اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ 97 من العدوان الإسرائيلي على غزة، توجّهت الأنظار إلى لاهاي حيث بدأت محكمة العدل الدولية أولى جلساتها، بشأن الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا على «إسرائيل» بارتكاب إبادة جماعية.

وبينما أعلنت وزارة الصحة بغزة ارتكاب الاحتلال 10 مجازر جديدة في القطاع خلال 24 ساعة راح ضحيتها 112 شهيدا، وأصيب 194 آخرون، شددت قوات الاحتلال قصفها على المنطقتين الوسطى والجنوبية في غزة، بينما استمرت المقاومة في تنفيذ الكمائن وتوجيه الضربات للقوات المتوغلة.

فقد اتجهت الأنظار نحو محكمة العدل الدولية التي استمعت لمرافعة جنوب أفريقيا ضد «إسرائيل» بتهمة ارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. وينتظر أن تقدم «إسرائيل» غدا مرافعتها ردا على مرافعة جنوب أفريقيا.

وبشأن مرافعة جنوب أفريقيا، أشارت المعلومات إلى وجود ارتياح كبير على مستوى المدافعين عن حقوق الإنسان وعن حقوق الشعب الفلسطيني، لأن المحكمة قد تأخذ بعين الاعتبار الدلائل التي قدمت، والتي تفيد بأن «إسرائيل» ترتكب جريمة إبادة جماعية، وتخرق التزاماتها بموجب الاتفاقية التي وقعتها.

وقالت إن «هناك انطباعا بأن حجم الأدلة والطرق التي قدمت بها على المستوى القانوني قوية جدا وقادرة على إقناع القضاة، وعددهم 15»، وأضاف أنهم «يحتكمون للقانون، وليس للحسابات السياسية»، وهو ما أكده أحد القضاة لقناة الجزيرة.

وبحسب ما توافر من معطيات فان وجود 15 قاضيا من مشارب ومدارس مختلفة وبلدان مختلفة يعطي نوعا من الضمانة بأن يكون القرار النهائي الذي تتخذه محكمة العدل الدولية قانونيا صرفا بدون تحيز.

مع العلم أن الطلب الرئيسي والاستعجالي الذي تقدمت به جنوب أفريقيا ضمن مرافعتها هو وقف المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، ويفترض -بحسب المراسل- أن تجيب المحكمة عن هذا الطلب قريبا، وإذا اتخذت المحكمة قرارا يأمر «إسرائيل» بوقف الإبادة في غزة، فيجب أن يتم الأمر بشكل مستعجل.

ماذا بعد أن تقرر المحكمة؟

وتشير المعلومات إلى أن هناك قناعة بأن قرار المحكمة سيكون له أثر كبير جدا على «إسرائيل» وسيمتد لعقود، كما هو الحال بالنسبة لقرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة بالقضية الفلسطينية.

ووفق ما أكده أحد القضاة داخل محكمة العدل الدولية، وكذلك حقوقيون وقانونيون فلو دان قرار المحكمة «إسرائيل» فسيلاحقها، وسيكون أمامها وأمام حلفائها خيار من اثنين، إما أن تقبل تنفيذ القرار، وتلتزم بوقف القتال أو بتوصيل المساعدات وتجنب استهداف المدنيين في غزة، أو أن تلجأ المحكمة -في حال عدم القبول بالقرار- إلى مجلس الأمن الذي لا يعول عليه طبعا بسبب الدعم الأميركي لـ «إسرائيل». لكن القرار سيكون له وزن بمجرد صدوره من أعلى هيئة قضائية دولية.

وإذا صدر القرار من محكمة العدل الدولية بإدانة «إسرائيل»، فسيشكل ذلك ضغطا على محكمة الجنايات لتتحرك «إسميا»، أي تعلن عن أسماء المسؤولين الإسرائيليين الذين يرتكبون الجرائم في غزة، وتوجه لهم استدعاءات ومحاكمات.

