اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

وصفت ألمانيا، اليوم الأربعاء، الخطوات التي اتخذتها أرمينيا وأذربيجان مع بدء محادثات سلام في برلين بـ"الخطوات الشجاعة"، وذلك بهدف تسوية النزاع المُستمر منذ عُقود.

ويبني الحوار الذي يُشارك فيه وزيرا الخارجية الأرميني أرارات ميروزيان، والأذربيجاني جيهون بيراموف، على لقاءٍ مُباشر مفاجئ بين زعيمي البلدين على هامش مؤتمر "ميونيخ" للأمن، في وقتٍ سابق هذا الشهر.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينيا بيربوك، خلال افتتاحها اجتماعاً يستمر يومين ويجمع وزيري أرمينيا وأذربيجان إنّ "ما نراه الآن خطواتٍ شُجاعة من البلدين، تأتي لترك الماضي والعمل نحو سلامٍ دائم من أجل شعبي البلدين".

وخاطبت بيربوك الوزيرين، قائلةً: "نُريدكما أن تتمكنا من المُضي في المسار نحو سلامٍ دائم".

وبوساطةٍ من المستشار الألماني، أولاف شولتس، اتفق رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، في ميونيخ على مواصلة مفاوضات السلام بين بلديهما.

وتعهّد الرئيسان بتسوية الخلافات "من خلال سبُلٍ سلمية فقط، دون اللجوء إلى القوة"، وفق المتحدث باسم شولتس.

وأذن اجتماع "ميونيخ" بخفضٍ كبير للتوتر، بعد اشتعال الوضع مجدداً على الحدود، عندما تبادل الطرفان اتهامات بإطلاق النار. وقالت أرمينيا إنّ "المناوشات أدّت إلى مقتل 4 من جنودها".

وخاضت أرمينيا وأذربيجان حربين، في التسعينات وفي العام 2020، للسيطرة على إقليم ناغورنو كاراباخ الذي استعادته قوات باكو في أيلول/سبتمبر 2023، واضعةً بذلك حداً لحكم انفصالي أرميني للإقليم، استمرّ ثلاثة عقود.

وبقي منسوب التوتر مرتفعاً منذ استعادة باكو، السيطرة على ناغورنو كاراباخ في عمليةٍ تسببت بفرارٍ جماعي لسكّان الإقليم الأرمن وعددهم أكثر من 100,000 إلى أرمينيا.

وتتنافس باكو ويريفان على السيادة على الإقليم، منذ شباط 1988. وذلك عندما أعلنت المنطقة انفصالها عن "جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفياتية"، وهو الاسم الذي كانت تحمله أذربيجان قبل استقلالها عن الاتحاد السوفياتي، وأودت بحياة 30 ألف شخص، بينما خلفت الحرب الأخيرة في عام 2020 نحو 6500 قتيل من الجانبين.

وفقدت أذربيجان السيطرة على ناغورنو كاراباخ وسبع مناطق مجاورة، بصورة كليّة، خلال النزاع المسلح الذي استمر بين عامي 1992 و1994.

وتخشى يريفان (أرمينيا) من أن تتمكن أذربيجان التي شجعها نجاحها في ناغورنو كاراباخ على غزو أراضٍ أرمينية بهدف إقامة جسر بري يؤدي إلى إقليم ناختشيفان الأذربيجاني.

وقال علييف الذي أعيد انتخابه هذا الشهر في خطاب تنصيبه إنّ "أرمينيا، وليس أذربيجان، هي التي لديها مطالبات إقليمية معلقة".

وحذّر باشينيان بعد اشتباكٍ أوقع قتلى على طول حدود البلدين في وقتٍ سابق في شباط من أنّ أذربيجان تستعد لـ "حربٍ شاملة" مع خصمها التاريخي. وزارت وزيرة خارجية ألمانيا البلدين في تشرين الثاني الماضي، لحثّ الخصمين اللدودين على إحياء الحوار.

وكان باشينيان وعلييف قد قالا، في وقتٍ سابق إنّ التوقيع على اتفاق سلام كان ممكناً بحلول نهاية العام الماضي، لكن محادثات سلام بوساطة دولية فشلت في تحقيق انفراجة.

ولعبت روسيا دوراً في التوسّط في محادثات تطبيع العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا، بينما لعبت كلٌ من والولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد الأوروبي دوراً معاكساً.

من جانبه، اتهم علييف، الأربعاء الماضي، قادة الاتحاد الأوروبي وفرنسا بشيطنة بلده، مؤكداً أنّه "ليس لدى باكو خططاً لمهاجمة أرمينيا".

ومنذ العملية الأذربيجانية في ناغورنو كاراباخ في أيلول 2022، تتهم باكو باريس وماكرون شخصياً، بالانحياز إلى جانب يريفان ومحاولة إثارة النزاعات في القوقاز من خلال تسليح الجيش الأرميني.

وفي كانون الأول 2023، قالت وزارة الخارجية الأذربيجانية، إنّها طردت دبلوماسيين فرنسيين اثنين بسبب أفعال قالت إنها "تتعارض مع وضعهما الدبلوماسي".

الأكثر قراءة

حزب الله يُحذر من الخروقات «الإسرائيليّة»: للصبر حدود الجولاني مُستقبلا جنبلاط: سنكون سنداً للبنان