اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

مثّل قرار محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي، الصادر أمس الخميس، الكثير في خارطة كرة القدم العالمية.

ووافقت محكمة العدل على السماح لشركة "A22" المسؤولة عن تنظيم بطولة دوري السوبر الأوروبي، وكذلك للأندية، بتنظيم البطولات خارج هيمنة واحتكار الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم.

الأكثر من ذلك، أن اليويفا لن يكون من حقه معاقبة برشلونة وريال مدريد صاحبي الفكرة، بالاستبعاد من دوري أبطال أوروبا، وهي عقوبة كان قد لوح بها الاتحاد الأوروبي للعبة خلال وقت سابق.

وبالتالي لن يكون هناك أي حق لليويفا أو الفيفا بحسب قرار المحكمة، في منع الأندية من إنشاء بطولات خلال الفترة المقبلة.

كيف سيغير قرار المحكمة تاريخ كرة القدم؟

سيكون لقرار المحكمة مجموعة من ردود الأفعال، أهمها تنظيم النسخة الأولى من دوري السوبر الأوروبي، ومدى اندماج الأندية معها وتحررها من سطوة اليويفا.

وتشير صحيفة "سبورت" الكاتالونية في تقرير لها إلى أن النسخة الأولى من دوري السوبر قد تبدأ في 2025.

ولكن الوضع الآن اختلف، لأن اليويفا لم يعد صاحب القرار الوحيد وستكون هناك مفاوضات بين الاتحاد القاري والأندية، وهو أمر كان برشلونة أحد مؤسسي المشروع من الساعين له منذ البداية.

ووقتها ستتم مناقشة الجوائز المالية والنسب الممنوحة من حقوق البث التلفزيوني والتي ستزيد للأندية بسبب التنافسية، وهو ما كان يرفضه اليويفا في وقت الهيمنة المنفردة على القرار.

الشركة المنظمة للبطولة وصلت إلى مراحل متقدمة من المفاوضات مع 60 ناديا أوروبيا، حيث لا تتوقف الاجتماعات والمفاوضات منذ الإعلان عن الفكرة قبل عامين ونصف من الآن.

ورغم ذلك، فإن أغلب الأندية فضلت الكشف عن رأيها النهائي بعد الاستماع إلى حكم المحكمة الصادر أمس الخميس.

تأثير عالمي

قرار محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي، يعني أن للأندية الآن في جميع أنحاء العالم الحق في تنظيم بطولات تخصها، بعيداً عن هيمنة وسطوة الاتحادات القارية والوطنية.

ولكن الأمر هنا سيرتبط بكل اتحاد قاري وما يقدمه للأندية التي يتعامل معها، ونفس الأمر يطبق على الاتحادات الوطنية وعلى الظروف الاقتصادية لكل قارة وبلد.

فكرة دوري السوبر كانت قد تحولت إلى واقع في قارة أفريقيا ولكن تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" وبمسمى دوري كرة القدم الأفريقي، وبجوائز مالية مقاربة لدوري الأبطال، إذ توج صن داونز الجنوب الأفريقي بالنسخة الأولى في 12 تشرين الثاني الماضي.

ولكن السؤال هل تملك أندية في قارة أفريقيا أو آسيا القدرة على التوحد تحت قيادة ولواء واحد مثلما فعل برشلونة وريال مدريد ومناطحة أكبر اتحاد قاري أو الفيفا، بالإضافة إلى وضع المصالح المشتركة لتلك البلدان مع الفيفا، فيما يخص منحهم حق استضافة بطولات كبرى مثل كأس العالم أو غيرها.

الخوف من القرار

تشير صحيفة "إنديبندنت" البريطانية في تقرير لها إلى أن قرار المحكمة قد يتسبب في أضرار كبيرة على المدى البعيد، لأنه سيحول الأمر إلى صناعة ترفيهية تندرج تحت قواعد تخضع لها أي صناعة أخرى.

ولكن قبل ذلك فإن اليويفا كان يتعامل مع كرة القدم كمنتج ثقافي يستدعي حماية خاصة، مع الإشارة إلى صعوبة الدمج بينها كعمل تجاري ورياضة في نفس الوقت، دون وجود كيان مستقل مثل اليويفا.

وقارن التقرير بين تأثيرات قضية بوسمان الاقتصادية السلبية على كرة القدم وخلقها سوقاً مفتوحاً بالكامل ما أدى إلى عواقب لم تكن مقصودة في البداية.

وتمثلت قصة جان مارك بوسمان في رغبته للانتقال لفريق دنكيرك الفرنسي بعد نهاية عقده مع لييغ البلجيكي، الذي أصر على الحصول على مبلغ مالي كبير لتركه رغم أن العقد كان قد انتهى بالفعل.

القوانين كانت تمنح الحق للأندية في تلك الفترة بتخفيض رواتب لاعبيها وإجبارهم على اللعب مع فرق الشباب، وهو ما تعرض له بوسمان قبل أن يحصل في 15 كانون الأول 1995 على حكم لصالحه يتمثل في نقطتين أساسيتين، تحولتا لقاعدة في عالم كرة القدم الآن.

القاعدة الأولى تنص على أنه لا يحق لناد انتهى عقد لاعبه أن يطلب مقابل مالي لرحيله، والأمر الثاني السماح للأندية الأوروبية بالاعتماد على عدد لا محدود من اللاعبين المنتمين للاتحاد الأوروبي.

اليويفا يصدر بيانا ناريا بعد قرارات "سوبر ليغ"

الى ذلك، أصدر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، بيانا ناريا بعد قرارات محكمة العدل الأوروبية.

وشهدت الأشهر الماضية حالة من الشد والجذب بين ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين من جهة، ومسؤولي الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم من جهة أخرى، بسبب فكرة تلك البطولة.

وبعد الانتقال إلى الساحة القضائية، أقرت المحكمة الأوروبية بأن "الفيفا واليويفا أساءا استخدام السلطات في التعامل مع هذا الملف"، لتحصل الأندية على حق تدشين البطولات في الفترة المقبلة.

وقال الاتحاد الأوروبي في البيان إن "‏هذا الحكم لا يعني تأييدا أو التحقق من صحة ما يسمى بالسوبر ليغ، هو فقط يسلط الضوء على النقص الموجود بالأساس في إطار الترخيص المسبق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وهو الجانب الفني الذي تم الاعتراف به بالفعل ومعالجته في حزيران 2022".

وشدد اليويفا على أنه "واثق من قوة قواعده الجديدة، وعلى وجه التحديد أنها تمتثل لجميع القوانين الأوروبية ذات الصلة، و‏يظل حازما في التزامه بدعم هرم كرة القدم الأوروبية، بما يضمن استمراره في خدمة المصالح الأوسع للمجتمع".

وأضاف البيان "‏سنواصل تشكيل النموذج الرياضي الأوروبي بشكل جماعي مع الاتحادات الوطنية والبطولات والأندية والمشجعين واللاعبين والمدربين ومؤسسات الاتحاد الأوروبي والحكومات والشركاء على حد سواء".

واختتم مؤكدا "‏نحن على ثقة من أن هرم كرة القدم الأوروبية القائم على التضامن، والذي أعلنه المشجعون وجميع أصحاب المصلحة كنموذج لا يمكن استبداله، سيتم حمايته من خطر الانشقاقات بموجب القوانين الأوروبية والوطنية".

الأكثر قراءة

صرخة معلولا: أيّها الأسد أنقذنا