اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
في اليوم الـ169 للحرب، أوقع القصف الإسرائيلي شهداء في مناطق متفرقة من قطاع غزة واستهدفت إحدى الغارات فلسطينيين ينتظرون المساعدات في دوار الكويت، بينما تحتدم المعارك وسط مدينة غزة، وبالتزامن أكد مكتب الإعلام الحكومي أن قوات الاحتلال قتلت 100 شخص وأعدمت كوادر طبية داخل مجمع الشفاء الطبي.

وفي الضفة الغربية، نفذت قوات الاحتلال اقتحامات ليلية جديدة رافقتها اعتقالات واشتباكات مع مقاومين، وذلك بعد ساعات من عملية أوقعت عددا من الجنود الإسرائيليين جرحى.

سياسيا، قالت مصادر ديبلوماسية إن مجلس الأمن الدولي أرجأ التصويت إلى الاثنين على مشروع قرار قدمته 7 من الدول غير دائمة العضوية، يدعو لوقف إطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان، وكانت روسيا والصين أحبطتا مشروع قرار أميركي يدعو إلى هدنة.

فقد أجّل مجلس الامن تصويتا على مشروع قرار جديد يطالب بوقف إطلاق نار فوري في غزة، حتى يوم الاثنين، أعده عدد من الأعضاء غير الدائمين في المجلس، بعد استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار الأميركي بشأن حرب غزة.

وأوضحت مصادر دبلوماسية لوكالة الأنباء الفرنسية أن قرار الإرجاء أتى للسماح بإجراء مزيد من المناقشات حول مشروع القرار البديل عن المشروع الأميركي، الذي وصفه معارضون بأنه مسيّس وغامض و «يطلق يد إسرائيل».

وبعد رفض مشروع القرار الأميركي، كان مقررا أن يُطرح امس مشروع قرار بديل للتصويت، يرعاه 8 أعضاء غير دائمين في المجلس هم، الجزائر ومالطا وموزمبيق وغويانا وسلوفينيا وسيراليون وسويسرا والإكوادور.

ويحض مشروع القرار الذي سيصوّت عليه الاثنين على وقف إطلاق نار إنساني فوري في شهر رمضان، يقود إلى وقف دائم لإطلاق النار والإفراج غير المشروط عن المحتجزين وإزالة كل العقبات أمام المساعدات الإنسانية.

وتعليقا على الفيتو الروسي الصيني، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن مشروع القرار الأميركي الذي رُفض في مجلس الأمن، حمل صياغة تضليلية ومتواطئة مع أهداف إسرائيل بشأن وقف إطلاق النار بغزة.وأعربت الحركة -في بيان- عن تقديرها للموقف الروسي والصيني والجزائري الذي رفض مشروع القرار الأميركي المنحاز الـى «إسرائيل».

في غضون ذلك، أكد مصدر قيادي في المقاومة أنّ جولة المفاوضات في الدوحة، «لم تفضِ إلى أي شيء جديد». وأضاف المصدر ، أنّ الموقف الإسرائيلي «متعنت جداً، ولم يقدم جديداً، سوى أنه وافق على عودة متدرجة ومشروطة للنازحين».

كما قال إنّ الجانب الاسرائيلي «حدّد عودة النازحين على دفعات، تشمل النساء والاطفال وكبار السن من الرجال، وهو ما رفضته حركة حماس».

ولفت إلى أنّ «إسرائيل»، لم تقدم أي إجابة حول وقف إطلاق النار أو الانسحاب من قطاع غزة، «ولم يتم الحديث عن الأسرى الذين تطالب بهم حماس».

وكان الخبير في شؤون المقاومة الفلسطينية، هاني الدالي، قد قال قبل يومين، إنّ هناك 3 أسباب تساهم في تعثر المفاوضات.السبب الأوّل، بحسب الدالي، هو «رفض الاحتلال القاطع، كمرحلةٍ أولى، الانسحابَ من شارعي الرشيد وصلاح الدين، ورفضه مرور المساعدات، وعودة النازحين من دون أي شروط». والسبب الثاني هو «رفض الاحتلال وقف العدوان ورفض تعهد الانسحاب الكامل من قطاع غزة في بداية المرحلة الثانية»، وفقاً له. وتابع الدالي أنّ السبب الثالث، هو أنّ وفد الاحتلال المفاوض «لم يُبدِ أيّ جدية بشأن المعادلة التي وضعتها المقاومة الفلسطينية، والمتعلقة بموضوع الأسرى، والمتمثلة بمبادلة 50 أسيراً فلسطينياً في مقابل واحدة من المجندات الإسرائيليات».

