اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يحتفل العديد من سكان المعمورة سنويا باليوم الأول من شهر نيسان الذي يطلقون عليه تسمية "يوم الحمقى"، حيث تمارس الخدع والمقالب وتطلق النكات، لتنتهي غالبا بالصراخ: "كذبة نيسان!".

ونجح بعض الناس أو المؤسسات ليس في خداع الأصدقاء فحسب، بل البلاد بأسرها عبر أكاذيب طريفة لفقوها في مثل هذا اليوم، سنقدم لكم أبرزها والأكثر طرافة.

أول كذبة نيسان في العالم

يعود تاريخها إلى عام 1698، وتحديدا في لندن حين أعلن للجماهير أنهم مدعوون لمشاهدة الحفل السنوي لغسل الأسود في برج لندن مقابل دفع ثمن التذكرة، وبالفعل دفع العديد من الأشخاص ثمن التذاكر، ولكنهم مع الأسف ذهبوا إلى البرج ولم يجدوا ولو أسدا واحدا بانتظارهم.

أشجار تثمر معكرونة سباغيتي

يعد التقرير الإذاعي الذي بثه الإعلامي ريتشارد ديمبلي عام 1957 في مقدمة هذه الأكاذيب الطريفة. وتحدث التقرير عن حصاد محصول وفير من معكرونة سباغيتي من أشجار في سويسرا.

وقد اتصل مستمعون بالبرنامج للسؤال عن كيفية زراعة أشجار السباغيتي فقيل لهم ان يغرسوا بعض قطع السباغيتي في علبة تحتوي شرائح طماطم، وينتظروا النتيجة.

تحدي الجاذبية

في عام 1976 أعلن الفيزيائي البارز باتريك مور في إذاعة "بي بي سي" راديو 2 أننا في الساعة 9.47 صباحا سنشعر بما وصفه بـ "تأثير جاذبية مزدوج من كوكبي زحل وبلوتو".

وقال إنه في لحظة معينة سيصطف الكوكبان في خط واحد وستصبح الجاذبية على الأرض أضعف، فإذا قفزت في الهواء في التوقيت الصحيح، فإنك تقريبا ستطفو في الهواء.

بالطبع لم يكن لهذا الإعلان أي علاقة بالعلم، ولكن وقع الكثيرون ضحية هذه الخدعة وظل بعضهم يتداولها بوصفها حقيقة علمية.

ساعة بيغ بن تُصبح رقمية

وفي عام 1980 أعلنت خدمة إذاعة "بي بي سي" لمستمعيها أن ساعة بيغ بن ستدخل العصر الرقمي، ولم تكتف بذلك بل أشارت إلى أن أول من سيتصل من المستمعين يمكن أن يحصل على عقارب الساعة التي سيتم الاستغناء عنها.

ولسوء الحظ لم تسر الأمور كما أمل القائمون على برنامج الإذاعة حينئذ بتوخيهم الطرافة بمناسبة كذبة نيسان، واضطرت بي بي سي للاعتذار عن هذه المزحة.

كل ما سبق يمكن أن يطلق عليه أكاذيب بيضاء، ومقالب ساخرة هدفها الأساسي هو إضحاك الآخرين، بعد الضحك عليهم. إلا أن التاريخ الإنساني شهد أيضا العديد من الكذبات التي لم تكن بمثل هذا المرح، وبعضها قلب التاريخ رأسا على عقب.

كذبة "إنسان بلتداون (Piltdown Man)"

في عام 1912 أعلن "آرثر سميث" و"ودوارد" من متحف التاريخ الطبيعي أن تشارلز داوسون، وهو محام وعالم آثار اكتشف أجزاء من جمجمة بشرية وعظام فك يقدر عمرها بنحو 500 ألف عام، في أحد مناجم بلتداون شرق ساسكس في إنكلترا.

واعتُقد أن هذه البقايا تعود للإنسان الأول، واعتُبرت كحلقة وصل في إثبات صحة نظرية التطور. ولم يتم اكتشاف زيف هذه القطع إلا بعد 40 عاما.

حيث مانت عملية التزييف دقيقة، حتى إنها لم تكتشف إلا مع تطور وسائل الكشف الحديثة عن الحفريات، فظهر أن الفك السفلي يعود لقرد الأورانغوتان، ويصل عمره إلى نحو 500 عام، بينما تعود بقايا الجمجمة لجمجمة إنسان لا يتجاوز عمرها 620 عاما.

وهم الانتصار في نكسة حزيران

لعل الأجيال الأكبر عمرا من العرب، وخاصة المصريين الذين عاشوا محنة حرب يونيو 1967 والمعروفة باسم "النكسة"، يتذكرون بيانات إذاعة "صوت العرب" في ذلك الوقت، حيث انطلق من الراديو صوت الإذاعي الشهير ورئيس صوت العرب "أحمد سعيد"، مصرحا بأن مصر مستمرة في تحقيق انتصارات متتالية على الجيش الإسرائيلي، وتوالت البيانات التي يذيعها عن أن مصر نجحت في إسقاط 50 طائرة للعدو، ثم 80 طائرة، ثم 100. ليستيقظ المواطنون بعدها من غفلتهم على الصدمة القاسية والهزيمة المرة التي أخفتها أجهزة الإعلام خلف ستار انتصارات وهمية كاذبة.

من أين جاءت "كذبة نيسان"؟

يرجع بعض المؤرخين أصل هذا اليوم إلى عام 1582، عند تحول فرنسا من التقويم اليولياني إلى التقويم الغريغوري، وكان العام الجديد في التقويم اليولياني الذي تغير يبدأ مع الاعتدال الربيعي في حوالي 1 نيسان، ولأن بعض الأشخاص لم يعرفوا بتغير التقويم وانتقال بداية العام الجديد إلى الأول من كانون الثاني، فقد احتفلوا كعادتهم ببداية العام الجديد في الأول من نيسان، وهو ما جعلهم موضعا للسخرية.

وأُطلق عليهم "حمقى نيسان (april fools)"، وقام البعض بوضع شعار لسمكة مصنوعة من الورق على ظهورهم، أطلقوا عليها اسم "Poisson d’Avril" أو "سمكة نيسان"، رمزا لسهولة اصطيادهم كالسمكة.


الأكثر قراءة

«اسرائيل» تواصل التهويل: انسحاب حزب الله او الحرب الشاملة تعديلات بالشكل لا بمضمون «الورقة الفرنسية» لا بروفيه وامتحان موحد لـ«الثانوية»