اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أعلن حزبان بارزان يمثلان سلالتين سياسيتين في باكستان، مساء أمس الثلاثاء، أنهما توصلا إلى اتفاق من شأنه تقاسم السلطة وإعادة شهباز شريف إلى رئاسة الوزراء، بعد أن فشلت الانتخابات التي جرت هذا الشهر في إظهار فائز حاسم.

وقال حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية-جناح نواز، المدعوم من الجيش الباكستاني، وحزب الشعب، إنّ الاتفاق الذي جاء بعد أيام من المفاوضات يتيح تأمين غالبية لتشكيل حكومة ائتلافية ستضم أيضاً في صفوفها عدة أحزاب صغيرة.

وفاز المرشحون الموالون لرئيس الوزراء السابق المسجون عمران خان زعيم حزب إنصاف، بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات، لكنهم اضطروا إلى الترشح كمستقلين بعد حملة قمع واسعة طاولتهم.

وينص اتفاق الحزبين على ترشيح شهباز شريف لرئاسة الوزراء، وآصف علي زرداري، زوج رئيسة الوزراء الراحلة بنظير بوتو، لرئاسة البلاد.

وأكّد رئيس حزب الشعب الباكستاني، بيلاوال بوتو زرداري، نجل آصف زرداري وبنظير بوتو، خلال مؤتمر صحافي عقد في وقت متأخر ليل أمس في العاصمة إسلام أباد أنّ "حزب الشعب الباكستاني والرابطة الإسلامية الباكستانية-نواز حققا الأرقام المطلوبة وسنشكل حكومة".

وقال شريف: "نأمل أن يصبح شهباز شريف رئيساً لوزراء البلاد قريباً".

وأضاف أنه "بعد 76 عاماً، نجد أنفسنا نعتمد على القروض، وتخطي هذه الحالة أسهل قولاً وليس فعلاً"، مردفاً: "هناك تحديات كبيرة نواجهها، علينا إخراج باكستان من هذه التحديات".

وقال زرداري إنه تمّ الاتفاق على الحقائب الوزارية وسيتم الإعلان عنها خلال الأيام المقبلة.

ويتعين على الجمعية الوطنية عقد أول اجتماع بعد الانتخابات بحلول 29 شباط الجاري، وعندها يمكن إقرار الائتلاف رسمياً.

وسبق أن تحالف الحزبان عام 2022 للإطاحة برئيس الوزراء السابق عمران خان، عبر تصويت على حجب الثقة، قبل أن يتقاسما السلطة في ائتلاف هش على رأسه شهباز شريف أيضاً، إلى أن تمّ حل الجمعية الوطنية في آب 2023 وإجراء انتخابات جديدة.

وأظهرت النتائج النهائية في باكستان، التي أعلنت في 11 شباط الجاري، فوز المستقلين المدعومين من رئيس الحكومة السابق عمران خان، بـ 101 مقعد، فيما حصل حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية على 75 مقعداً، وحزب الشعب الباكستاني على 54 مقعداً، والحركة القومية المتحدة على 17 مقعداً، بينما حصلت عشرة أحزاب صغيرة، على المقاعد الـ 17 المتبقية، مع بقاء مقعدين شاغرين.

وعاد نواز شريف، شقيق شهباز الذي تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات، إلى باكستان من منفاه الاختياري لقيادة الحملة الانتخابية، لكن مساعيه لم تنجح في حصد الغالبية رغم قول المحللين إنّ حزبه يحظى بدعم الجيش.

وسرت مزاعم عن حصول تزوير وتلاعب بالنتائج بعد حجب السلطات شبكة الهاتف المحمول في البلاد يوم الانتخابات، كما أنّ فرز الأصوات استغرق أكثر من 24 ساعة.

ويُذكر أنّ عمران خان لا يزال وراء القضبان منذ آب 2023، بعد أن اعتقلته الشرطة، حيث يواجه أحكاماً طويلة بتهم فساد، لكنه يقول إنّ هناك دوافع سياسية وراء التهم تهدف إلى إبعاده عن السلطة. 

الأكثر قراءة

العلويّون ضحايا العلويين