اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
في تصعيد خطير مرتبط بحرب غزة، نفذت الولايات المتحدة الاميركية بمشاركة المملكة المتحدة، ودعم لوجستي وعسكري من عدد من دول تحالف «البحر الاحمر» غارات جوية على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في صنعاء والحديدة، بعد ساعات من قرار لمجلس الامن، دان افعال التنظيم التي تعرض الممرات التجارية الدولية للخطر، في خطوة راى فيها الغرب تخطيا للخطوط الحمر.

وفيما اعلن المهاجمون ان العملية التي نفذت قد انتهت ضمن الحدود المرسومة لها توعد الحوثيون بالرد وسط ردود فعلية دولية واقليمية مختلفة، في وقت تتجه فيه الانظار الى محور الممانعة والمقاومة بقيادة طهران، وكيفية تعامله مع التطورات المستجدة.

فقد أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن نجاح ضربات على عدد من الأهداف يستخدمها الحوثيون في اليمن «لتعريض حرية الملاحة للخطر» في البحر الأحمر. وأشار إلى أن الضربات نفذتها القوات الأميركية بالتعاون مع بريطانيا وبدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا.

من جانبه، أكد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن المملكة المتحدة ستدافع دوما عن حرية الملاحة وتدفق التجارة.

وأضاف بايدن في بيان أصدره البيت الأبيض أن الضربات هي رد مباشر على هجمات الحوثيين غير المسبوقة ضد السفن البحرية الدولية في البحر الأحمر بما في ذلك استخدام الصواريخ الباليستية.

وأشار الرئيس الأميركي إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر عرضت القوات الأميركية والبحارة المدنيين والتجارة وحرية الملاحة للخطر.

وقال بايدن إنه «لن يتردد» في إعطاء توجيهات لاتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية الشعب الأميركي والتدفق الحر للتجارة الدولية حسب الضرورة.

ولفت الرئيس الأميركي إلى أن أطقما من أكثر من 20 دولة تعرضوا للتهديد أو أخذوا كرهائن في أعمال القرصنة في البحر الأحمر، مبررا ما وصفه بالإجراء الدفاعي وأنه جاء اليوم في أعقاب الهجمات المتصاعدة التي يشنها الحوثيون ضد السفن التجارية.

من جهة أخرى، نقلت «سي إن إن» عن مسؤول أميركي أن من أهداف جولة وزير الخارجية أنتوني بلينكن في المنطقة إخبار القادة الإقليميين أن قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري ضد الحوثيين يجب أن يُنظر إليه على أنه دفاعي وليس تصعيديا.

بيان بريطاني

من جهته قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن سلاح الجو الملكي نفذ ضربات موجهة استهدفت منشآت عسكرية يستخدمها الحوثيون في اليمن. وأضاف سوناك في بيان أن المملكة المتحدة اتخذت إجراءات محدودة وضرورية ومتناسبة للدفاع عن النفس لإضعاف القدرات العسكرية للحوثيين وحماية الشحن العالمي.

وأكد سوناك أن البحرية البريطانية ستواصل دورياتها في البحر الأحمر ضمن العملية متعددة الجنسيات لردع الحوثيين.

وحث رئيس الوزراء البريطاني الحوثيين على وقف هجماتهم واتخاذ خطوات لخفض التصعيد، مشيرا إلى أن الحوثيين واصلوا هجماتهم في البحر الأحمر رغم التحذيرات المتكررة من المجتمع الدولي.

وقد أصدر تحالف الدول الذي تقوده الولايات المتحدة بيانا مشتركا أكد فيه أن الضربات «تهدف إلى تعطيل وتقليل قدرات الحوثيون لتهديد التجارة العالمية وحياة البحارة» وفق تعبيره.

وأضاف أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة نفذتا ضربات مشتركة وفقا للحق الأصيل في الدفاع الفردي والجماعي عن النفس، بما يتفق مع ميثاق الأمم المتحدة» وفق تعبير بيان التحالف، وذلك بدعم من هولندا وكندا والبحرين وأستراليا.وتابع البيان أنه لا ترددَ في الدفاع عن الأرواح وحماية التدفق الحر للتجارة.

موقف روسي

وفي تطور آخر قال مصدر دبلوماسي للجزيرة إن روسيا دعت إلى عقد جلسة طارئة ومفتوحة بشأن الغارات الأميركية البريطانية ضد جماعة الحوثي في اليمن.وقال المصدر الدبلوماسي إن روسيا وجهت رسالة روسية لأعضاء مجلس الأمن اعتبرت فيها استخدام القوة باليمن انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة.

