اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بعض زعماء الدول الغربية المرموقين يرسلون لموسكو إشارات للحديث بشأن أوكرانيا.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك للافروف مع نظيره البيلاروسي سيرغي ألينيك، عقب اجتماع مجلسي وزارتي خارجية البلدين. وتابع: «لقد أرسل زعماء بعض الدول الغربية مرارا إشارات لموسكو بمقترحات لعقد اجتماع لمناقشة القضية الأوكرانية والأمن الأوروبي».

وتابع لافروف: «لا أريد وليس لي الحق في ذكر أسماء، لكن عددا من القادة رفيعي المستوى، المعروفين جدا، من الدول الغربية، بمن فيهم زعيم غربي محدد، مشهور للغاية، أرسلوا عدة مرات إشارات من خلال 3 قنوات مختلفة، وقالوا لماذا لا نلتقي ونتحدث عما يجب فعله بأوكرانيا والأمن الأوروبي».

ودعا لافروف الغرب إلى إدراك الطريق المسدود للحرب التي أطلقوا لها العنان في أوكرانيا، وقال: «إنك تسمع الآن تقييمات من بعض السياسيين الواعين في حلف (الناتو)»، وتابع: «أن تأتي متأخرا أفضل من ألا تأتي أبدا».

ووفقا له، فإن الولايات المتحدة والدول الأوروبية تواجه الآن بالفعل صعوبات في العثور على أموال لدعم كييف، حيث أنه من الواضح أن نظام زيلينسكي «فشل في لعب دور الأداة لتقويض أمن روسيا وإبادة التاريخ والثقافة المشتركة، وكل ما هو روسي في الأراضي التي يواصل السيطرة عليها».

وشدد على أن موسكو ترحب دائما بمناقشة الأمور بجدية إذا كان هناك من هو «مهتم بوضع حد لمحاولات بناء الأمن الخاص على حساب أمن وسلامة الآخرين، ومحاولات التعدي على المصالح المشروعة لروسيا والمصالح المشروعة للروس الذين يعيشون في عدد من بلدان قارتنا».

واستشهد لافروف بكلمات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أشار إلى أن معارضي المفاوضات يجب أن يفهموا أن الظروف الخاصة بها ستكون أكثر صعوبة كلما طال أمد إجبارهم من قبل الرئيس الأوكراني زيلينسكي على شن الحرب. أما بالنسبة لنهج التفاوض، فقال لافروف: «لقد تطرق الرئيس بوتين، بالأمس وقبل ذلك مرارا خلال الأشهر السابقة، إلى أن روسيا لا تخجل أبدا من المفاوضات، ولا ينبغي توجيه السؤال إلينا».

في الوقت نفسه، أشار لافروف إلى أن أولئك الذين «يربطون الاتصالات المستقبلية مع روسيا بضرورة انتصار النظام النازي على روسيا، لا يفهمون شيئا عن السياسة ولا يفهمون شيئا عن التوازن الحقيقي للقوى»، واختتم لافروف حديثه قائلا: «بالطبع ليس لدينا ما نتحدث عنه مع مثل هؤلاء الأشخاص».

الى ذلك علق المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف على تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ونيته إنهاء نزاع أوكرانيا بيوم واحد، موضحا أنها مشكلة معقدة للغاية كي يتم حلها هكذا. ونقلت قناة NBC التلفزيونية عن بيسكوف قوله «إنها مشكلة شديدة التعقيد أمام هذا الحل البسيط المقترح من قبل ترامب.

وسبق أن صرح ترامب مرارا أنه في حالة إعادة انتخابه رئيسا للبلاد، فإنه يعتزم التوصل إلى تسوية للنزاع بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا خلال 24 ساعة فقط. يشار إلى أن ترامب كشف في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» في يوليو الماضي، عن تفاصيل خطته لإنهاء النزاع الأوكراني في غضون 24 ساعة.

وقال ترامب: «كما تعلمون لدي علاقة جيدة مع بوتين. كنت سأقول له: يجب عليك تدبير هذا الموضوع. وسأقول لزيلينسكي: عليك حل هذه المسألة. كنت سأقول لأحدهما إنه سيحصل على الكثير من المال، وللآخر أنه لن يحصل على المال. وأنا سأحصل على تسوية خلال 24 ساعة».

في غضون ذلك أعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أنه استخدم حق النقض في قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، لمنع إقرار مساعدة لأوكرانيا بقيمة 50 مليار يورو من القروض والهبات. وكتب أوربان على منصة إكس «ملخص الجلسة الليلية: فيتو على الأموال الإضافية لأوكرانيا، وفيتو على مراجعة الميزانية الأوروبية المتعدّدة السنوات. سنعود إلى هذه القضية العام المقبل بعد استعدادات مناسبة».

ووافقت 26 من دول الاتحاد الـ27 على منح أوكرانيا حزمة قروض وهبات على مدى 4 سنوات بقيمة إجمالية تبلغ 50 مليار يورو، لكن رفض المجر لهذه الحزمة كان كفيلا بإجهاضها.

وإثر منشور أوربان، أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن دول الاتحاد الأوروبي ستستأنف «مطلع العام المقبل» المفاوضات حول تقديم مساعدة جديدة لأوكرانيا.

وقال ميشال للصحفيين «لا أريد الغوص كثيرا في التفاصيل. سأعمل في الأيام والأسابيع المقبلة مع زملائي للتحضير لقمّة في بداية العام المقبل». بدوره، قال رئيس وزراء هولندا مارك روته «لقد توصلنا لاتفاق ضمن 26 دولة. ليس هناك اتفاق من جانب المجر في الوقت الحالي، لكنّني واثق للغاية بشأن العام المقبل».

صديق الكرملين

وأوربان هو أفضل صديق لروسيا في الاتحاد الأوروبي، ويعتبر قراره نكسة لأوكرانيا وداعميها على حدّ سواء، لا سيما أنه أتى بعد أن كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وحلفاؤه يواصلون تبادل التهاني بنجاح القمة الأوروبية في فتح مفاوضات انضمام أوكرانيا إلى التكتل.

وعارض أوربان أيضا فتح مفاوضات انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد، لكنّه لم يستخدم هذه المرة الفيتو ضدّه، بل وافق على حلّ وسط يقضي بخروجه من القاعة أثناء التصويت وتمرير القرار تاليا بدون تصويت. وتصدر قرارات القمة الأوروبية بالإجماع مما يعطي كلا من دوله الـ27 حقّ الفيتو.

وتبذل كييف في الآونة الأخيرة قصارى جدها لإقناع العالم بأن دعم حلفائها الغربيين لا يتضاءل، في وقت تتزايد فيه الشكوك حول استمرار الدعم الأميركي للمجهود الحربي الأوكراني.

الأكثر قراءة

الكمّاشة المالية الدولية تحاصر لبنان... ماذا ينتظر البلاد؟ هل يتمّ الإفراج عن سلامة غداً؟