اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أنّ صعود إيران كمورد عالمي للأسلحة يزعج الولايات المتحدة وحلفاءها، في وقت تنمو صناعة الأسلحة لدى طهران بسرعة.

وأوضحت الصحيفة أنّ هذا النمو يحوّل البلاد إلى "مصدر واسع النطاق" للأسلحة المنخفضة التكلفة والعالية الجودة، بينما يثير عملاؤها حفيظة الولايات المتحدة وشركائها في الشرق الأوسط، وصولاً إلى أوكرانيا وأبعد من ذلك.

في هذا الإطار، أشارت الصحيفة إلى إعلان وزير الدفاع الإيراني، مهدي فرحي، عن بيع بلاده أسلحةً بقيمة مليار دولار، في الفترة الممتدة بين آذار2022، إلى آذار2023، ما يعادل 3 أضعاف ما كانت عليه في العام السابق.

وفي إثر ذلك، احتلّت إيران المركز الـ16 كأكبر بائع أسلحة في العالم، في عام 2022، بصادرات بلغت قيمتها 123 مليون دولار، وهي قيمة قفزت من 20 مليون دولار، سُجِّلت عام 2017، عندما كانت طهران في المركز الـ33، وفقاً لـ"معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام".

وبحلول عام 2021، كان مسؤولو الدفاع في الولايات المتحدة وأوروبا و"إسرائيل" يحذّرون من أنّ قدرة طهران على بناء ونشر الطائرات المسيّرة، سريعة التطور وستغيّر المعادلة الأمنية في الشرق الأوسط، بحسب ما أوردته "وول ستريت جورنال".

وعلى حدّ زعم مستشارين أمنيين للحكومة الأوروبية، زاد إنتاج المسيّرات الإيرانية بعد أن باعت طهران أكثر من 2000 طائرة من دون طيار من طراز "شاهد" إلى موسكو في عام 2022.

وهنا، تجدر إلى الإشارة إلى أنّ المسؤولين الإيرانيين أكدوا مراراً أنّ بلادهم باعت روسيا الطائرات المسيّرة قبل بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وأنّها لم تزوّد بهذه الطائرات للاستخدام في الحرب الأوكرانية، في حين يدّعي الغرب عكس ذلك.

"وول ستريت جورنال" عادت في تقريرها إلى الثمانينيات، موضحةً أنّ تلك الحقبة هي التي شهدت نشأة صناعة الدفاع الإيرانية، وذلك بدافع الضرورة، بعد أن فرضت الولايات المتحدة حظراً على الأسلحة على الجمهورية بعد الثورة الإسلامية.

ولسنوات، كان إنتاج الأسلحة الإيرانية يركّز على تزويد القوات المسلحة الإيرانية بحاجاتها، كما ذكرت الصحيفة. وقد استخدمت إيران الطائرات المسيّرة بغرض الاستطلاع بصورة أساسية، وطوّرتها في الثمانينيات، بحسب وكالة أنباء "فارس" شبه الرسمية الإيرانية.

ومع الوقت، أصبح ازدهار صناعة تصدير الأسلحة الإيرانية مصدراً للدخل في بلد يعاني من العقوبات الأميركية والغربية، التي تعوّق قدرته على بيع النفط، وتنفيذ معظم المعاملات المصرفية، كما أوردت الصحيفة.

إضافةً إلى ذلك، ذكرت الصحيفة أنّ موسكو استعانت بحليفتها طهران للمساعدة في بناء مصنع روسي يمكنه إنتاج 6000 مسيّرة سنوياً، وذلك كجزء من صفقة بقيمة مليار دولار بين البلدين، معتبرةً أنّ هذا يأتي "في إشارة إلى تطوّر خبرة إيران في مجال الطائرات المسيّرات".

وقد أظهرت المسيّرات الإيرانية قفزةً في الهندسة، بحيث أصبحت أكثر دقةً من خلال التحسينات في الاتصالات اللاسلكية وأجهزة الكمبيوتر الموجودة على متنها وأدوات القياس، كما رأت "منظمة أبحاث تسليح الصراعات"، وهي منظمة تحقيقية، مقرّها بريطانيا.

ومن خلال تصدير هذه التقنيات، وإثبات كفاءتها في المعركة، "من المحتمل أن تكون إيران قد غيّرت طبيعة الحرب غير المتكافئة إلى الأبد، مما قد يعطي نفوذاً كبيراً للجهات الفاعلة غير الحكومية التي كانت محرومةً سابقاً"، أي قوى محور المقاومة الحليفة لإيران، بحسب ما نقلت الصحيفة عن آدم روسيل، الباحث في "Militant Wire".

وختمت "وول ستريت جورنال" تقريرها بما قاله خبير الأجهزة الأمنية في طهران بجامعة تينيسي في تشاتانوغا، سعيد جولكار، ومفاده أنّ "إيران تترك بصماتها في كل مكان".

الأكثر قراءة

العلويّون ضحايا العلويين