من جهته علّق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مقاضاة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكابها جرائم «إبادة جماعية» ضد الفلسطينيين في غزة. وقال نتنياهو إنه «في الوقت الذي تحارب فيه إسرائيل إبادة شعب تتهم هي بإبادة شعب»، وأضاف «رأينا اليوم عالما مقلوبا رأسا على عقب، ونحن نحارب الإرهابيين والأكاذيب»، وفق تعبيره.كما هاجم جنوب أفريقيا التي رفعت الدعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل، وقال «صراخ نفاق جنوب أفريقيا يصل إلى السماء». وأكد نتنياهو مواصلة ما وصفه «بالحفاظ على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، وتأمين مستقبلها حتى النصر الكامل»، وفق قوله.

في غضون ذلك، وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن  إلى العاصمة المصرية لإجراء محادثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي حول تداعيات حرب غزة، وذلك في محطته الأخيرة في جولته بالمنطقة الهادفة إلى ما سمي الحيلولة دون اتساع رقعة الحرب.

وفي وقت سابق- قال الوزير الأميركي إنه يبحث مع الدوحة والقاهرة سبل عقد صفقة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) و «إسرائيل»، لا سيما بعد جهودهما بالتوصل إلى الهدنة المؤقتة في 24 تشرين الثاني الماضي، والتي دامت أسبوعا. وزار بلينكن عدة دول بالمنطقة قبل زيارته «إسرائيل»، منها قطر وتركيا واليونان والإمارات والسعودية، كما التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية. وقال وزير الخارجية الأميركي إنه بحث مع عباس أمس أهمية إصلاح السلطة الفلسطينية وسياساتها وحوكمتها لكي تتمكن بفاعلية من تولي مسؤوليتها في غزة.

وأعنلت الرئاسة المصرية أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استقبل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في القاهرة، وبحثا الأوضاع الإقليمية وخاصة في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية.

وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في مصر أن وزير الخارجية الأمريكي نقل تحيات وتقدير الرئيس الأمريكي للرئيس المصري، منوها بالجهود المصرية المتواصلة من أجل تهدئة الأوضاع بالمنطقة وترسيخ السلام والاستقرار، وهو ما ثمنه الرئيس المصري، مؤكدا حرص مصر على استمرار التنسيق بين الجانبين بما يصب في مصلحة الأمن والاستقرار الإقليميين.

وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد التباحث بشأن الأوضاع الإقليمية وخاصة في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية، حيث حرص وزير الخارجية الأمريكي على إطلاع الرئيس المصري على مجريات جولته الموسعة بالمنطقة، والاستماع إلى رؤية مصر بشأن آفاق الحل، وقد شهد الاجتماع عرض الجهود المصرية للتواصل مع كافة الأطراف بهدف الوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية.

وشدد الرئيس المصري على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسئولياته لتنفيذ القرارات الأممية ذات الصلة، بحيث يتم إدخال المساعدات بالكميات الكافية لإنهاء الكارثة الإنسانية بالقطاع وإنقاذ أهالي غزة من المعاناة الهائلة التي يتعرضون لها، مع ضرورة أن تسفر جهود التهدئة عن تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، بما يعالج جذور الوضع الراهن، ويُمكّن الشعب الفلسطيني من الحصول على حقوقه المشروعة، ويحقق الأمن والتنمية والازدهار لجميع شعوب المنطقة.

وقد توافق الجانبان على استمرار التشاور المكثف بشأن الأوضاع الراهنة، والتواصل مع مختلف الأطراف لدفع جهود التهدئة ومنع اتساع رقعة الصراع، مع تأكيد الرفض التام لمبدأ أو محاولات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، والتمسك بمسار حل الدولتين كأساس تحقيق الاستقرار في المنطقة.

ميدانيا أفادت المعلومات بأنّ العدوان الإسرائيلي ما زال متواصلاً، ولا يقتصر على القتل والمجازر إنما يتعمّد تعميق معاناة الفلسطينيين الذين يعيشون ظروفاً إنسانية قاسية بعد أكثر من 3 أشهر على العدوان. وذكرت أنّ «العدوان يتركز في المنطقة الوسطى، حيث تواصل مدفعية وطائرات الاحتلال استهداف مخيمات البريج والمغازي والنصيرات ودير البلح وسط قطاع غزة»، وعلى جنوب القطاع وتحديداً خان يونس.

