اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
في اليوم الـ95 للعدوان على غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 9 ضباط وجنود وإصابة 27 آخرين خلال الساعات الـ24 الماضية، وقال إنه وسّع عملياته في خان يونس جنوبي القطاع، بينما خاضت المقاومة اشتباكات عنيفة مع قواته شمالا.

بالتوازي، واصل الاحتلال استهداف المدنيين في مناطق عديدة بالقطاع مخلفا شهداء ودمارا، كما نفذ اقتحامات جديدة بالضفة الغربية المحتلة.

في غضون ذلك، بدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين تتناول المرحلة التالية للحرب، في وقت قالت فيه تل أبيب إنها تتجه لخفض وتيرة عملياتها بغزة.

فقد جدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، دعم بلاده لـ«إسرائيل»، مؤكدا أن لها الحق في الدفاع عن نفسها ومنع تكرار هجوم 7 تشرين الاول.

وخلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد بلينكن «أهمية» أن تتجنب إسرائيل إلحاق الأذى بمزيد من المدنيين الفلسطينيين في عدوانها المتواصل على قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن بلينكن «جدّد دعمنا لحقّ إسرائيل في منع تكرار الهجمات الإرهابية التي وقعت في السابع من تشرين الأول، وشدد على أهمية تجنب إلحاق المزيد من الأذى بالمدنيين وحماية البنية التحتية المدنية في غزة».

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، في بيان مقتضب، إن رئيس الوزراء نتنياهو التقى وزير الخارجية الأميركي بلينكن، «وسيعقد لاحقا لقاء موسعا مع مجلس إدارة الحرب».

وعقد اللقاء في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب، لكن البيان لم يوضح أسباب انعقاده بشكل ثنائي.

وسبق أن التقى بلينكن في تل أبيب أيضا نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس والرئيس إسحاق هرتسوغ.

وفي السياق، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال لقائه بلينكن إلى زيادة الضغط على إيران لمنع التصعيد الإقليمي. وأضاف غالانت أن أولويتنا على الجبهة الشمالية هي إعادة السكان إلى بيوتهم بعد تغيير الوضع الأمني الحالي ووقف هجمات حزب الله.وشدد على أن وتيرة القتال في خان يونس ستشتد وستستمر حتى الوصول إلى قادة حركة حماس وإعادة المحتجزين الإسرائيليين.

وكان بلينكن وصل إلى تل أبيب في زيارة هي الخامسة منذ اندلاع الحرب أوائل تشرين الأول الماضي ضمن جولة تشمل أيضا تركيا واليونان وقطر والسعودية والإمارات والضفة الغربية المحتلة ومصر.

وبالتزامن مع بدء المحادثات، أوردت وكالة «أسوشيتد برس» تصريحات لوزير الخارجية الأميركي -أدلى بها لصحفيين برافقونه في جولته- إن قادة تركيا والأردن وقطر والإمارات والسعودية اتفقوا على مساعدة غزة في الاستقرار والتعافي ورسم مسار سياسي مستقبلي، وأن هذه الدول ستبحث المشاركة في «اليوم التالي» للحرب في غزة.وأضاف بلينكن أن هؤلاء القادة مستعدون لتقديم الالتزامات اللازمة لاتخاذ القرارات الصعبة وتحقيق كل هذه الأهداف، مشيرا إلى أنه سيعرض ما سماها «الالتزامات العربية» على نتنياهو ومجلس حربه والرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل تقديمها للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وتابع أنه في كل مكان ذهب إليه وجد قادة مصممين على منع اتساع دائرة الصراع بالمنطقة.

وفي الإطار أعرب مسؤولون إسرائيليون لنظرائهم الأميركيين عن أملهم في أن توافق الدول العربية على إرسال قوة لحفظ السلام إلى غزة، لكنهم لم يطلبوا من واشنطن رسميا متابعة فكرة تشكيل قوة دولية متعددة الجنسيات في القطاع، لأنهم يعلمون أن ذلك من غير المرجح أن يحدث. واقترح المسؤولون الأميركيون إعادة تدريب أفراد قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية من أجل توفير الأمن في قطاع غزة على المدى المتوسط والطويل.

وقبيل وصول الوزير الأميركي إلى تل أبيب، تواترت التصريحات الإسرائيلية عن استمرار الحرب لأشهر أخرى، ولكن بوتيرة أقل.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أن «الجيش بدأ مرحلة جديدة وأقل كثافة في القتال بقطاع غزة»، مضيفا أن «المرحلة الجديدة ستشمل قوات برية وهجمات جوية أقل». وأضاف هاغاري أن «إسرائيل» ستواصل تقليل عدد القوات في غزة، وهي عملية بدأت في وقت سابق من كانون الثاني الجاري، بحسب قوله.

