اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

ذكرت مجلّة "فورين بوليسي" الأميركية أنّ الولايات المتحدة تعاني أزماتٍ خارجية متعدّدة، تأتي في وقتٍ حساس، مُشيرةً إلى حاجتها إلى الوحدة الداخلية من أجل سياسةٍ خارجية فعّالة.

وتتراوح الأزمات الخارجية، التي تعانيها الولايات المتحدة، من الحروب في أوروبا والشرق الأوسط إلى التحدي الصيني، بحسب ما أوردت المجلّة، مؤكدةً أنّ الانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد "تبشّر بمزيدٍ من الانقسام بين الأميركيين".

ومع تزايد ما وصفته المجلّة بـ"التحديات الدولية الصعبة"، فإنّ التعامل مع تلك التحديات يتطلب وحدةً واسعة النطاق، مُشدّدةً على أنّه عندما يتعلق الأمر بذلك، فإنّ "الأداء، وليس المناشدات أو الوعود، هو الذي سيُحدث الفارق".

وأظهر استطلاعٌ حديث للرأي، أوردته المجلّة، أنّ نحو ضعف عدد الأميركيين يعتقدون أنّ السياسة الخارجية "يجب أن تكون أولوية قصوى في عام 2024، مقارنةً بما كانت عليه النسبة في العام الماضي".

ومع ذلك، تُظهر استطلاعات رأي أخرى شكوكاً عميقة في "القيادة العالمية للولايات المتحدة، والكفاءة الأساسية للحكومة، وقيمة المشاركة الدولية"، بحيث وجدت دراسة أجراها مركز "بيو" الأميركي أنّ 4% فقط من البالغين الأميركيين يعبّرون عن ثقةٍ حقيقية بالنظام السياسي الأميركي، وأنّ ما نسبته 16% فقط من المُستطلعة آراؤهم "يثقون بالحكومة الفيدرالية دائماً، أو في معظم الأوقات".

وفي استطلاعٍ أجراه مجلس "شيكاغو" الأميركي، عام 2023، وجد أنّ 57% من الأميركيين يدعمون دوراً نشطاً للولايات المتحدة في الشؤون العالمية، وهي النسبة التي تمثّل انخفاضاً من 70% في عام 2018، كما أوضح الاستطلاع أنّ الانخفاض أكثر وضوحاً بين المُستطلَعين الجمهوريين.

ورأت "فورين بوليسي" أنّ "الأمة المنقسمة والمنغلقة على نفسها من شأنها أن تجعل التعامل مع التحديات العالمية أكثر صعوبة".

وبحسب ما تابعت المجلّة، فإنّ تأثير الجمود السياسي الداخلي يتجلى، فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة، بصورة واضحة، في عرقلة المساعدات لأوكرانيا مثلاً، طارحةً تأييد الأغلبية من الديموقراطيين والجمهوريين في الكونغرس تقديم المساعدة كمثال، لكن المساعدات توقفت بسبب الخلافات العميقة بشأن أمن الحدود.

مثالٌ آخر، وهو أن إعادة التفويض الرابعة لخطة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الطارئة للإغاثة من مرض الأيدز، "بيبفار"، أصبحت عالقةً في مناقشاتٍ أوسع بشأن الإجهاض. وأشارت المجلة إلى أنّ السياسة الداخلية المثيرة للانقسام في الولايات المتحدة "يمكن أن تعرّض للخطر حتى البرامج المنقذة للحياة، مثل خطة بيبفار، التي تتمتع بدعمٍ واسع النطاق من الحزبين الجمهوري والديمقراطي".

وأشارت المجلة إلى أنّ صياغة الوحدة الوطنية اللازمة لسياسة خارجية فعّالة تتطلب التركيز على الجبهة الداخلية، بالإضافة إلى إظهار، وليس مجرد الادعاء، أنّ النظام السياسي يعمل لمصلحة الشعب الأميركي.

ووفق "فورين بوليسي"، شعر عدد من الأميركيين في الأعوام الأخيرة بأنهم ضحايا العولمة، وتهديدهم بسبب الهجرة غير الشرعية، وعدم احترامهم من جانب النخب، وتخلّي ساستهم عنهم. ويشعر الأميركيون بالقلق من القدرة على تحمل تكاليف الرعاية الصحية وتعليم أطفالهم، ويعانون آثار التضخم، ويتساءلون عن الأمن الوظيفي وسط التغير التكنولوجي.

ولفتت إلى أنّ هذه المشاكل الداخلية، متمثلةً بالهجرة غير الشرعية، والفوضى عند الحدود الجنوبية، وعدم استدامة الإنفاق على برامج الاستحقاقات، ومستويات الديون التي تهدد الاستقرار المالي، وغير ذلك، "تلازمنا منذ عقودٍ من الزمن".

وأشارت المجلة إلى أنّه "في كثيرٍ من الحالات، كانت الحلول واضحة أيضاً. ومع ذلك، لا يزال نظامنا السياسي غير قادر على تفعيل حلول مستدامة مشتركة بين الحزبين".

وأوضحت أنّ "التحديات الدولية التي نواجهها اليوم تهدد أمن الأميركيين ورخاءهم وحريتهم"، مضيفةً أنّ "الأميركيين سوف يترددون، بطبيعة الحال، في التركيز على المشاكل الخارجية إلى أن يتعامل قادتهم مع الاحتياجات الحقيقية في الداخل".

الأكثر قراءة

الملف الرئاسي يأخذ منحى جديدا: لودريان سيلتقي بري والعلولا مع المعارضة فشل مفاوضات الصفقة في غزة كليا ... ولا تسوية بين حماس و«اسرائيل»