وأعلن إصابة أحد عناصر الدفاع المدني بعد تعرض فرق الانقاذ للاستهداف المباشر المتعمد من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي أثناء القيام بواجبهم الإنساني خلال إنقاذ مصابين عالقين تحت أنقاض أحد المنازل المقصوفه غرب محافظة خانيونس.

كما قال إنّه حتى هذه اللحظة ارتقى العشرات من عائلة نموس في مجزرة مروعة في خان يونس، مشيراً إلى أنّ 7 شهداء و25 جريحاً وصلوا هذه الليلة إلى مجمع ناصر الطبي في المدينة جنوبي قطاع غزة». وأضاف أنّ «الليلة هي الأعنف على مستشفى شهداء الأقصى ومحيطه حيث نفّذت قوات الاحتلال أحزمة نارية ودمرت عشرات المنازل».كما أفادت وسائل إعلام محلية بأنّ هناك عدداً من الشهداء من عائلة العرجاني ارتقوا خلال قصف بمنطقة عريبة شمال رفح جنوب قطاع غزة». 

بالإضافة إلى ذلك، جرى الإعلان عن استشهاد الصحافي محمد جمال صبحي الثلاثيني بعد قصف الاحتلال منزل عائلته.

وفي هذا السياق، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتفاع عدد الشهداء الصحافيين إلى 117 منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على القطاع.

أيضاً، نعت كتائب شهداء الأقصى الأسيرة المحررة وفاء سمير إبراهيم البس «أم حسن» التي ارتقت في قصف إسرائيلي على مدينة غزة. وأشارت شهداء الأقصى إلى أنّ الشهيدة الأسيرة قد كانت قضت 7 سنوات في سجون الاحتلال وتحررت فى صفقة وفاء الأحرار.

وفي سياق متصل، أكّدت المعلومات أنّ «أوضاع النازحين في الخيام كارثية في ظل العاصفة والأمطار بعد تهجيرهم وتدمير قوات الاحتلال منازلهم».

ويأتي ذلك بالتزامن مع اشتبكات ضارية تخوضها المقاومة الفلسطينية في محاور التقدّم. وأعلنت كتائب القسّام خلال الساعات الأخيرة، أنّها استهدفت 3 آليات صهيونية بقذائف «الياسين 105»، ودمّرت آلية صهيونية بعبوتين مضادتين للدروع في خانيونس.

كما أعلنت القسام تمكنّها من استهداف قوة صهيونية خاصة متحصنة في مبنى بقذيفة «الياسين 105» والاشتباك معها بالأسلحة الرشاشة وأوقعوها بين قتيل وجريح في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.

الى ذلك قال مكتب الإعلام الحكومي بغزة، إنّ هناك 7 آلاف مفقودٍ، 70% منهم من الأطفال والنساء، منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة منذ أكثر من 3 أشهر. وتابع المكتب الحكومي أنّ «جيش» الاحتلال دمّر 380 مسجداً، و3 كنائس في القطاع، خلال عدوانه المستمر على غزة. كما لفت في إحصائية جديدة إلى أنّ الاحتلال ارتكب «1968 مجزرة منذ السابع من أكتوبر».

وأفادت  بأنّ العدوان الإسرائيلي ما زال متواصلاً، ولا يقتصر على القتل والمجازر إنما يتعمّد تعميق معاناة الفلسطينيين الذين يعيشون ظروفاً إنسانية قاسية، بعد أكثر من 3 أشهر على العدوان. وذكرت انّ «العدوان يتركز في المنطقة الوسطى، حيث تواصل مدفعية وطائرات الاحتلال استهداف مخيمات البريج والمغازي والنصيرات ودير البلح وسط قطاع غزة»، وعلى جنوب القطاع وتحديداً خان يونس.

بالإضافة إلى ذلك، جرى الإعلان عن استشهاد الصحافي محمد جمال صبحي الثلاثيني بعد قصف الاحتلال منزل عائلته.

وفي هذا السياق، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتفاع عدد الشهداء الصحافيين إلى 117 منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على القطاع.

