اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


لا يزال رئيس حكومة العدو بن يامين نتانياهو مصراً على دخول رفح، حتى لو تم التوصل الى هدنة بحسب ما يقول ويعبّر بشكل دائم، ويبدو بحسب بعض التقارير الواردة من الكيان "الاسرائيلي"، أن نتانياهو بدأ بتسويق فكرته لاستثمار ميناء غزة العائم، الذي ستبدأ الولايات المتحدة الأميركية ببنائه نهاية شهر رمضان، وهذا الاستثمار يقوم على اقتراح تهجير الفلسطينيين عبر الميناء الجديد.

يريد نتانياهو إعادة مخططه القديم بتهجير أهل غزة الى الواجهة من جديد للتمهيد لاجتياح رفح، وهو ما يعني بحال استمرار الرهان عليه إطالة أمد الحرب. فدخول رفح ليس أمراً بسيطاً ولا جيش العدو قد تهيأ له، ما يعني أنه حتى ولو تمت الهدنة فإن الدخول سيستغرق وقتاً، وبحال أراد الاميركيون البحث عن صيغة لإخراج الموجودين في رفح قبل الهجوم عليها، فهذا يعني المزيد من الوقت الذي ستستمر فيه الحرب في المنطقة، وقد تصدق بالنهاية عبارة "عام الحرب" التي أطلقها "الاسرائيليون" على هذا العام الجديد.

إطالة أمد الحرب في غزة، تعني إطالتها في كل المنطقة التي تشهد جبهات مساندة، وهذا الأمر كان بحسب معلومات "الديار" موضوع البحث الأساسي في اللقاءات، التي عقدها المحور في بيروت خلال الأيام القليلة الماضية، بدءاً من لقاءات ثنائية كان قد عقدها أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله مع قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني قآني، وصولاً الى لقاء موسع جمع الحزب والإيرانيين والحوثيين والفصائل الفلسطينية الأساسية التي تقاتل في غزة، ودار النقاش بحسب المعلومات حول آلية الرد، بحال قرر "الاسرائيلي" فعلا دخول رفح.

تُشير مصادر متابعة الى أن المباحثات تركزت على أمرين:

- الأول: وضع المقاومة الفلسطينية في غزة، بعيداً عن كل الكلام الإعلامي، حيث كان شرح مفصل لوضع المقاومة والصعوبات التي تعاني منها ونقاط قوتها ونقاط ضعفها، وحجم خسائرها في المرحلة الماضية وما تبقى لديها من أولوية، وفي كل لواء حجم القوة التي لا تزال موجودة، وكيفية جمع الألوية في النقاط التي خسرت الكثير. وكان التوصل الى نتيجة مفادها استحالة سحق المقاومة الفلسطينية في غزة ولو استمرت الحرب لأعوام، إذ تكشف المصادر أن حركة حماس لا تزال تمتلك ما يزيد على 80 في المئة من قوتها.

- الثاني: كيفية التعاطي مع القرار "الاسرائيلي" بالدخول الى رفح واستمرار الحرب، وهنا بحسب المصادر كان التشديد على ضرورة استمرار عمل جبهات المساندة بشكل دائم الى حين انتهاء الحرب، وتم التأكيد على نقطتين:

أ- استمرار الرغبة بعدم الوصول الى حرب موسعة، تُعطي رئيس الحكومة "الاسرائيلية" ما يريده من توريط للمنطقة حرب واسعة تتداخل فيها القوى العالمية.

ب - التوجه نحو رفع مستوى المواجهات على جبهات الإسناد، بحال بدأ "الاسرائيلي" عملية برية في رفح، وقبل ذلك حتى في بعض الجبهات ومنها الجبهة اليمنية، التي أعلن زعيمها عبد الملك الحوثي عن تصعيد كبير خلال الساعات الماضية، تمثل بتوسيع رقعة منع السفن "الاسرائيلية"، او تلك المتوجهة الى "اسرائيل" من العبور في المحيط الهندي باتجاه رأس الرجاء الصالح مقابل جنوب أفريقيا.

كل ذلك يبقى مرهوناً بالقرار الأميركي، فهو كان ولا يزال صاحب القدرة على وقف الحرب متى شاء. فهل يمكن لبايدن أن يخوض الانتخابات الأميركية على وقع أصوات طبول الحرب في الشرق الأوسط؟

الأكثر قراءة

اكثر من حجمه