اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
يتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة لليوم الـ 42، حيث تواصل قوات الاحتلال استهداف المستشفيات ومحاصرتها بالدبابات، بينما يتوالى استشهاد فلسطينيين في القصف العنيف الذي يستهدف مناطق متفرقة من القطاع، مع مواصلت كتائب القسام استهداف الدبابات وقصف المدن والمستوطنات الإسرائيلية.

في وقت تواجه فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي مقاومةً شديدة، في الساعات الـ 24 الأخيرة، وتفشل في تحقيق تقدّمٍ إلى وسط مدينة غزّة عبر شارع الجلاء، محاولةً عبر تكثيف القصف الجوي والمدفعي إعاقة مقاومة آلياتها التي تحاول التقدّم في محاور القتال.

يُذكر أنّه بسبب هذا الإخفاق الميداني وكثرة الخسائرِ التي تكبّدتها قوات الاحتلال خلال المواجهات الجارية، عمد الاحتلال إلى اقتحام مُجمَّع الشفاء الطبي بعد محاصرته عدة أيام، ومنع إدخال أي طعام أو ماء أو غذاء أو وقود أو مستلزمات طبية إليه، حيث حوّله إلى ثكنةٍ عسكرية ونقطة تمركّزٍ لقواته.

يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة لليوم الـ 42 على التوالي، حيث تستمر قوات الاحتلال في استهداف عدّة مستشفيات في مدينة غزّة وشمالي القطاع ومحاصرتها بالدبابات، وبازدياد وتيرة القصف الإسرائيلي الذي يستهدف مناطق متفرّقة من القطاع، تواصل المقاومة الفلسطينية بمختلف تشكيلاتها التصدّي للتوغل الإسرائيلي على محاور القتال كافة، وتكبيده خسائر كبيرة في الجنود والآليات. 

ويستمر «جيش» الاحتلال، بعد مرور 22 يوماً على بداية توغّله البري، في الاعتماد على محاور رئيسة في التقدّم، هي: محور بيت حانون من شرق وغرب قطاع غزّة، ومحور غربي بيت لاهيا ومنطقة العطاطرة إلى منطقة الكرامة وحي الشيخ رضوان وتخوم مخيم الشاطئ، ومحور جنوبي مدينة غزّة باتجاه الجنوب الغربي للمدينة.

ففي الساعات الـ 24 الأخيرة، لم تتمكّن قوات الاحتلال، من تحقيق اختراقاتٍ إضافية بارزة في اتجاه مناطق الكثافة السكانية في الميدان، إذ حاولت التقدّم عبر شارع الجلاء الرئيسي في مدينة غزّة، لكنّها انكفأت متراجعةً نتيجة مقابلتها بمقاومة شديدة.

وفي المحورِ الشمالي الغربي ما زالت الاشتباكات وعمليات الكرّ والفرّ بين مجموعات المقاومة وقوات الاحتلال تدور بين الشوارع والأبنية، وتحديداً في حيَّي النصر والشيخ رضوان وفي محيط مخيم الشاطئ، وتحديداً على تخوم المخيم الشمالية والغربية بشكلٍ مُركّز. 

أما في المحورِ الجنوبيِ الغربي فقد سُجِّلت أعنف الاشتباكات، حيثُ واصلت كتائب عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، وسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، منعَ القوات الإسرائيلية من تثبيت أي نقاط ارتكازٍ لها وسط مدينة غزّة. 

الى ذلك أعلنت سرايا القدس، استهداف ثلاث آليات عسكرية إسرائيلية بقذائف «التاندوم» في محاور التقدم جنوبي غربي مدينة غزة عند محوري الصبرة، وتل الهوى.وأفادت المعلومات ، بأنّ المقاومة الفلسطينية تخوض اشباكات عنيفة مع قوات الاحتلال في محاور غربي غزة. ولفتت إلى أنّ المقاومة صدّت محاولة توغل لدبابات الاحتلال الإسرائيلي باتجاه شرق رفح وخان يونس.كما أشارت إلى أنّ المقاومة الفلسطينية أحبطت تقدم دبابات الاحتلال الإسرائيلي التي حاولت الدخول من محور شرقي خزاعة.