ويأتي ذلك بالتزامن مع اشتبكات ضارية تخوضها المقاومة الفلسطينية في محاور التقدّم. وأعلنت كتائب القسّام خلال الساعات الأخيرة، أنّها استهدفت 3 آليات صهيونية بقذائف «الياسين 105»، ودمّرت آلية صهيونية بعبوتين مضادتين للدروع في خانيونس.

خسائر وقتال صعب

في السياق أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 17 من ضباطه وجنوده في معارك غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.

وبذلك يرتفع قتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي المعلن، من جنود وضباط، منذ عملية طوفان الأقصى والحرب على غزة في السابع من تشرين الأول الماضي، إلى 520، بينهم 192 قتيلا منذ بدء العملية البرية في 26 تشرين الأول الماضي.

وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي إن الجيش هاجم خلال الساعات الـ24 الماضية أكثر من 150 هدفًا في قطاع غزة.

وقصفت طائراته العديد مما وصفه المتحدث العسكري بالمسلحين في منطقة المغازي وفي خان يونس، كما أعلن العثور على 15 فتحة نفق ومنصات لإطلاق صواريخ ووسائل قتالية. وتم تدمير آلة لصناعة القذائف الصاروخية على حد وصف المتحدث العسكري الإسرائيلي .

كذلك قال المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري إن هناك عمليات نفذها الجيش الإسرائيلي لاستعادة «الرهائن»، في وقت تم فيه إيقاف عمليات أخرى، وأضاف أن هناك عمليات مختلفة على الطاولة لتحقيق ذلك.

وامس قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن الفصائل الفلسطينية «تؤكد موقفها الوطني الموحد بأنه لا اتفاق ولا تبادل أسرى مع إسرائيل إلا بوقف شامل للعدوان على غزة». وأكدت الحركة في بيان أن إدارة الشأن الفلسطيني وقطاع غزة «شأن وطني فلسطيني» ولن تسمح للاحتلال وداعميه «بالتدخل أو فرض الوصاية عليها»، وفق تعبيرها.

كما قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إن إدارة قطاع غزة شأن وطني فلسطيني، ولن نسمح للاحتلال الإسرائيلي وداعميه بالتدخل، أو فرض الوصاية علينا. وأضافت الحركة في بيان أن الفصائل الفلسطينية تؤكد موقفها الوطني الموحد، بأنه لا اتفاق ولا تبادل للأسرى إلا بوقف شامل للعدوان على شعبنا في غزة. كما أعلنت حماس عن دعمها الكامل للجهود المبذولة لإغاثة الشعب الفلسطيني والتخفيف من معاناته، مبدية استعدادها للتعاون والتشارك مع الجهات والمؤسسات الحكومية المختصة، في إطار تعزيز صمود الفلسطينيين وحماية الجبهة الداخلية من مخططات الاحتلال الإسرائيلي.

وفي وقت سابق اتهم رئيس الدائرة السياسية لحركة حماس في الخارج سامي أبو زهري، الولايات المتحدة بإجراء اتصالات لمنع دول أخرى من تقديم دعاوى ضد إسرائيل، مماثلة لتلك التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية.

ايران

دعا قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي، جبهة المقاومة إلى البقاء «على أهبة الاستعداد» في مواجهة الغصب والاستكبار، قائلاً إنّ على جبهة المقاومة «ضرب العدو حيث تطال يدها».

جاءت دعوة السيد خامنئي في تغريدةٍ نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»، قائلاً: «فلتبقَ جبهة المقاومة على أهبة الاستعداد في مواجهة الغصب والاستكبار، ولا تغفلنّ عن مكر العدوّ، ولتضرب حيث تطال يدها، بعون الله».

وقبل ساعاتٍ على تغريدته، أكّد السيد خامنئي في تغريدةٍ باللغة العبرية نشرها في حسابه الشخصي في المنصة نفسها أنّ «جرائم الكيان الصهيوني لن تُنسى، وحتى بعد زوال هذا الكيان من على وجه الأرض، ستسجل هذه الجرائم وقتل الآلاف من الأطفال والنساء في الكتب».

الأكثر قراءة

الملف الرئاسي يأخذ منحى جديدا: لودريان سيلتقي بري والعلولا مع المعارضة فشل مفاوضات الصفقة في غزة كليا ... ولا تسوية بين حماس و«اسرائيل»