وأضاف المصدر الدبلوماسي أن أغلبية الدول الأعضــاء فــي المجلس تفضل إجراء مشاورات مغلقة حول الموضوع، ولكن البعثة الروسية تصر على ضرورة عقد جلسة مفتوحة مع مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة أنطــونيو غوتيــرش.

وأكد المسؤول أن الضربات الأميركية البريطانية ضد مواقع الحوثيين في اليمن أصابت أهدافها، وأشار مسؤول دفاعي أميركي  للجزيرة إلى أن الضربات ضد مواقع الحوثيين في اليمن شاركت فيها سفن وطائرات حربية وغواصات.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول أميركي أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة شن أكثر من 12 غارة على أهداف للحوثيين.

الى ذلك أعلن الحوثيون في اليمن  أن 5 من مسلحيها قتلوا خلال 73 غارة شنتها القوات الأميركية والبريطانية على البلاد، مشددة على أنه لا يوجد مبرر للهجوم على اليمن. وقال المتحدث العسكري باسم قوات الحوثيين يحيى سريع إن «العدو الأميركي البريطاني أقدم في إطار دعمه لاستمرار الإجرام الإسرائيلي في غزة على شن عدوان غاشم على اليمن بـ73 غارة».

وأوضح أن الغارات استهدفت العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة، مشيرا إلى أنها أسفرت عن مقتل 5 عسكريين حوثيين وإصابة 6 آخرين.وشدد على أن «العدو الأميركي والبريطاني يتحملان كامل المسؤولية عن عدوانهما الإجرامي بحق الشعب اليمني والذي لن يمر دون رد ودون عقاب».

لا مبررات للهجوم

وكان الناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام قال إنه لا يوجد مبرر للهجوم الأميركي البريطاني على اليمن، في حين أكدت بريطانيا أن الضربات ضد أهداف للحوثيين كانت دفاعا عن النفس.وشدد الناطق باسم الحوثيين على أنه لا مبرر مطلقا لهذا العدوان على اليمن، «فلم يكن من خطر على الملاحة الدولية».

وأكد عبد السلام أن «الاستهداف كان وسيبقى يطال الســفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة»، وقال لم نستهدف أي دولة في العالم باستثناء إسرائيل.

وقال إنه «لا يوجد تحالف بحري في البحر الأحمر»، وإنما «فقط عدوان أميركي وبريطاني».وأكد عبد السلام أن الموقف اليمني كان فاعلا، مما دفع أميركا إلى إعلان التحالف ضد الحوثيين.

اعبروا بسلام

بدوره، وجّه وزير الإعلام والناطق باسم حكومة الحوثيين ضيف الله الشامي عبر منصة إكس رسالة لكل «السفن التي تمر عبر الأحمر وباب المندب نقول اعبروا بسلام آمنين».وفي الإطار ذاته، قال عضو المجلس السياسي الأعلى للحوثيين محمد علي الحوثي إن الضربات الأميركية البريطانية على اليمن «همجية إرهابية».

ووصف الهجمات بأنها «عدوان متعمد وغير مبرر، ويعكس نفسية متوحشة»، مضيفا أنه «سيتم الرد من خلال البيان الذي سينشر لاحقا».

وفي سياق متصل، نفى مسؤول أميركي عسكري تنفيذ جماعة الحوثي أي هجمات انتقامية على سفن أميركية وبريطانية بالبحر الأحمر، ردا على القصف الذي تعرضت له عدة مدن يمنية.

ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن المسؤول الذي لم تسمه أنه «لا رد حوثيا حتى هــذه اللحظــة»، وأوضــحت أن المسؤول أشار إلى أن بلاده لن تفاجأ بـ»أي رد للحوثيــين».

وكان عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين علي القحوم قد أعلن استهداف بوارج أميركية بريطانية في البحر الأحمر، ردا على الغارات التي نفذتها واشنطن ولندن على العاصمة صنعاء ومحافظات يمنية أخرى.

وقال قائد القوات الجوية الأميركية بالشرق الأوسط ليكسوس غرينكويتش إن «الضربات ضد الحوثيين تهدف إلى تقويض قدرتهم على مواصلة هجماتهم بالبحــر الأحمــر».

وحمل المسؤول الأميركي الحوثيين ورعاتهم الإيرانيين المسؤولية عن الهجمات على الشحن البحري الدولي، مشيرا إلى أن الغارات استهدفت مراكز قيادة ومخازن ذخيرة وأنظمة إطلاق.

من جهته، قال وزير القوات المسلحة البريطانية جيمس هيبي لراديو تايمز إن الضربات التي شنتها بريطانيا والولايات المتحدة خلال الليل على أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن كانت دفاعا عن النفس.

