كان لافتاً حراك "التيار الوطني الحر" في السياسة هذا الأسبوع، بداية مع مقابلة عرّابه الرئيس ميشال عون الذي اختار الغياب لفترة طويلة، قبل أن يعود ويفجر أي أمل في تحسن علاقة التيار بحزب الله، وذهب بعيداً بالاختلاف معه، حتى على الخيط الوحيد الذي كان لا يزال صامداً، عندما هاجم ما يقوم به حزب الله في الجنوب دفاعاً عن غزة، رافضاً السردية التي تبناها الحزب، وقدم عليها الدلائل الواضحة بخصوص ما كانت تفكر "اسرائيل" في القيام به تجاه لبنان بعد انتهاء حرب غزة حتى ولو لم تتحرك الجبهة الجنوبية، ثم مع رئيس التيار جبران باسيل الذي أمعن في زيادة الشرخ بين التيار وحزب الله.
الى جانب هذه التصريحات النارية، برزت معلومات تتحدث عن اقتراب باسيل من فكرة الحوار أو التشاور التي قد تسبق انتخابات رئاسة الجمهورية، بما يشكل تقارباً من طرح رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ترجمه باسيل في كلامه الاخير الذي كان إيجابياً بما يتعلق بالحوار، شرط التوجه نحو جلسات مفتوحة لانتخاب الرئيس، وهو ما كان طرحه رئيس المجلس في 31 آب من العام الماضي.
من حيث المبدأ، فإن "التيار الوطني الحر" كغيره من القوى السياسية، يخشى من أحداث الجنوب وكل ما يُحكى عن تسويات حدودية وغير حدودية، والذهاب إلى مقايضة في الملف الرئاسي تقود إلى إخراجه من المعادلة، لا سيما أن الأسماء الأساسية المطروحة لا تزال هي تلك التي يرفضها باسيل، ويعمل على مواجهتها بكل الوسائل والسبل، أي رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزيف عون.
رغم نفي حزب الله لقبوله أو مجرد التفكير بمقايضة الوضع في الجنوب برئاسة الجمهورية أو غيرها من المكاسب الداخلية، وتشديده على ضرورة الحوار للوصول الى حل في مسألة إنهاء الفراغ الرئاسي، يبدو أن طروحات المقايضة بين منح حزب الله الرئاسة، مقابل تنازلات على مستوى الوضع في الجبهة الجنوبية، أو انتخاب قائد الجيش من منطلق دور المؤسسة العسكرية في المرحلة المقبلة، باتت تؤرق باسيل وتياره، بحيث لم يصدق باسيل ما قاله السيد نصر الله في هذا الإطار، ما جعله يتحرك.
هنا، من الممكن فهم مبادرة التيار إلى فتح قنوات الحوار الداخلي من جديد، بالرغم من الإعتراضات الكبيرة التي لطالما تحدث عنها التيار ومسؤوليه على أداء رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وبالتالي يُمكن فهم تحركه الحالي في هذا السياق، إذ بات يحتاج الى العودة للملف الرئاسي قبل فوات الأوان.
يعتبر باسيل أن بوابة "الحوار الداخلي" الثنائي أو الثلاثي أو المناقشات، من الممكن أن تعيده إلى قلب المشهد الرئاسي، حيث من الممكن أن ينطلق منها من أجل فرض رؤيته، التي تقوم على أساس إستبعاد كل من فرنجية وقائد الجيش معاً من هذا الاستحقاق، كمقدمة نحو الذهاب إلى الخيار الرئاسي الثالث، الذي يعتبره، بغض النظر عن هويته، أفضل من الإسمين المطروحين حالياً.
هناك اعتبارات أخرى لمواقف الرئيس عون وباسيل، منها ما له بُعد محلي ومنها ما يتعلق بأبعاد خارج حدود الوطن، ولكن بما يتعلق بالموقف الرئاسي والاقتراب من فكرة الحوار، فلا يمكن أن تكون القراءة سوى على هذا الشكل.
يتم قراءة الآن
-
لبنان «ساحة» والسفيرة الاميركية: انتخبوا رئيسا قبل 15 ايلول والا الانتظار؟ «هدهد 3» ترصد قاعدة «رامات دافيد» وارباك في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية هل تصدر الحكومة دفعة من التعيينات؟ ابو حبيب الى سوريا؟
-
أوروبا في الدوامة الأميركيّة
-
إقتراح فرنجية بمنافسة أحد "الموارنة الأقوياء" يُعيد مشهد انتخاب جدّه لرئاسة الجمهوريّة
-
"الهدهد3" أبعد من حرب نفسيّة... مَن المستهدف؟ ثغرات خطيرة تظهر نقاط ضعف الجيش "الإسرائيلي"
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
22:55
حزب الله: أطلقنا صواريخ مضادة للطائرات على مقاتلات العدو في أجواء جنوب لبنان ما أجبرها على الانسحاب.
-
21:46
البيت الأبيض: لا نعتقد أن نتنياهو مجرم حرب، والمساعدات العسكرية الأميركية مستمرة في الوصول "لإسرائيل" ونواصل تزويدها بما تحتاجه، ولا نعتقد أن إعلان بايدن عدم الترشح لولاية ثانية سيؤثر على فرص التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.
-
21:46
مسؤول أميركي كبير للجزيرة: بيرنز يبدأ الأسبوع المقبل جولة محادثات جديدة مع كبار الوسطاء لوقف إطلاق النار بغزة، والمحادثات لن تكون في المنطقة وقد تعقد في أوروبا.
-
21:21
كيربي: نعتقد أننا نقترب من التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة، ونريد استعادة كل الرهائن ولهذا التوصل لاتفاق مهم للغاية.
-
21:20
كيربي: لا تزال هناك بعض الفجوات التي ينبغي سدها ونعمل من أجل استكمال العمل للتوصل لاتفاق، ونحتاج للتوصل إلى اتفاق قريبا بشأن غزة.
-
21:19
منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: الرئيس بايدن ونتنياهو ناقشا ضرورة التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن.
![](https://static.addiyar.com/css/images/whatsapp_banner_new.jpg)