اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

 بات رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يشعر اكثر من اي وقت مضى، انه تحت حصار مطبق يفترض ان يجعله يعيد حساباته بما يتعلق بمواصلة القتال في غزة وتوسعة الحرب على الضفة الغربية ولبنان. فحادثة اطلاق النار يوم امس الاحد عند معبر اللنبي (جسر الملك حسين كما يسمى في الأردن، ومعبر الكرامة كما يسمى في الجانب الفلسطيني) والذي يربط بين الأردن والضفة الغربية، ما ادى لمقتل 3 «اسرائيليين»، شكلت صفعة قوية لنتنياهو وتأكيد بأن هذه الحدود ايضا غير ممسوكة كما يريد، ما سيجعله يخصص وحدات اضافية من جيش الاحتلال لتأمينها. في وقت تزداد النقمة بشكل غير مسبوق في المؤسسة الأمنية وقيادة الجيش في «إسرائيل»، اللتين نبهتا حكومة بنيامين نتنياهو امس من انفجار الوضع بالضفة الغربية والقدس، متهمة رئيس الوزراء ووزراءه بالمراوغة وعدم اتخاذ قرارات لمنع التصعيد بالضفة.

استقالات مرتقبة

نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن ضباط «إسرائيليين» تأكيدهم أن الوضع في الضفة الغربية لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه، (بإشارة إلى التصعيد «الإسرائيلي» المتواصل)، مؤكدين أن الضفة «على حافة انفجار كبير». وقال الضباط للصحيفة إن الجيش يمتنع عن تنفيذ اعتقالات طلبها جهاز الأمن العام «الإسرائيلي» (الشاباك) في الضفة، لعدم وجود أماكن في السجون. كما أكدوا أن عددا كبيرا من ضباط الجيش يفكرون بالاستقالة، بسبب سياسات الحكومة بالتعامل مع الضفة الغربية.

عملية بطولية

وأشادت حركة حماس بعملية إطلاق نار عند معبر حدودي مع الأردن ، ووصفتها بالبطولية. اما نتانياهو فعلّق على العمليّة قائلا: «هذا يوم صعب، ونحن محاطون بالأيديولوجيا الّتي تمجّد القتل، والّتي يقودها محور الشّرّ الإيراني. نحن محاطون بمجرمين يريدون قتلنا جميعا». وأشار إلى أنّ «حركة حماس تهدف إلى زرع الفرقة في داخلنا، وشنّ حرب نفسيّة على أهالي المختطفين وممارسة ضغوط داخليّة»، مشدّدًا على «أنّنا ملتزمون بتحقيق أهداف الحرب والقضاء على حماس، وإعادة جميع الأسرى، وضمان أنّ غزة لا تعود تشكّل تهديدا». 

وكان المتحدّث باسم الجيش «الإسرائيلي» أفيخاي أدرعي قد زعم بأنّ «مسلّحًا كان يستقلّ شاحنةً وصل من الأردن نحو معبر اللنبي في الأغوار، وخرج منها ليباشر بإطلاق النّار نحو قوّات «إسرائيليّة» كانت تهمّ بتأمين المعبر». وأشار في تصريح إلى أنّه «تمّت تصفية المسلّح من قبل قوّات الأمن، بعد أن قتل 3 مواطنين إسرائيليّين». وذكر أنّه «تمّ استدعاء قوّات كبيرة من الجيش إلى المكان، للتّأكّد من عدم وجود عبوات ناسفة داخل الشّاحنة».

تشاؤم اميركي

وازاء هذه التطورات، وفي ظل العمليات العسكرية المتواصلة في غزة والضفة، اشارت مصادر مطلعة على مفاوضات الهدنة الى انها «اقتربت اكثر من اي وقت مضى من لفظ انفاسها»، لافتة في تصريح لـ «الديار» الى ان «الولايات المتحدة الاميركية التي كانت تستعد لتقديم خطة جديدة لوقف النار لعدة أيام، أرجأت هذه العملية لشعورها بأن اي اقتراح سيصطدم بحائط مسدود، تماما كما حصل مع المقترح السابق للرئيس الأميركي جو بايدن». واضافت:»الجو في المنطقة وبخاصة داخل فلسطين المحتلة ، يبدو ابعد ما يكون عن الهدنة والتهدئة. فلا نتنياهو يرغب بوقف النار رغم كل الضغوط الخارجية والداخلية ، ولا حركة حماس بصدد التراجع عن شروطها المعلنة لوقف النار، ما يجعلنا على موعد مع اسابيع واشهر اضافية من القتال، اقله حتى انجاز الانتخابات الرئاسية الاميركية». 

تعليمات لجبهة الشمال

ولفت امس ما أعلنه نتانياهو ايضا عن انه أصدر «تعليمات للجيش «الإسرائيلي» وجميع قوات الأمن بالاستعداد لتغيير الوضع في الشمال»، عند الحدود مع لبنان. قائلا: «ملزمون بإعادة جميع سكان الشمال إلى منازلهم بأمان».

وعلّقت مصادر «الثنائي الشيعي» على كلام نتنياهو قائلة لـ «الديار» :»هي السمفونية نفسها المستمرة منذ اشهر. لو كان قادرا على خوض حرب موسعة لفعلها ولما انتظر كل هذا الوقت. معادلة الردع التي رسختها المقاومة، هي التي تحمي البلد من حفلة جنون اسرائيلية كبيرة»، معربة في عن استبعادها ان «نكون على موعد قريب مع حرب موسعة على لبنان، خاصة بعدما قرر نتنياهو مؤخرا دخول مستنقع الضفة الذي لن يخرج منه سالما». 

