اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تتطور الأحداث بشكل سريع في غزة مع مرور 40 يوماً على معركة طوفان الأقصى، واشتداد المعارك في شوارعها التي دخلت فعلياً حرب الشوارع والأزقة ، ما يعني أن الحرب الدائرة ستستنزفُ فعلياً جيش العدو الاسرائيلي، بفعل عمليات المقاومة داخل غزة والخسارات الكبيرة التي يتكبدها العدو، بالتزامن مع استمرار عمليات المقاومة في الجنوب البناني، التي تزايدت ضرباتها وركزت على مواقع وثكنات جيش الاحتلال في المناطق اللبنانية والفلسطينية المحتلة.

وفي قراءة للتطورات التي شهدتها الحرب على غزة وعلى الجنوب اللبناني، ما قدرة حكومة العدو على مواصلة الحرب لفترة طويلة كما يقول بعض مَن في "الداخل الإسرائيلي" ؟ يجيب خبير عسكري بالتالي:

- أولاً: بمجرد الحديث عن أن "الحرب الاسرائيلية" على قطاع غزة طويلة المدى، فهذا يعني أن العدو لم يحقق أي انتصارٍ حتى هذه اللحظة، لا بل هو يتكبد الكثير من الخسائر مع تزايد هجمات حماس عليه .

- ثانياً: ان التوقيع الذي وقعته الولايات المتحدة والدول الغربية للعدو لشن عدوان على قطاع غزة والقضاء على حماس والسيطرة على القطاع وتحرير الرهائن، لم يعد يجدي نفعاً خاصة في ظل تزايد الجرائم الوحشية الاسرائيلية وقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وهذا ما أثار الرأي العام في كل أنحاء العالم، ما يعني أن العدو بات يعاني من مأزق الوقت الذي حددته أوساطٌ بأنه قد يكون حتى نهاية الشهر الحالي لتحقيق كل الأهداف، وإلا فإن الضغط الغربي سيشتد من أجل وقف إطلاق النار، بسبب الغضب الذي يشهده الرأي العام الغربي عن وحشية العدو المستمرة على قطاع غزة.

- ثالثاً: ان المعارك الدائرة في شوارع وأحياء غزة عرَّت العدو الصهيوني، فهو لم يحقق أي إنجاز عسكري في الميدان، والحرب في غزة ليست نزهة كما روج البعض لها، لا بل هي قاسية وموجعة، فالعدو يدفع ثمناً باهظاً من خلال سقوط عدد كبير من الجنود بين قتيل وجريح، ناهيك عن تدمير آلياته، ورغم كل ذلك لم يصل العدو إلى شبكة الانفاق في القطاع، ولا إلى منصات إطلاق الصواريخ التي أطلقت الرشقات على مدن الاحتلال في الجنوب وغوش دان.

- رابعاً: إن المشاهد والصور والأخبار التي تنقل من داخل قطاع غزة، والتي تصور الشهداء والجرحى والدمار وقصف المستشفيات ودور العبادة، أثار غضباً عارماً لدى الشارع الغربي، ورفع نسبة التظاهرات والاحتجاجات الشعبية، التي باتت تضغط بشكل كبير على حكوماتها لوقف حرب ابادة الشعب الفلسطيني.

- خامساً: أن المقاومة الفلسطينية نجحت في استدراج العدو الى حرب استنزاف، ما أدى الى زيادة خسائره في صفوف جنوده وفي آلياته العسكرية ، وتزايد أعداد القتلى والجرحى في صفوف الضباط والجنود الصهاينة، الذين يسقطون يومياً نتيجة المقاومة الضارية التي يواجهونها، الى جانب زيادة الضغط الشعبي الاسرائيلي بسبب الرهائن "الاسرائيليين"، رغم إحراز تقدم فيما يتعلق بصفقة تبادل الرهائن، وربما التوصل إلى الافراج عن بعض الرهائن خلال الـ 48 إلى 72 ساعة القادمة".

- سادساً: الخلافات داخل حكومة العدو الصهيوني وظهور الكثير من التباين بين الوزراء الصهاينة، والذي تجسد في تصريح وزير الخارجية، وتوبيخه من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي يحاول الظهور بصورة المنتصر والمستمر في الحرب على القطاع حتى تحقيق أهدافه كما يزعم، رغم تزايد أعداد القتلى والجرحى في صفوف جيشه، وتوجيه المقاومة الفلسطينية لضرباتها والحفاظ على قوتها حتى هذه الساعة، رغم كل مشاهد الدمار والقتل والضغط العالمي .

ويضيف الخبير العسكري انه على مرَّ الأيام الماضية أظهرت المقاومة الفلسطينية شجاعة حقيقية وتكتيكاً عسكرياً جعل من "الجيش الذي لا يقهر"، عدواً غير قادر على تحقيق الانتصار، ساندتها بذلك المقاومة الاسلامية في الجنوب اللبناني، والقوات المسلحة اليمنية التي قصفت أهداف مختلفة للعدو الإسرائيلي، اضافة الى المقاومة في العراق، ما يعنى أن دول محور المقاومة جاهزة للتصدي رغم الدعم الأميركي للعدو، في حين تصر الولايات المتحدة على تجنب دخول لبنان الحرب من خلال ضغطها على حكومة نتنياهو، لاعتبارات باتت الأخيرة تدركها جيداً هذا من الناحية السياسية والعسكرية، أما من الناحية المالية فتتوالى الخسائر المالية داخل الكيان، ما دفع وزارة مالية العدو الإسرائيلي الى الطلب بالاستغناء عن 6 وزارات بسبب "الحاجة لترتيب أولويات اقتصادية – اجتماعية جديدة" لدى الكيان.

في المحصلة، أسباب كثيرة سوف تؤدي وأودت الى خسارة العدو، وما قوة الغزاويين وصلابتهم وشجاعتهم الا دليل قاهر وواضح وساطع كالشمس، بأن العدو لم يفلح رغم الدمار والدم، والكيان وجيشه لن يتحمل كلفة الاستنزاف البشرية والمادية والاقتصادية، عكس أهل غزة المصممون على التحمل ومساندة ودعم المقاومة وعدم الإستسلام …

الأكثر قراءة

اكثر من حجمه