وكانت أعلنت «كتائب القسام» قصف مدينة تل أبيب برشقة صاروخية وذلك في إطار ما قالت إنه رد على «المجازر الصهيونية» بحق المدنيين الفلسطينيين.

وامس أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أنه مع تزايد أعداد الضحايا يوميا بالقطاع، لم تتمكن دوائر الإحصاء من الانتهاء من وضع إحصائية دقيقة ونهائية للشهداء والجرحى. وعادة ما يصدر المكتب تحديثات يومية تقريبا عن حصيلة الشهداء والجرحى الذين يسقطون جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة منذ أكثر من 40 يوميا على القطاع، لكنه تعذر نشرها.وقال المكتب، في بيان نشره على حسابه بمنصة فيسبوك، «أعداد الشهداء والإصابات تزداد بالمئات في كل يوم، حتى أن دوائر الإحصاء لم تتمكن هذا اليوم من الانتهاء من وضع إحصائية نهائية ودقيقة للخسائر فيما يتعلق بأعداد الشهداء والإصابات».

من جهته استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل. وجرى خلال اللقاء بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» إطلاع بوريل على «التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة في قطاع غزة»، حيث أكد «عباس على ضرورة قيام الاتحاد الأوروبي بالضغط على إسرائيل لوقف عدوانها المتواصل على الشعب الفلسطيني، وتسريع إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وكذلك وقف اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين على المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس».

وجدد عباس التأكيد على رفض الفلسطينيين القاطع لسياسة التهجير من قطاع غزة أو الضفة بما فيها القدس، وشدد على أهمية التدخل العاجل للإفراج عن أموال المقاصة الفلسطينية التي تحتجزها «إسرائيل».

«اسرائيل»

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للإذاعة الوطنية الأميركية ان «إسرائيل يجب أن تحتفظ بالمسؤولية العسكرية الشاملة في قطاع غزة في المستقبل المنظور، ويجب أن تكون هناك حكومة مدنية بغزة مستقبلا ولن يحكمها من يروج لـ «الإرهاب» أو يموله، حيث من الضروري إجراء تغيير ثقافي في غزة مماثل للتغيير الذي حدث في ألمانيا واليابان».

رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، قال امس، إن تل أبيب لن توافق على وقف إطلاق النار دون إطلاق سراح جماعي للرهائن الذين احتجزتهم «حماس».وأضاف هنغبي «حتى لو تم الاتفاق على وقف إطلاق نار من أجل إطلاق سراح الرهائن على نطاق واسع، فسيكون ذلك محدودا وقصير الأمد لأننا بعد ذلك سنواصل التقدم نحو أهدافنا للحرب».

وكانت وافقت «إسرائيل» على إدخال جزء قليل من احتياجات الوقود إلى قطاع غزة بدءا من اليوم السبت، تلبية لاحتياجات الأمم المتحدة، وذلك بعد 43 يوما من بدء عدوانها على القطاع. وقال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي إن إدخال الوقود لغزة سيبدأ من مساء غد، مضيفا أنهم لن يسمحوا بدخول قطرة وقود واحدة إلى شمال غزة، إلا بعد القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

على صعيد آخر كشف استطلاع رأي أجرته صحيفة معاريف الإسرائيلية عن تراجع قوة حزب الليكود الحاكم إلى 17 مقعدا في الكنيست وتعاظم قوة حزب الوزير في حكومة الطوارئ الإسرائيلية بيني غانتس إلى 42 مقعدا. وأشار استطلاع الرأي إلى أن أحزاب الائتلاف الحاكم فقدت أغلبيتها النيابية وأن قوتها لا تتعدى 42 مقعدا، ولفت إلى أن الأحزاب التي تشكل المعارضة تحقق أغلبية نيابية تتمثل بـ78 مقعدا في الكنيست من أصل 120.