وزعم هاغاري أن شدة العمليات في شمالي قطاع غزة قد بدأت بالفعل في الانحسار، وقال إن «الجيش الإسرائيلي سيركز الآن على معاقل حركة حماس في وسط وجنوبي القطاع، وخاصة حول خان يونس ودير البلح»، مشيرا إلى أن القتال في هذه المناطق معقد، وسيستمر طوال العام الجاري.

ونقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين أن «إسرائيل» بدأت في التحول من حملة برية وجوية واسعة النطاق في قطاع غزة إلى مرحلة أكثر استهدافا، مشيرة إلى أنّ مسؤولين إسرائيليين أبلغوا نظراءهم الأمريكيين أنهم يأملون في استكمال المرحلة الانتقالية بنهاية كانون الثاني الجاري، لكنهم أشاروا إلى أن الجدول الزمني ليس ثابتا.

وتوقع مسؤولون أميركيون أن تعتمد العملية الانتقالية الإسرائيلية في القطاع بشكل أكبر على ما وصفوه بـ»المهام الجراحية» التي تقوم بها مجموعات أصغر من قوات النخبة الإسرائيلية تتحرك داخل وخارج المراكز السكانية في غزة للعثور على قادة حركة حماس وقتلهم وإنقاذ «الرهائن» وتدمير الأنفاق.وأشاروا إلى أن عدد القوات الإسرائيلية في شمالي قطاع غزة انخفض إلى أقل من نصف عدد الجنود البالغ عددهم نحو 50 ألف جندي كانوا موجودين حتى كانون الأول الماضي خلال ذروة الحملة.

وكان تظاهر عشرات الأشخاص، أمام الفندق الذي التقى فيه وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بمدينة تل أبيب. ووفقا لتقارير متطابقة أوردتها وسائل إعلام عبرية، شارك بالمظاهرة عشرات النساء الإسرائيليات والأميركيات، وأفراد من عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين بقطاع غزة لدى الفصائل الفلسطينية إثر عملية طوفان الأقصى في السابع منتشرين الأول 2023. وحمل المتظاهرون لافتات دعت لإعادة المحتجزين من غزة، بينها لافتة كتب عليها «(يا) بايدن، أنت وحدك يمكنك إنقاذهم»، وأخرى طالبت بإبرام اتفاق فوري لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.

على الصعيد الميداني أفادت المعلومات عن تركز المعارك الأساسية في مدينة خان يونس ومخيم البريج، إضافةً إلى المحور الشمالي للنصيرات (المخيم الجديد) ومنطقة المغراقة وشرق مخيم المغازي، إذ شهدت خان يونس معارك ضارية على المحور الجنوبي الشرقي «خزاعة»، والشمالي الشرقي «بني سهيلا»، إضافةً إلى محور وسط البلد الذي تحاول قوات الاحتلال السيطرة عليه منذ أسبوعين من دون جدوى.

وأفادت المعلومات عن إحباط المقاومة محاولات آليات الاحتلال التوغل في وسط خان يونس. وفي السياق، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، استهداف قوة صهيونية متحصنة في أحد المنازل في محاور التقدم في المنطقة بالأسلحة الرشاشة وبقذيفة الـ»TBG» المضادة للتحصينات، ما أدى إلى إيقاع القوة بين قتيل وجريح، كما أعلنت كتائب المقاومة الوطنية خوضها اشتباكات عنيفة في محور وسط خان يونس وتفجير عبوة بقوات «جيش» الاحتلال المتقدمة.

وشرقي خان يونس، تمكن مجاهدو القسام من استهداف قوة صهيونية راجلة بعبوة مضادة للأفراد «رعدية» وإيقاعهم بين قتيل وجريح. وتمكن مجاهدو القسام من تدمير دبابة ميركافا بقذيفة «الياسين 105» واشتعال النيران فيها جنوب المدينة، كما أعلنت المقاومة قنص 4 جنود صهاينة ببندقية «الغول» القسامية شرقي مخيم البريج.

ووفقاً للمصدر الميداني، فإنّ قوات الاحتلال ما زالت في الشارع رقم 10 الفاصل بين غزة والوسطى، وهي تناور أيضاً باتجاه منطقتي الشيخ عجلين وموقع قريش وأطراف تل الهوا الجنوبية لحماية القوات الموجودة هناك. وقد شهدت الليلة الماضية تحركات كثيفة على هذا المحور، إذ أطلقت قوات الاحتلال مئات القنابل الضوئية في سماء المنطقة مع سماع أصوات تحرك الآليات طوال الليل من دون تسجيل تقدم يذكر .

أما شمالاً، فقوات الاحتلال موجودة في منطقة دوار التوام وأبراج المقوسي والمخابرات، وهي تلتف شرقاً باتجاه دوار التوام ومنطقة الكرامة، إضافةً إلى مناورات محدودة على هذا الطريق مع سيطرة نارية على محيطه من قبل طائرات الاستطلاع و»الكواد كابتر» .

