اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يبدو وكأنّه خيال علمي؛ سفن تُبحر في المحيطات دون أن يكون على متنها أحد، هذا التصور آتٍ وفي وقت أقرب مما تعتقد.

يمكنك أن تلمح في أحد المضائق البحرية النرويجية اختبار سفينة ضخمة بلون أخضر ليموني، وبمجرد النظرة الأول، يبدو وكأنّها كأيّ سفينة أخرى، ولكنّ عند التدقيق، سترى فجأة جميع التجهيزات التكنولوجية، من كاميرات، وميكروفونات، ورادارات، ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وجميع وسائل الاتصال عبر الأقمار الصناعية.

يقول كولين فيلد، رئيس أنظمة التحكم عن بعد في شركة أوشن إنفينيتي الأميركية البريطانية: "لقد أضفنا الكثير من المعدّات وقمنا بتصميمها خصيصاً لتكون "روبوتية".

تُعدُّ السفينة جزءاً من الأسطول الجديد التابع لشركة أوشن إنفينيتي، وهو أسطول يتكون من 23 سفينة، سيقوم بمسح قاع البحر لمشغلي المحطات البحرية لطاقة الرياح والتحقق من البنية التحتية تحت الماء لصناعات النفط والغاز.

ومن المثير للدهشة بالنسبة لسفينة يبلغ طولها 78 متراً أن هناك 16 شخصاً فقط على متنها، بينما تحتاج السفينة التقليدية التي تقوم بذات العمل إلى طاقم مكوّن من 40 أو 50 فرداً، وتعتقد الشركة -أوشن إنفينيتي- أنَّ بإمكانها تقليل العدد بشكل أكبر، وذلك لأنّ العديد من الوظائف يُمكن القيام بها على بُعد مئات الأميال.

إنَّ الدخول إلى مركز العمليات عن بعد، التابع للشركة في ساوثامبتون يشبه السير في موقع تصوير فيلم خيالي. الغرفة ذات الإضاءة الخافتة واسعة وملأى بـ 20 "لوحات جسرية"، كُل منها مزودة بأدوات تحكّم وشاشات تعمل باللمس شبيهة تلك الألعاب.

يُشاهِد المُشغِّلون الذين يجلسون على كراسيهم المرتفعة مجموعة من الشاشات تعرض بثاً مباشراً من كاميرات السفينة والعديد من أجهزة الاستشعار.

يتمثل الاختبار الرئيس لطريقة العمل الجديدة هذه في إصدار أمر لروبوت تحت الماء - أو مركبة يتم تشغيلها عن بعد، بالنزول من سطح السفينة لمسح قاع البحر.

وتُعبّر المتدربة على قيادة الروبوتات تحت الماء من مركز التحكم عن بعد، ماريان ميزا شافيرا، عن دهشتها من "عملية الأتمتة لكلّ شيء" وتقول "بعض الأحيان، يكون الأمر أسهل هنا منه في البيئة البحرية، لأن لديك الكثير من الكاميرات التي توفر تتبعاً أكثر تفصيلاً".

إنَّ الاستقلاليّة والروبوتات والتشغيل عن بُعد، إلى جانب الذكاء الاصطناعي، من شأنها أن تؤثر في جميع قطاعات النقل، ولن يكون البحري منها بعيداً حيث إنّ التجارب جارية عليها في جميع أنحاء العالم. 

الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران