اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أوضحت نتائج دراسة حديثة أن قلة نشاط الأطفال يرتبط بشكل وثيق بالإصابة بالنوبات القلبية ‫والسكتات الدماغية في وقت لاحق. وقد ركزت الدراسة الفنلندية على تأثير النشاط البدني الخفيف والمعتدل ‫والقوي على الأطفال حتى سن البلوغ وقياس مستوى الدهون في الدم، وما ‫يتعلق به من إصابات بأمراض الأوعية الدموية والنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

‫وقد أثبتت الدراسة أيضا أن متوسط ساعات الجلوس التي قضاها الطفل ارتفع ‫من 6 ساعات في مرحلة الطفولة إلى 9 ساعات في مرحلة البلوغ، الأمر ‫الذي زاد معه مستوى الكوليسترول في الدم بما يصل إلى 70%. ووجد الباحثون أيضا أنه خلال مرحلة الطفولة، تم قضاء حوالى 6 ساعات ‫يوميا في ممارسة نشاط بدني خفيف، وبحلول سن البلوغ، انخفضت هذه المدة ‫إلى 3 ساعات فقط في اليوم.

ومع ذلك فقد أثبت الاختبار أن الحفاظ على نشاط بدني خفيف لمدة 3 ‫ساعات يوميا قد ساهم بشكل كبير في خفض مستويات الكوليسترول في الدم، ‫كما حسّن النشاط البدني المعتدل إلى المكثف ولمدة ‫50 دقيقة يوميا إلى في مرحلة البلوغ من مستويات الكوليسترول.

‫وأوضح الفريق البحثي الفنلندي أن ارتفاع نسبة الكولسترول في مرحلة ‫الطفولة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب تحت سن 30 عاما، ومن ثم ‫زيادة خطر الوفاة المبكرة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية في منتصف ‫الأربعينيات من العمر.

وفي النهاية حذر الخبراء من الجلوس الدائم أمام ألعاب الكمبيوتر ‫والمنصات الخاصة، ونصحوا بممارسة الرياضة والنشاط البدني الخفيف للأطفال ‫وبصورة منتظمة، الأمر الذي يخفض مستويات الكوليسترول ‫لاحقا ويحسّن الصحة العامة للطفل.

إنّ اللعب والحركة هما العمود الفقري لنمو وتطور الأطفال، فهي ضرورية لبناء أجسام قوية وعظام متينة وعضلات مرنة. لكن عندما يستكين الأطفال على الأرائك أو ينحصر عالمهم بشاشات الهواتف والحواسيب، فإنهم يخسرون أكثر من مجرد فرصة للمرح. تتربص بهم أمراض ومخاطر صحية تنتظر الفرصة المناسبة للانقضاض عليهم.

أحد أبرز المخاطر التي تُحدق بالاطفال بسبب قلة النشاط البدني هو السمنة. فساعات الخمول تطلق العنان لتراكم الدهون في أجسامهم الصغيرة، فترتفع مؤشرات السمنة ويتعرضون لمخاطر تتجاوز الوزن الزائد. أمراض القلب، والكوليسترول المرتفع، وحتى خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، كلها تلوح في الأفق عندما يغيب النشاط الرياضي عن حياة الأطفال.

وليس التهديد محصورًا بالأمراض الجسدية. الخمول يمكن أن يلقي بظلاله على صحتهم النفسية أيضًا. قلة الحركة قد تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق، وتؤثر سلبًا على التركيز والذاكرة. الاطفال بحاجة إلى الحركة، ليس فقط لبناء أجسام قوية، بل وعقول متفتحة وأرواح متفائلة.

لحماية الاطفال من مخاطر الخمول، يجب جعل النشاط البدني جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية. لا يجب أن تكون الرياضة واجبًا مُفرضًا، بل صديقًا مرحًا يرافقهم في لعبهم وضحكهم. شجعهم على ممارسة الألعاب والأنشطة التي يحبونها، اجعلوا النشاط جزءًا من روتينكم العائلي، وحددوا وقتًا محددًا لاستخدام الأجهزة الإلكترونية. كونوا قدوة لهم واستمتعوا معهم بالمشي واللعب والرياضة في الهواء الطلق. تذكروا، الصحة جسدًا وعقلًا لا تُبنى بالخمول، بل بالحركة والنشاط المستمر. فليكن عالم ألاطفال عالمًا مليئًا بالحركة واللعب، وليتم حمايتهم من مخاطر الخمول ليكون لهم مستقبلًا صحيًا ومشرقًا.

 


الأكثر قراءة

إستنفار داخلي ودولي لاستيعاب حادثة الجولان «تل أبيب» تريد توسعة الحرب... لكنها غير قادرة على ذلك! دروز لبنان وسوريا يتصدّون للفتنة «الإسرائيليّة» من بوابة مجدل شمس