14 شباط ... "نيو لوك" جديد وحضور جماهيري في ساحة الشهداء
مُنسّق "المستقبل" في البقاع الأوسط لـ "الديار": أؤكّد ان الحريري عائد قريبا

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

شكل رجوع الرئيس سعد الحريري الى بيروت لإحياء الذكرى الـ 19 لاستشهاد والده الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، الحدث السياسي الأبرز على الساحة السياسية المحلية والعربية عموما والسنيّة خصوصا. إشارة الى ان الرئيس رفيق الحريري عندما تولّى السلطة التنفيذية في العام 1992 أعاد لبنان المفكك الى صلب الاهتمامات العربية والدولية، حتى اضحى متقدما في المنطقة العربية، واستحق لقب سويسرا الشرق عن جدارة على الصعيد المالي والسياحي والخدماتي. كما وطّد ميثاق واواصر العيش المشترك بين أبناء البلد الواحد دون تفريق او تمييز، كما عزز مفهوم الوحدة الوطنية بين اللبنانيين، حتى أصبح اسم لبنان ملاصقا للاعتدال والانفتاح ومثل يُحتذى به، بعيداً عن التَنَابذ والمحسوبية والاقصاء المذهبي والتحيز الطائفي او التعصّب الديني.

إشارة الى ان إحياء الذكرى هذا العام يتزامن مع إغلاق المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ابوابها، والتي كانت أنشئت بقرار من مجلس الأمن لمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

ترحيب واسع بعودة الحريري!

في موازاة ذلك، بيّن استطلاع للرأي أجرته "الديار" على مدى 14 يوما ان 60% من اللبنانيين المستطلعة آراؤهم يؤيدون بقوة عودة الحريري الى الحياة السياسية، ويعتقد 35% من طوائف مختلفة انه الاجدر لإعادة تنظيم البيت السنّي في لبنان، فيما التزم 15% منهم الصمت .

وقالت مصادر في "تيار المستقبل" لـ "الديار": " لن يكون هناك احتفال بطابع سياسي، احتراما لقرار الحريري الذي أعلن الاعتكاف وتجميد عمله السياسي منذ العام 2022، واحياء الذكرى سيكون عبر ازدحام شعبي أمام ضريح الرئيس الشهيد في وسط بيروت، ويتم التجمهر تحت عنوان "تعوا ننزل تيرجع".

زحف بقاعي!

وفي الإطار، قال رئيس بلدية مجدل عنجر ومنسّق "تيار المستقبل" في البقاع الأوسط الحاج سعيد ياسين لـ "الديار": "ان حشودا غفيرة تشارك في هذه الذكرى الأليمة، وبشكل خاصة مدينة مجدل عنجر البقاعية التي لا تزال تحافظ على مسيرة ونهج الشهيد الراحل، وتكنّ له المحبة والوفاء والإخلاص، والأهالي متشوقون جدا لرؤية الحريري، ونأمل عودته إلى العمل السياسي".

أضاف: "ينخرط في هذه المناسبة كل أبناء قب الياس، برالياس، كفرزبد، الفاعور، جديتّا، بوارج، مكسه، سعدنايل وتعلبايا، وهناك عدد كبير من أبناء بلدة كسارة ومدينة زحلة. هذا وقد دعت البلديات والمخاتير والفاعليات الاجتماعية البقاعيين الى الانضمام الكثيف والفاعل، وتم فتح مكاتب "التيار" لاستقبال وتنظيم واستيعاب المشاركين والمحتشدين".

وقال: "يريد الناس من الحريري البقاء، "ما بدون ياه يرجع يفل"، آملين منه انقاذ لبنان كما فعل والده الشهيد في الثمانينات والتسعينات، وهو الذي أصلح البلد ووُصف بـ "مهندس إعادة إعمار لبنان"، فقد رمّم الدمار الذي احدثه الاجتياح الاسرائيلي في العام 1982، وطوّر مختلف المجالات الحياتية والمعيشية لا سيما الاقتصادية، ورعى اتفاق الطائف عام 1992، كما رفع شعار الانماء والإعمار حتى قيل عنه انه قام ببنيان الحجر قبل البشر، وبدأ بتشييد البنى التحتية بقصد استرجاع دور لبنان الاقتصادي في المنطقة".

واستكمل "الجميع يعلم ان الرئيس الشهيد بدأ مشروعه التنموي الوطني عبر التعليم العالي، وإرسال الطلاب اللبنانيين من المناطق والطوائف والمذاهب كافة إلى أرقى الجامعات اللبنانية والعالمية. ومن خلال مؤتمر "باريس "1 و "باريس 2" حاز على قروض منخفضة التكلفة يبلغ حجمها 4.2 مليارات دولار ، خلال اجتماع للمانحين الدوليين افتتح بقصر الإليزيه، وذلك كان ابان عهد الرئيس جاك شيراك. وكان من المتوقع أن يحصل لبنان على قروض منخفضة التكلفة بنحو 5 مليارات دولار خلال مؤتمر "باريس 2" الذي أقامه حينذاك أصدقاء لبنان، لمساعدته في خفض دينه العام. يومذاك طلب رفيق الحريري مساعدة المجموعة الدولية، لتمكين الاقتصاد اللبناني من دخول دورة كاملة".

وتابع، "الراحل شيّد المطار وأعاد تأهيل المرفأ والمستشفيات، ولاحظ الجميع تراجع هذه المؤسسات بعد 2005 ، ورأينا الترهل في الإدارات العامة، وتضرر وانهيار الجسور والأنفاق والطرقات الرئيسية . لذلك جمهور رفيق الحريري في البقاع الأوسط سيقول لسعد انه مثال للاعتدال والتعايش، فهو ابن بيت لا يتحدث بلغة الطائفية، وستكون صرختنا مدوية، ونتمنى ان يراجع حساباته في القريب العاجل بعد 14 شباط الحالي، ولكن أؤكد انه عائد قريبا".

وطالب الحريري بالبقاء في لبنان والعدول عن قراره، معتبرا انه "لا يمثل فقط الشارع او الطائفة السنيّة او "تيار المستقبل"، وانما يحاكي كل الشرفاء بعيدا عن التحريض والخلفيات السياسية الانتقامية، فبيت الحريري قدم التضحيات ولا يزال، وهذا البلد لا يقوم الا بالاتفاق والتوافق بعيداً عن الكيدية والغيظ".

وناشد ياسين اللبنانيين والمجتمع الوطني "بضرورة النزول الى ساحة الشهداء لإحياء ذكرى استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري".