اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


فيما يترقب لبنان كما المنطقة والعالم التطورات، نقل الرئيس الاميركي دونالد ترامب بقاذفتي "بي٢- سبيريت" وست قنابل "جي بي يو-57" خارقة للتحصينات، الشرق الاوسط الى مشهدية جديدة، عنوانها الارباك والضياع، في معركة "تركيب" الشرق الاوسط الجديد، الذي وضعت اسسه "ادارة ٢٠٠٦" الجمهورية.

والى حين اتضاح صورة الخسائر بشكل واضح، فان الضربات الثلاث، على كل من فوردو ونطنز واصفهان، التي تم تنفيذها جاءت في إطار تنسيق استخباراتي - عسكري وثيق بين الولايات المتحدة و "إسرائيل"، مع تركيز لافت على استهداف ثلاث عقد استراتيجية في البرنامج النووي الإيراني: الإنتاج والتخزين والتشغيل، على ما يشير خبراء عسكريون.

امام هذه الوقائع المعقدة والمتشعبة، يطرح السؤال الاساسي: ماذا بعد هذا الانقلاب في قواعد الاشتباك؟ المطلعون من خبراء ومحللين يتحدثون عن اربعة احتمالات اساسية للفترة المقبلة:

- الاحتمال الاول: ان تلجأ طهران الى رفع مستوى المواجهة مع "تل ابيب"، من خلال تكثيف موجات القصف عبر استخدام "اسلحة نوعية"،  مع فرضية تعاونها مع بعض حلفائها، خصوصا الحوثيين، لضرب أهداف أو مصالح أميركية "موضعية".

وفي هذا الاطار، تؤكد اوساط نيابية لبنانية ان التنسيق كامل بين حارة حريك وعين التينة، التي ابلغت المعنيين ان حزب الله يتحرك ضمن مسلمتين اساسيتين: الاولى انه غير معني بتقديم أي ضمانات "لاسرائيل"، والثانية حرصه على المصلحة الوطنية العليا، اما اي شيء آخر فهو غير معني به.

- الاحتمال الثاني: قرار ايراني بالرد المباشر على الولايات المتحدة، ما يعني الدخول في حرب أمنية وعسكرية، بقعة عملياتها تمتد على مساحة العالم. علما ان كلفتها ستكون كبيرة على الجمهورية الاسلامية، نظرا الى تفاوت موازين القوى بين طرفي الصراع.

- الاحتمال الثالث: إستناد ايران الى مبدئي "البراغماتية" و "الصبر الاستراتيجي"، التي تنطلق من التسليم بالنتائج الحالية، وبالتالي المحافظة على النظام، ما قد يمهّد الطريق لاحقا لتهدئة الأوضاع وبدء مفاوضات حقيقية تشمل القضية الفلسطينية، لكن ذلك قد يتطلب أياما من التصعيد والتوتر والقصف المتبادل، قبل الوصول إلى التهدئة.

- الاحتمال الرابع: نقل التحالف الاميركي – "الاسرائيلي" الى المرحلة الثانية من العملية، عبر ممارسة الضغط الاقصى، حيث الرهان على إحداث شرخ كبير داخل المجتمع الإيراني.

عليه، فان التحوّلات المستجدة في الصراع، قد تأخذ الامور باتجاه إقليمي متفجّر أكثر، أو ممكن أن تؤدي إلى إنهاء المواجهة، ويمكن أن تشكّل مشهدا سياسيا يسمح لكل فريق أن يقرأه وفق مصالحه وسرديّته الخاصة. امور تتوقف على انتظار تبلور مدى التدخل الأميركي، وسقف قرار التدخل في الحرب، هل تغيير النظام في إيران؟ أم فقط لمساعدة "إسرائيل" لتدمير المفاعل النووي؟ والاهم ألا يشكّل هذا خللًا خطرًا في موازين القوى الإقليمية والدولية. وأين روسيا والصين من مسار يعزز هذا المسار النفوذ الأميركي العالمي، ويدفع باتجاه نظام أحادي القطبية؟

في كل الاحوال، يمكن القول ان انتهاء البرنامج النووي الإيراني ليس سوى إعلان رغبة سياسية، لا حقيقة استراتيجية، فالأغلب أن البرنامج لم يدمر بل توقف مؤقتا، أو أُجبر على تغيير شكله لا أكثر، اذ ان المعركة الحقيقية ليست على الخرائط، بل في العقول والمختبرات والنيات السياسية.

الأكثر قراءة

الارهاب يقرع أبواب مسيحيي سوريا المنطقة في المجهول بعد قرار ترامب الانخراط بالحرب ايران تتجه لاغلاق مضيق هرمز... وتداعيات كارثية مُرتقبة على دول العالم