اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
في بداية اليوم الـ70 من العدوان على غزة، تكبّد الجيش الإسرائيلي المزيد من الخسائر البشرية في معارك جنوبي القطاع، بعد أن تعرض في اليوم السابق لضربات من المقاومة، إذ أكدت كتائب القسام قتل 36 جنديا إسرائيليا وإصابة العشرات خلال 72 ساعة.

وبالتوازي مع استمرار المعارك في محاور عدة، واصل الاحتلال استهداف المدنيين، إذ قصف مدرسة في خان يونس تؤوي نازحين، مما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات، كما واصل التصعيد في الضفة الغربية، إذ نفذ عمليات اقتحام وحملات اعتقال جديدة.

سياسيا، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن الحرب على غزة ستدخل مرحلة جديدة تركز على استهداف قيادات حركة حماس. فقد قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان خلال زيارة لـ «إسرائيل» إن الحرب في غزة ستنتقل إلى مرحلة جديدة تركز على الاستهداف الدقيق لقيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وعلى العمليات المدعومة بالمعلومات الاستخباراتية.

وأوضح سوليفان أنه أجرى نقاشات «قيمة» في «إسرائيل» بشأن الانتقال إلى عملية عسكرية أقل كثافة، وأشار إلى اتفاق واشنطن وتل أبيب على أن القتال سيستغرق أشهرا، ولكن وفق مراحل مختلفة. وأضاف سوليفان أن «إسرائيل» ستواصل مطاردة رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، وقائد الجناح العسكري للحركة محمد الضيف، ونائبه مروان عيسى.وقال إن الحكومة الإسرائيلية أشارت إلى أنه لا خطط طويلة الأجل لديها لاحتلال غزة.

من جهة ثانية، ذكر المسؤول الأميركي أنه سيبحث مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعزيز قوات الأمن الفلسطينية وبسط السيطرة في الضفة الغربية. وقال إن السلطة الفلسطينية تحتاج إلى التجديد فيما يتعلق بطريقة حكمها وتمثيل شعبها.

وقال البيت الأبيض إن سوليفان اجتمع في تل أبيب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومة الطوارئ «لمناقشة الصراع الدائر في غزة وهدفنا المشترك المتمثل بهزيمة حركة حماس، وتقليص الأذى الذي يلحق بالمدنيين، وضمان تدفق متزايد ومستدام للمساعدات الإنسانية إلى غزة».

وأضاف البيان أن سوليفان اطلع على تفاصيل «الحملة العسكرية» التي تقودها دولة إسرائيل في غزة، منها أهداف الحملة ومراحلها وتحديد الظروف اللازمة للتحول مع مرور الوقت من عمليات التطهير المكثفة إلى عمليات أقل كثافة ضد حماس.

وقالت وكالة رويترز إن سوليفان ونتنياهو أجريا مناقشات مفصلة للغاية حول الجهود المبذولة لإخراج الرهائن المتبقين من غزة، وأن مصادر أميركية أشارت إلى أن المباحثات شهدت توافقا واسع النطاق على أن مستقبل غزة يجب أن يقوده الفلسطينيون.

كما قالت الخارجية الأميركية إنها منخرطة في محادثات مع الإسرائيليين بشأن مدة الصراع الحالي. وأضاف المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر أن بلاده لا تريد استمرار الصراع مدة أطول مما هو ضروري، على حد قوله.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت ما يقرب من 19 ألف شهيد وأكثر من 50 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.

عباس

من جهته دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يوم الجمعة، خلال لقاء مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك ساليفان، في رام الله الإدارة الأمريكية إلى التدخل لوقف الحرب على غزة، وفتح جميع المعابر.

وأكد محمود عباس خلال اللقاء على «ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني من خلال الوقف الفوري لإطلاق النار، وحرب الإبادة الجماعية خاصة في قطاع غزة، من أجل تجنيب المدنيين ويلات القصف والقتل والدمار الذي تقوم به آلة القتل الإسرائيلية».

وجدد الرئيس الفلسطيني التأكيد على «ضرورة فتح جميع المعابر، ومضاعفة إدخال المواد الإغاثية والطبية والغذائية، وتوفير المياه والكهرباء والوقود بأسرع وقت ممكن، وتقديم ما يلزم من مساعدات لتعاود المستشفيات والمرافق الأساسية عملها في علاج الآلاف من الجرحى وتقديم خدماتها».

وطالب الرئيس الفلسطيني بـ»تدخل الإدارة الأميركية، لإلزام إسرائيل لوقف عدوانها على أبناء شعبنا في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، المتمثل بالاجتياحات للمدن والمخيمات الفلسطينية وقتل للمدنيين، وتدمير للبنية التحتية، ووقف الاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وجرائم التطهير العرقي وغيرها من الجرائم».