وذكرت قناة المسيرة التابعة للحوثيين أن القصف اســتهدف قاعدة الديلمي الجوية الواقعة في جوار مطــار العاصــمة صنعاء، ومحيط مطار الحديدة، ومناطق في مديرية زبيد، ومعسكر كهلان شرقي مدينة صعدة، ومطار تعز، ومعسكر اللواء 22 بمديرية التعزية، والمطار في مديرية عبس.

ثمن باهظ

وإثر الضربات، توعد نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين حسين العزي بالرد، قائلا «تعرضت بلادنا لهجوم عدواني واسع من سفن وغواصات وطائرات حربية أميركية وبريطانية (..) يتعين على أميركا وبريطانيا الاستعداد لدفع ثمن باهظ».

في ردود الفعل الدولية أيدت فرنسا والدانمارك وألمانيا الضربات الأميركية البريطانية على أهداف لجماعة أنصار الله الحوثي في اليمن، في حين عبرت الصين والسعودية عن قلقهما للتطورات.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني -في بيان- إن «إيران تدين بشدة الهجمات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة هذا الصباح على مدن عدة في اليمن».

وأضاف كنعاني «نعتبر هذا انتهاكا واضحا لسيادة اليمن ووحدة أراضيه وخرقا للقوانين والأنظمة والحقوق الدولية».

ودعت وزارة الخارجية الإيرانية المجتمع الدولي إلى التحرك بمسؤولية لمنع توسيع رقعة الحرب في المنطقة، مؤكدة أن واشنطن تتحمل مسؤولية تداعيات استهداف اليمن عسكريا وما يترتب على ذلك من نتائج.

واعتبرت الخارجية الإيرانية أن الضربات العسكرية الأميركية البريطانية تأتي في سياق دعم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقالت إن نتيجة تلك الضربات ستكون مزيدا من عدم الأمن وعدم الاستقرار في المنطقة.

الصين تعرب عن قلقها

بدورها، عبرت الصين عن قلقها من تصعيد التوتر في البحر الأحمر، ودعت الأطراف المعنية إلى «التهدئة وممارسة ضبط نفس لمنع اتساع رقعة النزاع»، وفقا لبيان الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ.

وأكدت ماو أن الصين تحث «جميع الأطراف على المحافظة بشكل مشترك على الممرات المائية الدولية وتجنب مضايقة السفن المدنية، إذ إن ذلك يضر بالاقتصاد العــالمي والتجــارة».

السعودية تدعو لضبط النفس

من ناحيتها، أعربت المملكة العربية السعودية اليوم الجمعة عن قلقها البالغ إزاء العمليات العسكرية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر والغارات الجوية التي تعرض لها اليمن.

وأكدت في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس) أهمية المحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر، ودعت إلى «ضبط النفس وتجنب التصعيد في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث».

الأردن يتابع بقلق

بدوره، قال وزير الخارجية الأردني إن الأردن يتابع بقلق تطورات الأوضاع في البحر الأحمر، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية (بترا).

العراق

وفي العراق، أكد المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي فادي الشمري في تغريدة على منصة إكس أن الغرب «يوسع دائرة الصراع والتوترات في المنطقة».

وأضاف الشمري أنه «بينما يفترض أن يعمل الغرب على إعادة ترميم عاره بقصص حقوق الإنسان والحيوان التي أسقطتها المواقف تجاه حرب إسرائيل ضد فلسطين وأطفال ونساء ومدنيي غزة ها هو يرتكب حماقة أخرى بتوسيع دائرة الصراع وزيادة التوترات في المنطقة، فيما يطالب الآخرين بضبط النفس وتخفيض مواطن التوتر وعدم التصعيد».

مواقف مؤيدة للهجمات الأميركية

في المقابل، أكدت فرنسا مجددا إدانتها هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، وقالت إن الحوثيين يتحــمــلون مسؤولية «جسيمة للغاية» عن التصعيد في المنطقة.

وفي الدانمارك، قال وزير الخارجية لارس لوك راســموســن في بيان اليوم الجمعة إن بلاده تدعم بشكل كامل الضربات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين في اليمن.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الألمانية إن الضربات الأميركية البريطانية على أهداف للحوثيين في اليمن كانت تهدف إلى منع وقوع المزيد من الهجمات في البحر الأحمر، مؤكدة أن هدفها هو «تهدئة التوترات واستعادة الاستقرار في البحر الأحمر».

الأكثر قراءة

الملف الرئاسي يأخذ منحى جديدا: لودريان سيلتقي بري والعلولا مع المعارضة فشل مفاوضات الصفقة في غزة كليا ... ولا تسوية بين حماس و«اسرائيل»