفاء مهددون بالموت الحتمي».

وقالت الكيلة: «ما يجري الآن بحق المستشفيات هو قرار بقتل من فيها، إذ بات الجرحى يرتقون بسبب نفاد الوقود والمستهلكات الطبية، فالعمليات الجراحية تجرى من دون تخدير ومن دون كهرباء على أضواء الهواتف النقالة».

 وأضافت أنّ «الكارثة التي تحدث في غزة الآن لم يشهدها التاريخ الفلسطيني والعالمي»، موضحةً أنّ «المستشفيات تحاصر وتقصف ويقتل من فيها من مرضى وطواقم طبية ونازحين على مرأى العالم بأسره».

وكان المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة ذكر، أنّ « واقع مجمع الشفاء لا يمكن تخيله»، محذراً من أنّ هذا «قد يكون النداء الأخير، فيما الاحتلال يرتكب هولوكوستاً جديداً».

وأضاف: «نحن محاصرون داخل مجمع الشفاء الطبي وهناك عدد كبير من المسيّرات حولنا»، مفيداً بتوقف كل العمليات الجراحية في مستشفى الشفاء والإندونيسي شمالي قطاع غزة بعد نفاد الوقود تماماً. 

من جهته قال احد الاطباء في مستشفى النصر «ودعنا الاطفال وتركناهم على الاجهزة وغادرنا المستشفى تحت تهديد السلاح»، كاشفا انه «يتواجد في المستشفى اكثر من 150 طفلا تركوا لمصيرهم ولا يتواجد في المستشفى غيرهم». يذكر ان مستشفى النصر هو مستشفى متخصص بمعالجة امراض السرطان عند الاطفال.

كذلك استهدفت كتائب الشهيد عز الدين القسام 3 آليات عسكرية بقذائف «الياسين 105»، في محور جنوبي غربي مدينة غزة.كما أعلنت استهداف موقع «مارس» العسكري بقذائف الهاون.ونشرت كتائب القسام مشاهد استهداف منزل تحصّن فيه جنود الاحتلال شمالي بيت حانون.

بدورها، استهدفت سرايا القدس طائرةً إسرائيليةً من نوع «هيرون تي بي» (إيتان)، وأصابتها بصورة مباشرة، واستهدفت «كيسوفيم» برشقة صاروخية مركزة. وأكدت أنّ مقاوميها يخوضون اشتباكات عنيفةً في منطقة تل الهوى ومخيم الشاطئ، موقعين إصابات مباشرة في صفوف قوات الاحتلال.

ألوية الناصر صلاح الدين من جهتها أكدت أنّ مجاهديها يخوضون اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال في منطقة شمال غرب مدينة غزة، مشيرة إلى أنّه تم إيقاع إصابات مباشرة في صفوف قوات الاحتلال.

وتستمر المقاومة الفلسطينية بخوض اشتباكات عنيفة مع جنود الاحتلال الإسرائيلي، في عدة محاور داخل قطاع غزة.وتشمل هذه المحاور شارع وميدان المجلس التشريعي ومركز رشاد الشوا ومحيط مستشفى الشفاء وسط غزة، وصولاً إلى شارع الشهداء، قرب مقر غزة الرياضي السابق.كما تجري الاشتباكات على امتداد شارع النصر وبعض الشوارع الفرعية، بالإضافة إلى مشارف تل الهوى قرب دوار الخور، على مقربة من مستشفى القدس.وفي المحور الشمالي، تجري الاشتباكات في بيت لاهيا وبيت حانون وأبراج الكرامة ومنطقة التوام.

الى ذلك قال المتحدث باسم «كتائب القسام» أبو عبيدة، إن المقاومة تخوض اشتباكات عنيفة مع القوات الإسرائيلية في غزة، وأنه تم تفجير آليات تابعة للجيش الإسرائيلي بجميع محاور ونقاط تقدمه بالقطاع.

وأكد أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- «توثيق تدمير أكثر من ١٦٠ آلية عسكرية صهيونية تدميرا كليا أو جزئيا منذ بدء العدوان البري» على قطاع غزة .وأضاف أبو عبيدة -في كلمة مسجلة حصلت عليها الجزيرة للناطق باسم القسام- «مقاومونا يخرجون من تحت الأرض وفوقها ومن تحت الركام ويدمرون مدرعاته ودباباته».

وشدد أبو عبيدة على أن الدبابات الإسرائيلية تواجه مقاومة عنيفة واشتباكات ضارية تجبرها على التراجع وتغيير مسار التوغل.

وفي حين قال الناطق باسم كتائب القسام أن المواجهة غير متكافئة، فإنه أكد أنها «تخيف وترعب أعتى قوة في المنطقة».

وأضاف أبو عبيدة أن «المجازر التي يرتكبها العدو أمام العالم هي الإنجاز الوحيد للعدو في هذه الحرب»، مؤكدا أن الانتقام السهل والسريع يأتي لاسترضاء جبهته الداخلية.وختم الناطق باسم القسام خطابه بالتأكيد على أن التضحية العظيمة التي يقدمها مقاومونا هي مقدمة للنصر.

«اسرائيل»

أفاد جيش الاحتلال بأن المفاوضات من أجل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في غزة ستستغرق وقتا. وقال المتحدث باسمه دانييل هاغاري، تعليقا على تقارير في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن صفقات محتملة مع «حماس» من شأنها أن تسمح للحركة بالإفراج عن بعض الرهائن الذين تحتجزهم: «إننا نعمل بشكل مستمر واستباقي على إعادة الرهائن».

