اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

قيل الكثير عن انحسار تيار المستقبل في الشمال وفي عكار خاصة.

وما قيل خلال السنتين الماضيتين منذ اعتكاف الرئيس الحريري، نتج عن توقف كل اشكال الخدمات والمساعدات واقفال مكاتب وصرف موظفين ومتفرغين في التيار، ثم تشتت العديد من المحازبين، وتمرد بعض قيادييه وتوجيه النقد اللاذع لزعيمه دون اعتبار لما شكله الحريري من رافعة لهم في ما مضى من سنوات سابقة.

قد يكون الانحسار المستقبلي في الشمال له اسبابه الظرفية، لكن لطالما كان يقال انه لحظة عودة الحريري سيكون الشارع السني مستعد للقائه، وهذا ما حصل عندما وصلت الاشارة بعودة النبض الى المنسقيات والى بعض نواب الهوى المستقبلي يشكلون خلية نحل لاستقبال الحريري ومشاركته احياء ذكرى الرئيس الشهيد الحريري.

المشهد الشعبي والسياسي الحاشد في بيروت ثبت حضور الحريري في وجدان شرائح واسعة من اللبنانيين، وامتلاكه القاعدة الشعبية التي لم يستطع قائد او مرجع سني امتلاكها على مساحة الشارع السني في لبنان، وخاصة في الشمال.

غير ان ذاك المشهد الشعبي الحاشد في بيروت، وفي بيت الوسط، كان عموده الفقري الحشد العكاري الذي لفت انظار كل الاوساط السياسية والشعبية، وهو حشد بغالبيته رافق النائب وليد البعريني الذي حقق رقما قياسيا في تأمين الكم الهائل من الباصات والسيارات وحتى شاحنات النقل الكبيرة، وعلى نفقته الخاصة، ويليه النائب محمد سليمان الذي وفر بدوره حشدا شعبيا غير مسبوق من وادي خالد وجبل أكروم.

كانت عكار، التي تفاقم حرمانها منذ تسعة عشر عاما، بارزة الحضور في مشهدية بيروت.

وعكار المخزون السني الاكبر الذي يشكل الرافعة الاساس للتيار الازرق، والذي كان عليه يعتمد التيار في كل مناسباته ومهرجاناته هي اليوم اكدت ما اطلقه بعض المشاركين تجديد البيعة للحريري الذي سبق له أن اغدق الوعود على العكاريين في كل موسم انتخابي، لكن بقيت شبكات المواصلات والمياه والكهرباء وكافة اشكال البنى التحتية، ومعها ازمات الطبابة والاستشفاء والتعليم والزراعة، في ادنى درجات الرداءة والفقر والجوع، لم تتحقق اية خطوة جدية لانماء عكار والنهوض بها، منذ أن كان التيار وزعيمه في قمة السلطة السياسية والى اليوم، بل نالت الكثير من التهميش والتجاهل، الا بعض فتات لا يسمن ولا يغني من جوع، كانت تحظى به المنطقة، او يحظى به المحظيون من اتباع يلتصقون بمسؤول او بنائب ازرق.

البعريني وسليمان بنقل قواعدهما الشعبية الى بيروت، وفرا للرئيس الحريري مشهدية بالغة الاهمية، وفي الوقت عينه وضعا هذه القواعد بتصرفه حين يحين وقت العودة الى العمل السياسي.

مراقب عكار قرأ الحشد العكاري على انه ليس حريريا صافيا، وانه لو ترك الامر للمنسقيات لما استطاعت توفير حشد من بضعة مئات لولا تدخل البعريني وسليمان في المساهمة الشعبية، وان المزاج الازرق في عكار لم يعد كما كان في السنوات الماضية حين صبغت بالازرق، الى أن اصيبت بالاحباط وبالتململ والانفضاض، خاصة خلال سنتي الاعتكاف.

قد تكون اطلالة الحريري في بيروت اعادت بعض النبض الى الشارع السني في الشمال وفي عكار الا انه لم يكن بنفس المستوى والزخم الذي كان عليه في السابق لولا تدخل نواب مصنفون حلفاء غير ملتزمين تنظيميا بالتيار الازرق، وهو ما شكل الرافعة للمشهد الشعبي الحاشد الذي سيرتكز عليه الحريري عاجلا ام عاجلا حين يتراجع عن اعتكافه عند أوان العودة واستئناف العمل السياسي.


الأكثر قراءة

الورقة الفرنسيّة المعدّلة عند بري... وحزب الله يُحدّد ملامح «اليوم التالي» التعديلات تتضمّن إعادة «انتشار» لا انسحاب للمقاومة... ماذا عن ملف الغاز ؟ توصية المعهد القومي «الإسرائيلي»: لا تغامروا بحرب شاملة في الشمال !