ميدانيا يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة لليوم الـ 169 على التوالي، بارتكابه المزيد من المجازر ضد المدنيين، وباستهدافه المستمر للمؤسسات الصحية والتعليمية ومراكز الإيواء والبنى التحتية. 

في هذا السياق، أكّدت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم السبت، أنّ الاحتلال ارتكب 7 مجازر خلال الساعات الـ 24 الماضية وصل منها 72 شهيداً و114 جريحاً إلى المستشفيات، لترتفع الحصيلة غير النهائية للعدوان إلى 32142 شهيداً و74412 إصابة منذ 7 تشرين الأول الماضي. 

وجدّدت التذكير بأنّه «لا يزال هناك عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».

وفي آخر المجازر الإسرائيلية المُرتكبة في القطاع، قصف الاحتلال المدنيين الذين ينتظرون المساعدات في دوار الكويت بمدينة غزة، ما أدّى إلى ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى.

ولفتت المعلومات إلى إصابات في صفوف النازحين برصاص قوات الاحتلال في منطقة المواصي في بلدة القرارة شمالي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

أتى ذلك بالتزامن مع توغل دبابات «جيش» الاحتلال إلى أطراف مواصي القرارة شمالي خان يونس وسط إطلاق نار كثيف، قبل أن تنسحب  بعد تصدي فصائل المقاومة لها لساعات.

في غضون ذلك، نسفت قوات الاحتلال الإسرائيلي منازل سكنية شرقي بلدة عبسان الجديدة، شرقي خان يونس، جنوبي قطاع غزة.

كما أفادت المعلومات عن ارتقاء شهيد وجريح في حالة خطرة في قصف مدفعي استهدف مواطنين شرقي مخيم البريج وسط قطاع غزة، فيما نقل عدد من الشهداء والجرحى إلى مستشفى شهداء الأقصى بعد قصف الاحتلال منطقة البركة جنوبي دير البلح.

وفي مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، أشارت المعلومات إلى احتجاز أكثر من 240 شخصاً كرهائن في مبنى الأمير نايف داخل المجمع، مضيفاً أنّ الاحتلال استهدف بغارة بناية سكنية غربي مجمع الشفاء.

وأضافت أنّ الاحتلال يواصل عمليات إطلاق النار في المجمع، ويحرق عدداً كبيراً من المباني في داخله، إذ أحرق مخازن الأدوية بشكل كامل.

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد هدّد بقصف وتدمير مباني مجمع الشفاء الطبي فوق رؤوس الطواقم الطبية ومن بداخله، في وقتٍ سابق. 

وقال المكتب الإعلامي الحكومي، في بيان، إنّ «هناك إفادات من داخل مجمع الشفاء الطبي تشير إلى تهديد جيش الاحتلال للطواقم الطبية الموجودة داخل مباني المستشفى والنازحين، بأنّه سيقوم بقصف تلك المباني وتدميرها فوق رؤوسهم، أو أن يخرجوا للتعذيب والتحقيق والإعدام».

وصرّح المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي، إسماعيل الثوابتة، بأنّ قوات الاحتلال قتلت أكثر من 100 شخص داخل مجمع الشفاء، مشيراً إلى أنّها أعدمت بعض الكوادر الطبية داخل المجمع.

وأفاد الثوابتة بأنّ 4 مرضى استشهدوا داخل المنشأة الصحية الأكبر في قطاع غزة، نتيجة منع «جيش» الاحتلال علاجهم، واصفاً الوضع داخل المجمع بالمأساوي.

إلى ذلك، أقرّ «جيش» الاحتلال باعتقال وتوقيف أكثر من 800 شخص وقتل 170 فلسطينياً في مجمع الشفاء ومحيطه، غربي مدينة غزة.

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بأنّ «جيش» الاحتلال اغتال الدكتور محمد زاهر النونو وهو على رأس عمله في مجمع الشفاء، لرفضه الإخلاء وترك المرضى والجرحى.

يأتي ذلك فيما يواصل «جيش» الاحتلال الإسرائيلي اقتحامه وحصاره لمجمع الشفاء الطبي لليوم السادس على التوالي، حيث اعتقلت القوات المقتحمة مئات النازحين، وعدداً من أفراد الطواقم الطبية داخل المجمع.

من جانب آخر، قالت المعلومات إن شهداء ومصابين سقطوا في قصف إسرائيلي استهدف فلسطينيين ينتظرون المساعدات في دوار الكويت بمدينة غزة. واستشهد 4 فلسطينيين وأصيب العشرات نتيجة التوغل والقصف الإسرائيلي على مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

وأفادت عن استشهاد شخص وإصابة آخر بجروح خطيرة في قصف مدفعي إسرائيلي على فلسطينيين شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة. وقالت إن آليات الاحتلال تطلق قذائف وأعيرة نارية بشكل كثيف في المناطق الشمالية الغربية لمحافظة خان يونس. وأوضحت أن قصفا مدفعيا إسرائيليا عنيفا استهدف منطقة المواصي غرب خان يونس جنوب قطاع غزة تسبب باستشهاد وجرح عدد من الفلسطينيين.

