اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

كانت الولايات المتحدة الاميركية قد حددت نهاية عام 2023 ومطلع العام الحالي موعدا لانهاء حرب غزة، وهي كانت قد أبلغت رئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو صراحة، بأن لديه ضوءا اخضر قبل ذلك لـ "القيام بما يتوجب لتحقيق انتصار يعيد اعتباره" بعد عملية طوفان الاقصى،  لكن ومع انقضاء هذه المهلة بدأت الضغوط المشتركة الاميركية- الاوروبية لوقف الحرب، بعدما ثبت لحلفاء "اسرائيل" ان ما لم يتحقق في الاشهر الـ٣ الماضية لن يتحقق ولو بعد عام. كما ان الخسائر "الاسرائيلية" باتت اكبر من المتوقع. فلا المجتمع "الاسرائيلي" قادر على تكبد المزيد منها، ولا اهالي الاسرى يستطيعون التأقلم مع احتمال مقتل ابنائهم بضربات اسرائيلية في اية لحظة، في ظل الحملة العسكرية والضربات الجوية المكثفة المستمرة على القطاع.

هذا الواقع استدعى تكثيف واشنطن جهودها لاعداد الخطط لانهاء الحرب. خطط تسعى جاهدة لان ترضي نتنياهو وتحفظ بعض ماء وجهه. آخر ما طرحته، هو ما كشفت عنه مؤخرا صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، خطة الـ٩٠ يوما والتي يتخللها ٣ مراحل: تبدأ بوقف لإطلاق النار بالتزامن مع اطلاق سراح جميع المدنيين المحتجزين في غزة، مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين من السجون "الإسرائيلية"، كما ينسحب خلال المرحلة الاولى "الجيش الإسرائيلي" من مدن قطاع غزة، وتنتهي بإطلاق سراح كل الجنود "الإسرائيليين" المحتجزين في غزة وجميع عناصر الوحدات الاحتياطية، مقابل الإفراج عن مزيد من الأسرى الفلسطينيين، على ان ينسحب "الجيش الاسرائيلي" تماما من القطاع.

لكن الخطة لا تلحظ كيفية ادارة غزة بعد ذلك، وهذا بند اشكالي اساسي اي انها تفند كيفية الوصول لوقف دائم لاطلاق النار من دون ان تحدد ملامح اليوم التالي، في ظل الخلافات الكبيرة الاميركية – "لاسرائيلية" في هذا المجال، وبخاصة في مجال رفض نتنياهو المطلق لحل الدولتين، وهو حل يؤكد عليه المجتمع الدولي بأطيافه كافة.

ويفترض ان يحرّك كبير مستشارى الرئيس الاميركي جو بايدن بريت ماكجورك، الذي يزور مصر يوم الاحد وقطر يوم الاثنين المقبل، الوساطات لانهاء الحرب. ويعتقد كثيرون ان الضربات الحادة الني يتلقاها "الاسرائيليون" في معارك خان يونس، قد تدفعهم للتخفيف من عنجهيتهم وتشددهم، باعتبار ان ما يسوقه الاميركيون قد يشكل لهم المخرج الوحيد المتاح من المستنقع الذي يتخبطون به.

من جهتها، تبدو حماس الاكثر تماسكا فهي حددت شروطها وتفاوض على اساسها، وابرزها عدم استعدادها لاي هدنة محدودة مقابل اطلاق اي اسير ، وربطها إطلاق الرهائن بوقف القتال بشكل نهائي. كما انها حاسمة برفض اخراجها من القطاع، وان كانت مستعدة للتفاوض بباقي البنود.

ويعتقد محور المقاومة ان الضغوط التي يمارسها في كل ساحات تواجده "تفعل فعلها"، اذ تؤكد مصادر واسعة الاطلاع انه "وبعكس ما أعلنه نتنياهو عن توقعه استمرار الحرب عاما اضافيا، فان كل المعطيات تؤكد ان الحرب اقتربت من نهايتها، ولا شك ان ما تبقى اقل بكثير مما فات"، لافتة الى ان "لا اسرائيل ولا الدول الغربية قادرة على استيعاب التداعيات الاقتصادية عليها، في حال استمرار الحرب، كما ان واشنطن لا ترى مصلحة على الاطلاق في ابقاء قواعدها في المنطقة عرضة للاستهداف المتواصل، خاصة على ابواب الانتخابات الرئاسية الاميركية".

وتوقفت المصادر عند اعلان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود الواضح والصريح في مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن) ، انه "لا يمكن تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" دون حل للقضية الفلسطينية"، ورأت في ذلك "موقفا متقدما سعوديا ضاغطا على "اسرائيل"، وان كان المطلوب أكثر بكثير من ذلك من الدول العربية"، معتبرة ان "كل المنافذ باتت مغلقة بوجه نتنياهو، الذي يفترض ان يكون يعيش آخر ايامه في الحياة السياسية"، مرجحة ان "يتم التفرغ في الداخل الاسرائيلي بعد انتهاء الحرب لمحاكمته على جرائمه، او يمضي وقتا طويلا وراء القضبان".


الأكثر قراءة

لا دولة فلسطينيّة... لا دولة لبنانيّة