ردود حزب الله 

وفي التطورات الميدانية جنوبا، رد حزب الله امس على مقتل 3 مسعفين في استهداف لسيارة إطفاء في بلدة الغندورية ليل السبت، فأطلق صواريخ ومسيرات باتجاه الجليل الأعلى والجليل الغربي.

وقال الحزب في بيان إنه «قصف للمرة الثانية مستعمرة كريات شمونة بصليات مكثفة من الصواريخ، رداً على اعتداءات العدو خصوصاً المجزرة المروعة في بلدة فرون، التي أسفرت عن شهداء وجرحى من الدفاع المدني». كذلك، أعلن عن استهداف منطقة قرب «كريات شمونة». 

بالمقابل، قال جيش العدو انه شن سلسلة من الغارات الجوية على أهداف لحزب الله في الجنوب، مؤكداً أنه اعترض عدداً من المقذوفات التي أطلقت من لبنان خلال الليل.

وادعى جيش العدو «ضرب منشآت عسكرية لحزب الله في مناطق عيترون ومارون الراس ويارون في جنوب لبنان».

رؤوس كبيرة ستسقط؟

اما في السياسة اللبنانية الداخلية، فتتجه الانظار الى جلسة الاستجواب التي قررها قاضي التحقيق الأول في بيروت بلال حلاوي، لحاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، بعد ادعاء النيابة العامة المالية ضدّه في قضية «أوبتيموم» . ويفترض ان يُستجوب سلامة اليوم بخصور وكلائه، مع ترجيح ترك امر إخلائه او لا الى القاضي حلاوي.

وقالت مصادر مواكبة للملف لـ»الديار» ان «رؤوسا كثيرة ستتساقط كأحجار الدومينو». 

تهديد لمجلس الوزراء

في هذا الوقت، استبق تجمّع العسكريين المتقاعدين جلسة الحكومة المزمع عقدها يوم غد الثلاثاء، للبحث في سلسلة من المواضيع المبينة على جدول أعمال جرى توزيعه على الوزراء، إضافة إلى عرض وزير المالية للتقرير حول مشروع الموازنة العامة للعام 2025. فتوجه التجمع لرئيس مجلس الوزراء والوزراء، قائلًا: «أمام المعاناة والجوع والعوز وامتهان الكرامات، الّتي يعانيها المتقاعدون والعسكريّون في الخدمة والتّقاعد، ولكونه لم يعد يمكن الصّبر على المعاناة، قرّر تجمّع العسكريّين المتقاعدين التحرّك لتحقيق العدالة في العيش الكريم، بعدما أصبحنا أذلّاء بفعل سياسة الحكومة في التّمييز العنصري في التّعامل مع موظّفي القطاع بين عسكري ومدني ومتقاعد».

وأوضح التجمع في بيان أنّه «بناءً عليه، سيتمّ منع مؤسّسة مجلس الوزراء من العمل ومن عقد أيّ اجتماع حكومي، لا يكون على رأس جدول أعماله إصلاح الرّواتب والأجور، بما يحقّق المساواة وفق القوانين بين جميع فئات القطاع العام ومتقاعديه». وشدد التجمّع على أنّ «كلّ وزير مطالَب شخصيا وبمَن يمثّل، أن يعلن موقفه بصراحة لجهة مشاركته في استمرار ظلم المتقاعدين وإنكار تضحياتهم، ومشاركته في اجتماعات تدمير الدّولة والمؤسّسات العسكريّة، ليُبنى على الشّيء مقتضاه».

فراغ متعمّد

وفيما يُرتقب ان تتظهر هذا الاسبوع نتيجة اللقاء الذي جمع الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان والمستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، خاصة وانه من المزمع ان تنعقد «اللجنة الخماسية» على صعيد السفراء في بيروت في الرابع عشر من الشهر الجاري، نبّه البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد من الفراغ الرئاسي «المتعمّد»، الذي قال انه يترك «تداعيات سلبية كبيرة على المستوى الوطني، أولها عدم انتظام المؤسسات الدستورية، وتفكك الإدارة واستباحة القوانين والأعراف، وصولا إلى استهداف مواقع ومراكز مسيحية، وبخاصة مارونية في الدولة، تمهيدا إلى قضمها». واشار الراعي الى أنّ «الكل بانتظار المبادرات الخارجية المشكورة، التي لا يجوز أن تختزل إرادة اللبنانيين عبر ممثليهم في مجلس النواب»، مضيفًا: «من المؤسف والمعيب أن يبقى انتخاب الرئيس أسير رهانات على الخارج، أو على استحقاقات وتطورات خارجية وهمية». 

وشدد على أنّ «التحرك الداخلي المطلوب، ضرورة لنجاح المساعي الخارجية، وأبرزها مساعي «اللجنة الخماسية» التي استأنفت تحركها على صعيد الملف الرئاسي، ونأمل له النجاح بتجاوب المجلس النيابي، الذي سيبقى المسؤول الاول والاخير عن إتمام هذا الاستحقاق».

الأكثر قراءة

ما قضيّة لبنان ما لبنان بعد الحرب ؟