من جهتها، قالت مصادر فلسطينية إن طيران الاحتلال الإسرائيلي شن غارات في محيط المستشفى الأوروبي في خان يونس أيضا.كما أفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال قصفت بالمدفعية شمال غرب بيت حانون ومحيط مخيم جباليا شمالي القطاع وشمال مخيم النصيرات وسط القطاع.

على صعيد آخر أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن وزير «الأمن» الإسرائيلي يوآف غالانت سيتوجه إلى واشنطن الأسبوع القادم، حاملاً قائمة طويلة من الأسلحة الأميركية التي تسعى «إسرائيل» للحصول عليها «على وجه السرعة».

وبحسب الإعلام الإسرائيلي، فإنّ القائمة تشمل أسلحة أميركية على رأسها مقاتلات «F-35» و»F-15» التي تسعى «إسرائيل» للحصول عليها «على وجه السرعة».

ومن المتوقع أن يصل غالانت إلى واشنطن، اليوم في أول زيارة له إلى الولايات المتحدة منذ توليه منصبه قبل أكثر من عام، إذ سيجتمع مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان ومسؤولين أميركيين كبار آخرين.

وأبلغ غالانت أوستن أنه سيجلب معه المدير العام لوزارة الأمن المتقاعد إيال زامير، المسؤول عن مشتريات الأسلحة الإسرائيلية، إذ شدد على أنه يريد من كبار مسؤولي «البنتاغون» لقاء زامير على هامش الزيارة، لمناقشة التفاصيل الفنية لطلبات الأسلحة الإسرائيلية.

وامس قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) باسم نعيم إن الولايات المتحدة ترتكب خطأ إستراتيجيا باستمرار دعمها ل»إسرائيل»، واعتبر أن حظوظ الرئيس الأميركي جو بايدن في الفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة قد تتأثر بسبب موقفه من العدوان الإسرائيلي على غزة.

ونقلت مجلة «نيوزويك» الأميركية عن نعيم قوله إن «الولايات المتحدة لديها القدرة، ولكن لا تملك الإرادة الكافية لممارسة الضغط اللازم على إسرائيل، رغم الضغوط الداخلية في أميركا بسبب الجرائم التي ترتكبها إسرائيل وتعرض المصالح الأميركية في المنطقة للخطر».وأضاف أن «هذا المسار الأميركي يشكل خطأ إستراتيجيا على الصعيدين الداخلي والخارجي، والشعب الأميركي لن يقبل استمرار هذا الانحياز الأعمى لإسرائيل»، واعتبر أن تلك السياسة قد تضر بصورة بايدن بين ناخبيه خلال الانتخابات المقبلة.

وكان دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى «إغراق» قطاع غزة بمساعدات حقيقية منقذة للحياة، مؤكدا أن الوقت حان لوقف لإطلاق نار «إنساني» في قطاع غزة.

وقال غوتيريش في مؤتمر صحفي عقده بالجانب المصري من معبر رفح المحاذي لقطاع غزة «هناك طوابير طويلة من الشاحنات التي تنتظر في رفح وفي الجهة المقابلة هناك أشخاص يعانون المجاعة، وعلينا عدم الاستسلام وفعل كل ما بوسعنا لتسود الإنسانية في غزة».

وأردف قائلا «إنني أمثل أغلبية الأصوات في المجتمع الدولي التي تطالب بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى غزة».

وأضاف يجب على» إسرائيل» أن تقدم التزاما صارما بالوصول غير المقيد للسلع الإنسانية إلى جميع أنحاء غزة ولإطلاق سراح الرهائن في القطاع. وأكد غوتيريش أنه يتطلع لمواصلة العمل مع مصر لتسهيل دخول المساعدات، وأنه يثمن بعمق انخراطها الكامل لدعم سكان غزة.

زيارة قصيرة

ووصل الأمين العام للأمم المتحدة إلى العريش المصرية المتاخمة لقطاع غزة، حيث تفقد الجرحى الفلسطينيين بمستشفى المدينة،ي مؤتمر صحفي سابق، إن الأمين العام سيجتمع مع العاملين الأمميين في المجال الإنساني على الجانب المصري من حدود رفح.

ويسافر غوتيريش بعد ذلك إلى الأردن حيث سيزور مرافق الوكالة الأممية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ويتناول إفطارا رمضانيا مع لاجئين فلسطينيين وموظفين بالأمم المتحدة بالعاصمة عمّان، بحسب المصدر ذاته.