ولا تزال مدفعية الاحتلال تواصل إطلاق قذائفها باتجاه الأحياء الجنوبية للزيتون والصبرة وتل الهواء للتمشيط. هذا الأمر يتكرر في المناطق الشمالية الغربية أيضاً باتجاه الشارع الثالث في الشيخ رضوان ومنطقة برج الفردوس.

وامس أعلن «جيش» الاحتلال، مقتل 5 جنود في المعارك داخل قطاع غزة، ما يرفع عدد قتلاه إلى 9. وكان الاحتلال قد أقرّ بمقتل 4 جنود في صفوف قواته، إضافةً إلى وقوع 6 إصاباتٍ خطرة، وذلك في المعارك البرية الدائرة مع المقاومة الفلسطينية جنوبي قطاع غزّة ووسطه.

كذلك، كشف الاحتلال عن مقتل 514 جندياً إسرائيلياً منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول الماضي، بينهم 180 جندياً قُتلوا منذ بدء المعارك البرية في قطاع غزة، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية.

أما في ما يتعلق بجرحى «الجيش»، فأصيب 1042 جندياً منذ بدء المعارك البرية في القطاع، بينهم 228 إصاباتهم خطرة. ولا يزال هناك 45 جندياً منذ بدء الحرب يتلقون العلاج، وحالاتهم خطرة أيضاً.

من جهته أفاد بيان عن وزارة الصحة في غزة، بارتكاب الاحتلال الإسرائيلي، خلال الـ24 ساعة الماضية، 12 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة، خلّفت 126 شهيداً و241 مصاباً، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات تعجز طواقم الاسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم. وأشارت إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 23.210 شهداء، و 59.167 إصابة منذ السابع من تشرين الأول الماضي.

وكان أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه اغتال مسؤولا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يدعى حسن عكاشة، يتهمه بأنه كان وراء إطلاق الصواريخ باتجاه «إسرائيل» من سوريا. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان نشره بحسابه على منصة إكس «قتل الجيش الإسرائيلي في بيت جن بمحافظة ريف دمشق بسوريا حسن عكاشة، الذي كان مسؤولا عن إطلاق صواريخ حماس من الأراضي السورية باتجاه «إسرائيل» في الأسابيع الأخيرة»، دون أن يذكر كيفية الاغتيال. وختم جيش الاحتلال بيانه بالقول إنه «لن يسمح بما أسماه الإرهاب من أراضي سوريا»، واعتبر دمشق هي مسؤولة عن أي عمل يخرج من أراضيها، وأكد مواصلة العمل ضد أي تهديد.

في غضون ذلك أكّد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أنّ الطريقة الوحيدة لخروج الأسرى الصهاينة أحياء من غزة هي الإفراج عن كل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

وفي كلمة متلفزة خلال مؤتمر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المنعقد في العاصمة القطرية الدوحة، أشار هنية إلى أن «الأهداف الإسرائيلية المعلنة من الحرب هي: القضاء على حركة حماس واسترداد الأسرى، وتنفيذ خطة التهجير»، مؤكداً أنّ «جيش» الاحتلال والاستخبارات الصهيونية والغربية لم يستطيعوا تحقيق أي منها بعد 100 يوم من الحرب.

كما اعتبر هنية أن 3 تطورات سبقت «طوفان الأقصى»، فرضت أسلوباً غير تقليدي في المواجهة وهي: «تهميش القضية الفلسطينية محلياً ودولياً، مجيء حكومة صهيونية وضعت على رأس أولوياتها تهجير شعبنا وفرض السيادة على المسجد الأقصى، عمليات التطبيع ودمج الاحتلال في المنطقة والتعامل معه على حساب شعبنا وقضيتنا».

بريطانيا

قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إنه يشعر بالقلق من أن «إسرائيل» ربما اتخذت إجراء في غزة قد يشكل انتهاكا للقانون الدولي. وقال كاميرون أثناء تلقيه أسئلة من لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان «هل أشعر بالقلق من أن «إسرائيل» اتخذت إجراء قد ينتهك القانون الدولي لأن هذا المكان بالتحديد تعرض للقصف أو أي شيء آخر؟ نعم.. بالطبع».

السعودية

دعا مجلس الوزراء السعودي، المجتمع الدولي لتفعيل آليات المحاسبة تجاه الحكومة الإسرائيلية بشأن انتهاكاتها في قطاع غزة .وأعرب مجلس الوزراء السعودي عن رفضه القاطع للتصريحات الإسرائيلية حول تهجير سكان غزة، وإعادة احتلال القطاع وبناء المستوطنات.

الأكثر قراءة

الملف الرئاسي يأخذ منحى جديدا: لودريان سيلتقي بري والعلولا مع المعارضة فشل مفاوضات الصفقة في غزة كليا ... ولا تسوية بين حماس و«اسرائيل»