اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
جددت الولايات المتحدة  امس هجماتها على أهداف لجماعة الحوثي في اليمن بتنفيذ ضربة استهدفت موقعا للرادار، وذلك بعد مضي 24 ساعة على غارات مشتركة مع بريطانيا استهدفت مواقعهم، بعد تحذيرات لها منذ أسابيع، بالكف عن مهاجمة السفن في البحر الأحمر وإلا ستكون هناك عواقب، في حين قالت مصادر حوثية إنها لن تسمح بما سمته استباحة الأميركيين للبلاد، وإن «الرد على الهجمات سيكون قريبا».

ورغم هذه التحذيرات، واصل الحوثيون إطلاق طائرات مسيرة وصواريخ مما دفع الولايات المتحدة إلى تنفيذ تهديداتها. وهو ما أثار تساؤلا لدى بعض الخبراء: هل أراد الحوثيون الحرب مع الولايات المتحدة؟ وإن كان هذا صحيحا، فلماذا؟

فامس جددت الولايات المتحدة ضرباتها على أهداف لجماعة أنصار الله) الحوثيين) بعد مضي 24 ساعة على غارات مشتركة مع بريطانيا استهدفت مواقع عدة في اليمن، وذلك بهدف ما تسميانه إضعاف قدرات الجماعة على شن هجمات في البحر الأحمر.

في غضون ذلك اعلن الرئيس الأميركي جو بايدن إن الولايات المتحدة سلمت إيران «رسالة خاصة» بشأن الحوثيين الذين يشنون منذ أسابيع هجمات تستهدف سفنا مرتبطة بـ «إسرائيل» في البحر الأحمر كرد على عدوانها على غزة.ونقل عن بايدن قوله لصحفيين في البيت الأبيض «لقد سلمناها بشكل خاص، ونحن واثقون بأننا مستعدون جيداً، وفق تعبيره.

وفي وقت سابق، وصم الرئيس الأميركي جو بايدن جماعة الحوثي في اليمن بالإرهاب، وتوعد بالرد إذا استمرت في السلوك نفسه، على حد قوله. وأضاف بايدن أنه تم تنفيذ الضربات لردع وإضعاف قدرة الحوثيين على شن هجمات مستقبلية، وأوضح أن الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ مزيد من الإجراءات حسب الضرورة للتصدي لأي تهديدات أو هجمات.

وردا على ذلك، كتب ‏‏‏عضو المكتب السياسي لأنصار الله الحوثيين حزام الأسد على منصة إكس قائلا «تريدها واشنطن حربا مفتوحة، فلتكن».

وقبل ذلك، جددت جماعة الحوثي تأكيدها على أن جميع المصالح الأميركية والبريطانية باتت أهدافا مشروعة لقواتها، وذلك «ردا على العدوان المباشر والمعلن على اليمن».

ونقلت شبكة «سي إن إن» عن مسؤول أميركي قوله إن الضربات الجديدة في اليمن استهدفت منشأة رادار يستخدمها الحوثيون، مشيرا إلى أن الغارات أقل نطاقا بكثير من سابقتها وقد نفذتها واشنطن بشكل منفرد.

وأفادت المعلومات عن سماع دوي انفجارات عدة، خاصة الجهة الشمالية من المدينة، بعد 24 ساعة من الضربات الأولى على مواقع للحوثيين في صنعاء ومحافظات يمنية أخرى من قبل واشنطن ولندن بهدف ما تسميانه إضعاف قدرات جماعة الحوثي على شن هجمات في البحر الأحمر.

وقالت -نقلا عن تصريحات مسؤول أميركي لعدد من وسائل الإعلام الأميركية - إن الضربة محدودة جدا وموجهة واستهدفت منشأة رادار في الحديدة.

من جهته، قال نصر الدين عامر نائب رئيس الهيئة الإعلامية للحوثيين إن الجماعة لن تسمح بـ «استباحة الأميركيين اليمن وإن الرد على تلك الهجمات سيكون قريبا» مشيرا إلى أن القاعدة التي استهدفها القصف كانت خارج الخدمة. وأضاف عامر أنهم يعتبرون وجود الأميركيين في المنطقة غير مشروع، وأنه انطلاقا من ذلك يعد استهداف الجماعة القطع الحربية الأميركية في المنطقة مشروعا.

تجنب التصعيد

وكان عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة في نيويورك، طلبت روسيا انعقادها بشكل عاجل لمناقشة العدوان الأميركي البريطاني على اليمن في وقت سابق.

