اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لطالما عُرف الشمال، من طرابلس الى عكار والمنية والضنية، على انه الخزان البشري لمناسبات "تيار المستقبل"، وان اهل الشمال يشكلون الركيزة الاساس في تأمين الحشود الشعبية لمهرجاناته ، رغم يقين الكثير من ان هذه الحشود التي كانت تسرع الى المشاركة لم تكن دون بدل مادي.

منذ ايام قليلة، انطلقت حملة واسعة من منسقي "المستقبل" في الشمال، لتأمين اوسع مشاركة من عكار ومن طرابلس والمنية والضنية .. سيارات تجوب الشوارع في طرابلس ، واناشيد "المستقبل" تصدح من مكبرات الصوت ، وفي عكار مسيرات" التوك توك" تدعو الى المشاركة كي يقولوا للحريري ارجع ...

وحسب رأي يجمع عليه الكثير من ابناء الشمال، ان حجم الحشود والمشاركة ستكون رسالة الى من بيده القرار الحقيقي لعودة الحريري الى الحياة السياسية.

لم تقتصر دعوات المشاركة على المنسقيات، بل بدا واضحا ان بعض نواب الشمال استعادوا زخمهم" الازرق" ، وشحذوا الهمم للمشاركة هم وانصارهم، بحجة ان عودة الحريري وحدها تملأ الفراغ السياسي السني، الذي أحدثه تعليق الحريري عمله السياسي.

رفعت في شوارع طرابلس امتدادا الى المنية وعكار لافتات وصور كبرى للحريري الى جانب والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري ... غير ان اللافت في هذه الصور واللافتات انها بدت متقشفة، وتعكس تقشفا من نفقات المنسقيات، او تبرع بعض المتمولين لرفع الصور، بحيث انها لم تكن مماثلة لما كان يرفع في سنوات ، قبل عصر النفقات وقبل تعليق العمل السياسي.

كما لوحظ ان حجم التجاوب مع الدعوات، رغم التحضيرات الجارية على قدم وساق وبحمية لافتة، ليست كتلك التي كانت تحصل سابقا لعدة اسباب:

- اولا: نظرا للظروف المعيشية والاقتصادية ولمعاناة ابناء الشمال، الذين بلغوا مرحلة الفقر والجوع، ولانهم تركوا يواجهون مصيرهم المعيشي في انهيار الليرة اللبنانية.

- ثانيا: لان ابناء الشمال تذكروا وعود الحريري بتسعمئة الف وظيفة، خلال جولاته الانتخابية في قرى عكار واحياء طرابلس والمنية والضنية والكورة وزغرتا والبترون، فاذا بالشمال يبلغ قرابة ال85 في المئة من مساحة البطالة وصدمات قضم الرواتب ومصادر الرزق والعيش الكريم، وارتفاع مستوى الهجرة الشرعية وغير الشرعية.

- ثالثا: ان عددا لا يستهان بهم من موظفي مؤسسات ومكاتب " المستقبل" قد صرفوا، واغلقت الابواب وتشردوا .

قد تكون مناسبة 14 شباط عاملا اساسيا في اندفاعة ممن ما زالوا على وفائهم لذكرى الرئيس الشهيد، وتاليا توق المخزون الشمالي السني الى قائد يعتبر برأيهم الاكثر تمثيلا للشارع السني رغم كل الظروف، لكن المشاركة الشمالية هي على المحك، واليوم ينكشف المشهد عما يمكن أن تؤول اليه العودة الثانية للحريري.

الأكثر قراءة

الورقة الفرنسيّة المعدّلة عند بري... وحزب الله يُحدّد ملامح «اليوم التالي» التعديلات تتضمّن إعادة «انتشار» لا انسحاب للمقاومة... ماذا عن ملف الغاز ؟ توصية المعهد القومي «الإسرائيلي»: لا تغامروا بحرب شاملة في الشمال !