كما تطرق الرئيس الفلسطيني لما «تقوم به سلطات الاحتلال من إجراءات تنكيلية وقمعية بحق معتقلينا، مطالبا بإلزام حكومة الاحتلال بالوقف الفوري لهذه الإجراءات والانتهاكات بحق المعتقلين وأبناء شعبنا». وأشار إلى أن «الضفة الغربية تشهد تهجيرا قسريا وضما صامتا للأرض الفلسطينية من قبل المستعمرين الإرهابيين وجيش الاحتلال».

وشدد على أن «قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، ولا يمكن القبول أو التعامل مع مخططات سلطات الاحتلال في فصله أو أي جزء منه». مؤكدا أن «السلام والأمن لا يتحققان إلا من خلال تنفيذ حل الدولتين، المستند لقرارات الشرعية الدولية الذي يشمل كامل أرض دولة فلسطين في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة، والاعتراف بدولة فلسطين، وأن الحلول الأمنية والعسكرية أثبتت فشلها، ولن تحقق الأمن والاستقرار للمنطقة».

في غضون ذلك انضم الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتصوغ إلى صفوف المسؤولين الإسرائيليين الذين يعارضون الخطاب الأميركي فيما يتعلق بإقامة دولة فلسطينية، داعيا إلى تأجيل المحادثات حول حل الدولتين.

وفي مقابلة مع وكالة «أسوشيتد برس»، قال الرئيس الإسرائيلي إن «هذا ليس الوقت المناسب للحديث عن إقامة دولة مستقلة في حين أن آلام البلاد (إسرائيل) من هجوم حماس في 7 تشلرين الاول لا تزال حية». وأضاف: «ما أريد أن أحث عليه هو ضد مجرد قول حل الدولتين. لماذا؟ لأن هناك فصلا عاطفيا هنا يجب التعامل معه. أمتي ثكلى. أمتي تعاني من الصدمة»، مشيرا إلى أنه «من أجل العودة إلى فكرة تقسيم الأرض، أو التفاوض على السلام أو التحدث مع الفلسطينيين، وما إلى ذلك، يتعين على المرء أن يتعامل أولا وقبل كل شيء مع الصدمة العاطفية التي نمر بها والحاجة والطلب المنطقي للشعور الكامل بالأمن لجميع الناس».

واعتبر أنه «في الجزء الشمالي من غزة، يمكن للمرء أن يرى الأفق.. يمكننا أن نرى نهاية تلك الحملة (العسكرية الإسرائيلية)، ربما في الأسابيع القليلة المقبلة»، مشددا على أن «نهاية الحملة في الجنوب لن تأتي إلا عندما يتم القضاء تماما على الجماعة الإرهابية (حماس).

فجّرت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، منزلاً تحصّن فيه عدد من جنود الاحتلال الإسرائيلي شرقي مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، بالعبوات الناسفة، موقعةً إياهم بين قتيل وجريح. واستهدفت كتائب القسّام مبنى في منطقة جحر الديك وسط القطاع، تحصّن فيه عدد من جنود الاحتلال الإسرائيلي، بقذيفة «TBG»، بصورة مباشرة، موقعةً إياهم بين قتيل وجريح.

واشتبك مجاهدو «القسّام» مع 10 جنود إسرائيليين من نقطة صفر، داخل خيمة عسكرية تابعة للاحتلال في جحر الديك أيضاً، حيث تمكّنوا من السيطرة على قطعة سلاح «M16» من أحد الجنود، وعادوا إلى قواعدهم بسلام.

بدورها، استهدفت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، التحشدات العسكرية التابعة للاحتلال في شمالي غربي مدينة غزة، بوابل من قذائف «الهاون». كما استهدفت سرايا القدس دبابتين إسرائيليتين بقذائف «التاندوم» في محور الشيخ رضوان، غربي غزة.

أما كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فاستهدفت ناقلة جند ودبابةً إسرائيليتين، باستخدام قذائف «RPG»، وهاجمت قوات الاحتلال في محاور الاشتباك بمخيم جباليا شمالي القطاع، من نقطة صفر.

وتخوض المقاومة الفلسطينية اشتباكات ضدّ قوات الاحتلال شرقي رفح، جنوبي قطاع غزة.

وفيما تواصل المقاومة الفلسطينية، بمختلف فصائلها، التصدّي للقوات الإسرائيلية المتوغّلة في عدة محاور من قطاع غزة، مكبّدةً إياها خسائر فادحة، أقرّ «جيش» الاحتلال بمقتل رقيب خلال المعارك البرية.

وصباح امس أقرّ «الجيش» الإسرائيلي بمقتل جندي أيضاً، إضافةً إلى إصابة 4 آخرين بجروح خطرة، بينهم ضابطان، في المعارك البرية جنوبيّ قطاع غزة وشماليّه.

وبهذا، يقارب عدد الجنود الإسرائيليين القتلى 450 منذ الـ7 من تشرين الأول الماضي، ويفوق الـ120 منذ بدء الهجوم البري ضدّ قطاع غزة، بحسب اعترافات الاحتلال. 