وأكّد مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، معلقاً على العدوان الجوي والصاروخي الذي حصل أمس على اليمن، أنّ «الدفاع عن السفن التجارية مسألة، وقصف دول أخرى مسألة مختلفة وعمل غير قانوني».وشدد نيبينزيا على أنّ «مهمة مجلس الأمن حماية السلام، بدلاً من تبديد السلام في مناطق من العالم»، مشيراً إلى أنّ «التحالف الذي يضمّ مجموعة من الدول شنّت هجمات جوية وبحرية ومن الغواصات، واستخدم بعضها توماهوك ضدّ مدن يمنية شملت تعز وصنعاء وصعدة».

ولفت المندوب الروسي إلى أنّ «المواجهة تتوسع في البحر الأحمر وخليج عدن، وهذه الدول تهدّد بتوسيع المواجهة أكثر بدون مراعاة للقانون الدولي، إذ إنّ حق الدفاع عن النفس لا يشمل السفن التجارية»، مؤكداً على أنّ «أعمال التحالف تنافي ميثاق الأمم المتحدة» وأنّ «حرية الملاحة تخضع لمعاهدة البحار وهذه تقضي بالتحكيم لحلّ النزاعات».وأضاف أنّ «روسيا حذّرت من هكذا سيناريو»، وأنّ «المجازر الإسرائيلية في غزة مستمرة رغم أن المحكمة الدولية كانت قد أصدرت قراراً بشأن الأراضي المحتلة»، داعياً إلى «وقف الحرب في غزة كيلا يتوسع نطاق الصراع».

كما أكّد المندوب الروسي أنّ بلاده حذرت «من تصديق الغرب على تعهداته عند تبني قرار مجلس الأمن الأخير، وطلبنا إدخال تعديلات على القرار لكننا لم نحصل على تأييد الأغلبية»، مشيراً إلى أنّ «هذا القرار قد يولد نزاعاً على مستوى إقليمي»، وأنّ  «كلّ محاولات المجلس لإنهاء القتال عرقلتها الولايات المتحدة وحلفاؤها». واعتبر نيبينزيا أنّ الغرب «يغطون عدوانهم على سوريا بورقة تين»، مذكراً بأنّ « حلف الناتو دمّر الدولة الليبية بحجة الحماية».

من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف إلى عدم التصعيد بعد الضربات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على أهداف تابعة للحوثيين باليمن، كما حث الدول التي تحمي سفنها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر إلى الالتزام بالقانون الدولي.

وأكد غوتيريش مجددا -في تصريحات أدلى بها المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك- أن الهجمات على الملاحة الدولية بالبحر الأحمر غير مقبولة، وتعرض سلامة سلاسل الإمداد العالمية وأمنها للخطر، ولها تأثير سلبي في الوضع الاقتصادي والإنساني في العالم أجمع.

لكن سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد حذرت من أن سفن كل البلدان عرضة لتهديد الحوثيين على الشحن عبر البحر الأحمر. وشددت غرينفيلد على أنه من دون دعم إيراني سيواجه الحوثيون صعوبات في تعقب سفن تجارية بفاعلية وضربها لدى عبورها مسارات الشحن.

من جانبها، اعتبرت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد أن بلادها اتخذت إجراءات محدودة وضرورية ومتناسبة دفاعا عن النفس.

الصين

بدوره، أكّد المندوب الصيني  لدى الأمم المتحدة، جيانغ جون، أن «آخر ما تحتاجه المنطقة هو المغامرت العسكرية المستهترة والمطلوب الحوار والتشاور والتهدئة»، معتبراً أنه «ما كان لأيّ دولة أن تسيء تفسير قرار مجلس الأمن»، في إشارة إلى ضرورة عدم استغلال قرار مجلس الأمن في 10 كانون الثاني 2722 الذي أدان الهجمات اليمنية في تبرير الهجوم على اليمن. وأضاف مندوب الصين أنّ «الهجمات على اليمن لم تتوقف عند تدمير المنشآت، بل أثارت مزيداً من التوتر في المنطقة، ولا نرى كيف ستساهم تلك الهجمات في حل سياسي للأزمة اليمنية». كما اعتبر أنّ «السماح باستمرار الصراع في غزة بدون أن يتوسّع هو مجرد وهم وتمنيات»، مشيراً إلى أنّ «الصين طلبت من اليمن التوقف عن مهاجمة ومضايقة السفن في البحر الأحمر».