وأضاف هاغاري: «هذه العمليات معقدة وستستغرق وقتا..ولن نفوت فرصة واحدة لإعادة الرهائن إلى وطنهم»، داعيا الجمهور إلى عدم الاعتماد على المعلومات المتعلقة بصفقات الرهائن التي لا تأتي مباشرة من الجيش الإسرائيلي، الذي سيبلغ أولا عائلات الرهائن إذا كان هناك تطور ثم الجمــهور.

في غضون ذلك قال موقع المونيتور الإلكتروني إنه رغم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول الماضي، فإن القادة الإسرائيليين يعترفون بأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ما زالت بعيدة عن نقطة الانهيار على الرغم من تدمير البنية التحتية في شمال القطاع. وقال مصدر عسكري إسرائيلي رفيع للمونيتور -طلب عدم الكشف عن هويته- إن الحركة ما زالت تحتفظ بمعظم قوتها، في وقت قال جيش الاحتلال إن طائراته العمودية شنت 860 غارة في قطاع غزة منذ بداية العملية البرية، بالإضافة إلى شن 3300 غارة جوية على القطاع.

وكان طالب المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أوفير غندلمان القادة العرب، بالتحرك الفوري لتحرير 200 مختطف لدى «حماس».

وكتب غندلمان على منصة «X»: «نطالب قادة جميع الدول العربية بالتحرك من أجل الإفراج الفوري عن أكثر من 200 مختطف ومفقود، تحتجزهم «حماس» و»داعش»... الأطفال والفتيات والفتيان والنساء والرجال وكبار السن».

وأضاف: «عليكم إدانة المجازر التي ارتكبتها حركة «حماس» و»داعش» والحرب على إسرائيل. تصرفات «حماس» و»داعش» تتعارض مع أحكام الإسلام». وتابع: «داعش» أخذ أهالي غزة رهائن ويستخدمهم دروعا بشرية، في حين أن قادته يختبؤون في أعماق الأرض وراعيهم الإيراني ضيف عليكم».

وقال: «إسرائيل تقوم بتحرير سكان غزة من حكم القمع الإرهابي، والعالم العربي من «حماس» و»داعش»، وندعو قادة الدول العربية إلى التنسيق معنا حول تقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة».

نقلت صحيفة بوليتيكو الأميركية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنه من المرجح التوصل لصفقة تشمل إطلاق سراح رهائن بينهم أطفال وكبار سن بعضهم مزدوجو الجنسية.وكانت القناة 12 الإسرائيلية قالت إن «إسرائيل» ستتخذ قرارات صعبة لإتمام صفقة لتبادل الأسرى.

كما قال مسؤول إسرائيلي إن محادثات متقدمة تجري لإطلاق المحتجزين وسجناء فلسطينيين بوساطة أميركية قطرية.

سوريا

وكان استهداف القوات الأميركية في بلدة رميلان في العمق السوري.. والمقاومة الإسلامية في العراق تتبنى العملية التي تأتي ضمن سلسلة من العمليات نصرة لغزة. وتبنّت المقاومة الإسلامية في العراق في بيان رسمي، استهداف قاعدة «رميلان» الأميركية في سوريا بطائرتين مسيرتين.وظهر امس أفيد بأنّ طائرة مسـيرة قصفت القاعدة الأميركية في مطار خراب الجير شمال شرقي الحسكة. 

الصحة العالمية

أعلن مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن طفلا يقتل كل 10 دقائق في قطاع غزة وأن نصف عدد المستشفيات الـ36، وثلثي مراكز الرعاية الصحية هناك خرجت عن الخدمة. وأضاف غيبريسوس خلال كلمة له في اجتماع طارئ لمجلس الأمن، أن نصف مستشفيات غزة البالغ عددها 36 وثلثي مراكز الرعاية الصحية الأولية لا تعمل، وأن التي لا تزال عاملة تســتوعب ما يفــوق طاقتها بكثــير، واصفا نظام الرعاية الصحية بأنه على شفا الانهــيار.

واشنطن

قال البنتاغون في بيان إن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن شدد في مكالمة مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت على ضرورة احتواء الصراع في غزة وتجنب التصعيد الإقليمي.

وكان ناقش الرئيس الأمريكي جو بايدن وسلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد أهمية دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وضرورة حماية المدنيين في القطاع.وأفاد البيت الأبيض أن الطرفين ناقشا «أهمية دخول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام وحماية المدنيين (في غزة) بما يتفق مع القانون الإنساني الدولي».

باريس

شدّد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على عدم وجود «أيّ مبرر، أو أيّة شرعية» لقصف الأطفال والنساء وكبار السن في قطاع غزّة، داعياً «إسرائيل» إلى التوقف عن ذلك.

ودعا الرئيس الفرنسي كيان الاحتلال إلى وقف إطلاق النار، معبراً عن أمله أيضاً أنّ ينضـم كل من قادة الولايــات المتحـدة وبريطانيا إلى الدعوة إلى وقف إطـلاق النار في غزّة.

روسيا

المندوب الروسي الدائم لدى مجلس الأمن الدولي، فاسيلي نيبينزيا، يؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار الشامل في قطاع غزة، مُطالباً بالانتباه لما يحدث من انتهاكات إسرائيلية في الضفة الغربية.

مظاهرات حاشدة

وامس خرجت مظاهرات حاشدة دعما للقضية الفلسطينية وتنديدا بالعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة المحاصر، في دول غربية وعربية، منها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وتونس. وطالب المتظاهرون بإنهاء القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ 36 يوما.

الأكثر قراءة

إستنفار على الحدود الأردنيّة مع فلسطين المحتلّة بعد مقتل 3 «إسرائيلين» نتنياهو: أصدرتُ تعليمات لتغيير الوضع في الشمال أسبوع حاسم لسلامة... والراعي يُحذر من فراغ «مُتعمّد»