وفيما يتعلق بأعداد المصابين، أشارت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إلى أنّ «الجيش» الإسرائيلي يعترف بوجود أكثر من 2000 مصاب، في حين تفيد أرقام منظمة معوّقي «الجيش» بأنّ 3500 معوّق جديد على الأقل سيحتاجون إلى معالجة شعبة التأهيل في وزارة الأمن.

وبينما تفرض المؤسسة العسكرية الإسرائيلية رقابةً مشدّدةً على نشر أعداد القتلى والمصابين من «الجيش»، في محاولة لإخفاء خسائرها الفادحة، تثبت البيانات الدقيقة للمقاومة الفلسطينية والمقاطع التي توثّق استهدافاتها حجمَ الخسائر الكبيرة لدى قوات الاحتلال المتوغلة.

أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قصفها مدينة القدس المحتلة برشقة صاروخية «ردا على المجازر الصهيونية في حق المدنيين». وأضافت القسام أنها استهدفت غرفة القيادة الميدانية لقوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة جحر الديك وسط قطاع غزة بصواريخ «رجوم» وقذائف الهاون.

الى ذلك استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، في غارات إسرائيلية على مدينتي خان يونس ورفح، جنوب قطاع غزة.

واستشهد 4 مواطنين على الأقل، بينهم أطفال، وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال لمنزل عائلة أبو نصر في المعسكر الغربي غرب خان يونس، جرى نقلهم إلى مستشفى ناصر في المدينة.

كما أسفر قصف مدفعية الاحتلال على عدة أحياء في مدينة خان يونس، عن وقوع عشرات الشهداء والجرحى.

وقصف طيران الاحتلال مربعاً سكنياً بالقرب من المستشفى الكويتي في رفح جنوب القطاع، ما أسفر عن وقوع العشرات من الشهداء والجرحى، جرى نقلهم إلى مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار في المدينة.

وقصف طيران الاحتلال أحياء سكنية ومنازل في دير البلح وغزة والنصيرات وجباليا، ما أسفر عن وقوع عدد من الجرحى.

من جانبها، أكدت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية استشهاد 3714 طالباً، وإصابة 5700 منذ بداية العدوان على غزة والضفة الغربية في 7 تشرين الأول.

وأفادت وزارة الصحة في غزة باستشهاد 300 من الكوادر الصحية، وتدمير 102 سيارة إسعاف من جراء العدوان الإسرائيلي. وتابعت وزارة الصحة أنّ طواقمها رصدت 327 ألف حالةً مصابة بالأمراض المعدية وصلت للمراكز الصحية من مراكز الإيواء. وأضافت أنّ الاحتلال استهدف 381 مؤسسة صحية، وأخرج 22 مستشفى، و52 مركز صحي عن الخدمة، في وقتٍ أجبر فيه الاحتلال الطاقم الطبي والمرضى والصحافيين على إخلاء مركز شهداء جباليا الطبي.

من جهته أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين وإصابة 4 في معارك خان يونس جنوبي غزة، في حين أكدت كتائب القسام أنها أوقعت جنودا إسرائيليين قتلى وجرحى وسط القطاع. وقال جيش الاحتلال -في بيان- إن جنديا من قوات الاحتياط لقي مصرعه اليوم في معارك جنوبي قطاع غزة، وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن القتيل قائد دبابة.

وفي بيان نشره في وقت سابق اعلن الجيش الإسرائيلي إن جنديا من سلاح الهندسة في لواء غولاني قتل وأصيب 4 آخرون -بينهم ضابطان- الليلة الماضية في خان يونس.

وبذلك يرتفع عدد الجنود الإسرائيليين القتلى منذ بدء التوغل البري في قطاع غزة أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 118 بالإضافة إلى نحو 650 مصابا، بحسب ما سمحت الرقابة العسكرية بنشره.

من جانب آخر، أعلن جيش الاحتلال أنه استعاد جثتي جنديين ومدني كانوا محتجزين في غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

تركيا

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الوقت حان لقول «كفى» للمأساة الإنسانية في قطاع غزة، وسحب واشنطن دعمها لإسرائيل لضمان وقف إطلاق النار، في حين جدد البيت الأبيض دعم الولايات المتحدة ل»إسرائيل». وقال أردوغان في اتصال هاتفي بينه وبين نظيره الأميركي جو بايدن الخميس، إنه ينبغي أن يُقال كفى للمأساة الإنسانية في غزة، وسحب الولايات المتحدة دعمها غير المشروط لإسرائيل يمكنه أن يضمن وقف إطلاق النار. كما أكد أردوغان أن تحقيق وقف دائم لإطلاق النار بالمنطقة مسؤولية تاريخية تقع على عاتق الولايات المتحدة.

الى ذلك عبّر بيان سعودي إيراني صيني عن القلق من استمرار الأوضاع في قطاع غزة كتهديد للأمن والسلم بالمنطقة،وأكد البيان المشترك على «ضرورة الوقف الفوري للعمليات العسكرية في القطاع».

الأكثر قراءة

الكمّاشة المالية الدولية تحاصر لبنان... ماذا ينتظر البلاد؟ هل يتمّ الإفراج عن سلامة غداً؟