واشنطن

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن بلاده تعمل على إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين و»الأميركيين» لدى حركة حماس، مؤكدا ثقته بوجود مركز قيادة وأنفاق للحركة تحت مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة، في وقت ذكر موقع «أكسيوس» الأميركي أنّ قائد القيادة المركزية الأميركية، مايكل كوريلا، سيزور «إسرائيل»، مع اشتداد القتال عند الحدود مع لبنان، ووقوع أكثر من 50 هجوماً على القوات الأميركية في سوريا والعراق. 

وأضاف الموقع أنّ كوريلا سيجتمع بكبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين، «من أجل مناقشة الحرب على غزة والوضع عند الحدود اللبنانية»، بحسب مسؤولين إسرائيليين.وصرّح المسؤولون الإسرائيليون بأنّ كوريلا سيجتمع بوزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، ورئيس أركان «الجيش» هرتسي هاليفي، وغيرهمت من كبار مسؤولي الدفاع والاستخبارات، بحيث «سيُطلعونه على العملية البرية في غزة والخطط العسكرية المقبلة».

يشار الى ان وكالة بلومبيرغ نقلت عن مصادر لم تسمها أن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين يدفعون نحو خطة لنشر قوة حفظ سلام دولية في قطاع غزة بعد الحرب. وفي حين كشف المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر عن أن واشنطن تريد إقامة «مناطق آمنة» في جنوب غزة، أعلنت وكالات رئيسية للأمم المتحدة رفض أي مشاركة في مقترحات أحادية الجانب لإقامة ما يوصف بمناطق آمنة في القطاع دون موافقة جميع الأطراف عليها.

من جانبه قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية إن الشعب الفلسطيني هو صاحب الحق الوحيد في تحديد مستقبل غزة وكل فلسطين. وأضاف أن حركة حماس متجذرة في أرضها ولن تستطيع إسرائيل ولا حلفاؤها تغيير الواقع في القطاع. وبحسب مصادر بلومبيرغ فإن الإدارة الأميركية ترى أن بحث نشر قوة حفظ سلام دولية في غزة قد يدفع «إسرائيل» الى الإسراع بإنهاء الحرب.

وفي السياق قال مسؤولون لوكالة بلومبيرغ إن الدول العربية مترددة بمناقشة خطط مفصلة بشأن غزة وهي متمسكة حاليا بدعوات وقف إطلاق النار. وبحسب المصادر نفسها فإنه ليس لدى المسؤولين الإسرائيليين ثقة كبيرة في أي جهة خارجية تدخل غزة.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية أفادت بأن تل أبيب أبلغت واشنطن موافقتها على فكرة نشر قوات دولية في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وذلك بعد تقارير تحدثت عن تزايد الخلاف بين الجانبين بشأن تصوراتهما لمستقبل القطاع على افتراض إنهاء سيطرة حماس عليه.

السعودية

بحث وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان مع نظيرته الفرنسية كاترين كولونا تطورات التصعيد العسكري في قطاع غزة، وأهمية الوقف الفوري لإطلاق النار، وتمكين إيصال المساعدات العاجلة لغزة. وذكرت وكالة الأنباء السعودية «واس» أن الوزيرين ناقشا خلال الاتصال الهاتفي الذي تلقاه بن فرحان من كولونا، أهمية دعم الحلول السياسية لإنهاء الأزمة وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة، وإيقاف عمليات التهجير القسري للفلسطينيين.

مظاهرات

خرجت امس مظاهرات في دول عربية للتنديد بالحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ نحو 5 أسابيع، كما تواصلت الاحتجاجات المناهضة للحرب في الولايات المتحدة ودول أخرى حول العالم.

الأكثر قراءة

حزب الله يستبعد الحرب الشاملة والموفد الألماني غادر دون «جوابٍ» استشهاد القيادي محمد ناصر والمقاومة تمطر قواعد العدو بالصواريخ هل طرحت البطريركية المارونية صلاح حنين على» الثنائي الشيعي»؟