مساعد الأمين العام للأمم المتحدة

من جهته، قال مساعد الأمين العام لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ، خالد خياري «إننا نشهد دورة من العنف تهدد بتداعيات سياسية وأمنية واقتصادية وإنسانية خطيرة في اليمن والمنطقة».

وفي إحاطته أمام جلسة مجلس الأمن ، أشار خياري إلى «التقارير التي أفادت بأن القوات العسكرية للولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بدعم من أربع دول، نفذت أكثر من 50 غارة جوية وضربة صاروخية على أهداف في جميع أنحاء اليمن».

واعتبر خياري أنّ «أحداث الأمس تظهر أنّ المنطقة تسير في مسار تصعيدي خطير يمكن أن يؤثر في الملايين في اليمن والمنطقة والعالم»، مشدداً «على أن تلك التطورات في البحر الأحمر ومخاطر تفاقم التوترات الإقليمية تثير القلق».

وأضاف مساعد الأمين العام لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ، أنّ «التحسنات الإنسانية الأخيرة في اليمن هشة، ويمكن عكسها بسهولة إذا وقعت حوادث أخرى»، داعياً مجلس الأمن إلى «مواصلة جهوده في التعامل بنشاط مع جميع الأطراف المعنية لمنع المزيد من التصعيد من تأجيج التوترات الإقليمية، أو تقويض السلام الإقليمي، أو الأمن، أو التجارة الدولية».

ضبط النفس

من جهتها، دعت دول مجلس التعاون الخليجي إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد بشأن العمليات العسكرية التي تعرضت لها مواقع عدة في اليمن.وأعرب الأمين العام للمجلس جاسم محمد البديوي عن بالغ القلق بشأن التطورات والأحداث الجارية في منطقة البحر الأحمر والعمليات العسكرية التي تعرضت لها مواقع عدة في الجمهورية اليمنية.

وأكد البديوي أهمية الحفاظ على الأمن البحري والممرات المائية في المنطقة، والتصدي للأنشطة التي تهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم، بما في ذلك تهديد خطوط الملاحة البحرية والتجارة الدولية، داعيا إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد الذي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث، وتجنب الإضرار بالمدنيين في اليمن.

وكتب وكيل وزارة الخارجية العمانية للشؤون الدبلوماسية خليفة الحارثي على منصة «إكس»، إن إصابة بعض السفن التجارية حركت أسلحة وطائرات العالم الغربي، بينما إبادة إسرائيل لأكثر من 20 ألف فلسطيني لم تحرك ضمائرهم حتى لإصدار بيانات لوقف إطلاق النار.

الى ذلك أكد عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، محسن رضائي، أن «هجوم أميركا وبريطانيا على اليمن هو محاولةُ غريق إنقاذ نفسه من مستنقع حرب غزة الذي صنعه بنفسه». وقال رضائي، عبر حسابه على منصة «إكس»، إن «أميركا ستغرق في البحر الأحمر».

وكان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، عدّ «تحرك اليمن في دعم نساء وأطفال غزة ومواجهة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل أمراً جديراً بالإشادة».

 وقال عبد اللهيان، عبر حسابه على منصة «إكس»، إن «على البيت الأبيض بدلاً من الهجوم العسكري على اليمن، أن يوقف دعمه للكيان الصهيوني فوراً، حتى يعود الأمن إلى المنطقة بأكملها»، مؤكداً أن «صنعاء ملتزمة تماماً بالأمن البحري والملاحة البحرية».

كذلك، دان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة فجر يوم الجمعة على مدن يمنية عدة، قائلاً إنها تأتي «تماشياً مع استمرار دعم أميركا وبريطانيا لجرائم الحرب التي يرتكبها النظام الصهيوني»، مشيراً إلى أنّها «هجماتٌ تعسفية لن يكون لها سوى تأجيج حالة من انعدام الأمن والاستقرار في المنطقة». وأضاف كنعاني أنّ «هذه الهجمات هي انتهاكٌ واضح لسيادة اليمن ووحدة أراضيه وخرقٌ للقوانين والأنظمة والحقوق الدولية»، معرباً عن قلق بلاده من عواقب تكرار مثل هذه الهجمات على السلم والأمن الإقليميين والدوليين، داعياً المجتمع الدولي إلى ردود فعلٍ وإجراءات مسؤولة.

الأكثر قراءة

الملف الرئاسي يأخذ منحى جديدا: لودريان سيلتقي بري والعلولا مع المعارضة فشل مفاوضات الصفقة في غزة كليا ... ولا تسوية بين حماس و«اسرائيل»