نفايات عكار على الطرقات ومداخل البلدات... والأزمة تتفاقم بانتظار الحلّ

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

انتظر العكاريون نهار امس لاستئناف جمع النفايات وتنظيف مدخل عكار الرئيسي عند مستديرة العبدة، وازالتها من مداخل القرى والبلدات العكارية... فمشاهد النفايات لم تحصل في زمن الحروب الاهلية، والفوضى التي مرت على البلاد قبل اربعين عاما.

لحظة وصول المواطن الى مدخل عكار المعروف ببوابة عكار عند مستديرة العبدة، يلاحظ جبال النفايات لتشي باختزال المشهد العكاري برمته، على انه مشهد الحرمان والاهمال الذي تحظى به المحافظة، فالنفايات دلالة على ما وصلت اليه المنطقة من حرمان وتهميش، وغياب للمراجع الرسمية المسؤولة.

لفتت مصادر مطلعة على ازمة النفايات ان ابرز اسباب تفاقم الازمة في عكار تعود الى الخلافات العائلية التي وقعت بين مالكي مكب بلدة سرار النموذجي والرسمي، والذي انشيء فيه معمل للفرز ولم يكتمل، نتيجة تلك الخلافات وتلكوء المراجع المختصة. هذه المصادر، توضح ان الخلافات قد تكون سببا من الاسباب، ولكنها كانت لاحقة، فالنفايات المتراكمة والتي ترمى على جوانب الشوارع الرئيسة والفرعية، وعند مداخل القرى والبلدات، اسبابها الحقيقية هو عجز البلديات المالي، وكلفة جمع النفايات الباهظة التي ارهقت معظم البلديات، الرازحة تحت اعباء تراكم الديون، فباتت عاجزة عن تسديد الديون وعن دفع اجور العمال.

وتقول المصادر ان نواب المنطقة بشروا العكاريين منذ ايام بالوصول الى الحل، بعد لقاءات عقدوها مع وزيري الداخلية والبيئة وكانت نتيجتها تحويل المستحقات البلدية الى المالية وتخصيص موازنة للنفايات، غبر ان هذه الوعود لم تبلغ حيز التنفيذ لغاية اليوم، بينما تلال النفايات تزداد ارتفاعا.

وتعرب اوساط اهلية عن اسفها لما بلغت اليه الحالة، خاصة استهتار البعض بتعمدهم رمي النفايات عند مستديرة البلدة، للاساءة الى سمعة العكاريين وتشويه المنطقة، ولا سيما ان الطريق الدولية من العبدة الى العريضة باتت عبارة عن تلال من النفايات تؤذي نظر العابرين وتؤذي السلامة العامة، حيث باتت هذه النفايات بؤرا للاوبئة والجراثيم.

وكان من المتوقع ان تبادر الشركة المولجة بجمع ونقل النفايات اعتبارا من صباح امس اعمالها بازالة النفايات، بعد قرار اتخذه جانب من العائلة المالكة لمكب سرار، ويبدو ان ذلك دونه عقبات لا تزال تعرقل عملية نقل النفايات، بانتظار اجراءات وزارة الداخلية مع وزارة البيئة لحل الخلافات، وفتح الطرقات نهائيا الى المكب، واستكمال انشاءات معمل الفرز فيه، حيث الوضع البيئي في عكار بمنهى الخطورة الصحية ويحتاج الى تدابير سريعة.