اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

قال رئيس “حزب القوات اللبنانيّة” سمير جعجع: “لا يمكن أن يصير شي من لا شي بهالدني، والدليل ما حصل معنا في زحلة، وبالتالي هذه صورة صغيرة جداً تعكس ما شهدناه في أرجاء زحلة كافة وتضلّ زحله حرّة شامخة ما بتنطال”.

وجاء ذلك خلال كلمة ألقاها عقب القداس، قال فيها: “نلتقي السنة ككلّ سنة كي نتذكر شهداءنا، والأهمّ لنتذكر شهادتهم التي أبقتنا مغروسين في هذه الأرض مثل الأرز الشامخ، مع حريّتنا الكاملة، وكرامتنا غير المنقوصة”.

ولفت جعجع إلى أن “الشرق الأوسط ما زال منطقة متوحّشة، اذ قد يحاول في أي وقت من الأوقات، الكبير أو الأقوى فيه القضاء على الأصغر أو الأضعف، كما شهدنا في السنوات العشر الأخيرة في سوريا وكما نرى حالياً ما يحصل في غزّة. من هنا، تأكّدوا لو لم يكن شعبنا صلباً وشجاعاً وعلى كامل الاستعداد للشهادة حينما تدعو الحاجة عبر التاريخ، ” لكان صار فينا متل ما صار بغيرنا بالدول المجاورة، وكنّا هلّق، لا سمح الله، صرنا بخبر كان. “فالمجدُ والخلودُ لشهدائِنا الأبرار الذين أتاحوا لنا أن نبقى ونستمر كما نحب: بحريّتنا وكرامتنا وعنفواننا”.

ورأى أن “شهداءنا هذا العام مسرورون أكثر من أي عام مضى بعدما باتوا على يقين أن نقطة دم من دمائهم لم تذهب سدى، وبعدما رأوا من عليائهم صمودنا وصلابتنا في خضم هذه الظروف الصعبة والعصيبة”.

وأضاف: “شهداؤنا يرون تماماً عدم رضوخنا في أي لحظة من اللحظات أمام أخصام لدودين متكبّرين، شموليي النظرة والأداء، ولا يتورّعون البتة عن القيام بأي شيء ” لأنو كل شي مسموح عندن”، ورفيقنا الشهيد الياس الحصروني خير دليل على ذلك. هم يرون كيف نواجه بالوسائل المتاحة كلها أرباب التسلّط ومنطق الفرض وجماعة الرياء والنصب والإحتيال والكذب “يللي ما حدا بالكون بيقدر يلحّق على ألاعيبهن. كما أن شهداءنا يرون كيف لم ولن نسمح لهم أن يفرضوا علينا مرشّحهم لرئاسة الجمهورية، ونقول لهم هذه السنة كما الماضية ونؤكد من جديد: “متل ما إنّو ع زحلة ما بيفوتوا، هيك كمان، ع بعبدا ما بيفوتوا. شهداؤنا يرون مدى ضغطنا على الحكومة كي تطبّق فوراً القرار الدوليّ 1701 وتنشر الجيش اللبناني على حدودنا الجنوبية، بمسعى جديّ منّا لإنقاذ أهالينا في الجنوب من العذابات والموت والدمار الذي يعيشون في الوقت الحاضر وكي نخلّص الجنوب ولبنان كله من “الأعظم” بعد. هم يرون كيف يكافح اللبناني يومياً في سبيل إطعام عائلته في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، وكيف نحاول مساعدة بعضنا البعض بفلس الأرملة بغية الاستمرار وعدم السقوط ، وكيف ننحت في الصخر كي تبقى مدننا وقُرانا، ولو بالحد المتاح، مكاناً للعيش الكريم على مثال مشروع “سوق البلاط” وسواه بهدف تظل زحلة النجمة يللي بتشعّ بسما المنطقة. من المؤكد أن شهداءنا فخورون بنا نتيجة وقوفنا كالرمح في وجه صعوبات هذه المرحلة وتحدّياتها وتطوّراتها كلها”.

واعتبر جعجع أن “أهميّة الشعوب تقاس بمدى قدرتها على مواجهة الصعاب والظروف القاسية”، وقال: “ها إننا مرّة من جديد، نبرهن للعالم أجمع أننّا شعب لا ينكسر ولا ينحني أمام العواصف والرياح العاتية، داعيا إلى وجوب تعزيز الجهود لتخطي ظروفنا الاقتصادية الصعبة، ولو “الله بالينا” بمسؤولين سياسيين لا إيمان ولا دين لهم، ولكن علينا تكثيف العمل “حتى نغيّرهن. صحيح أن ثمة مجموعة في بلادنا تصادر قرار جميع اللبنانيين رغما عنهم ، إلا أن علينا الاستمرار في النضال كي يعود قرار اللبنانيين للبنانيين، من خلال دولتهم الشرعية. صحيح أن المنطقة من حولنا متفجّرة، ولكن علينا التصميم وتكثيف الجهود لإبعاد بلدنا عن خطر هذه الأحداث وإيصاله إلى شاطئ الأمان. هذه المرّة نعمل من أجل إيصال لبنان إلى شاطئ أمان نهائي ، آمن بالفعل، لا تهدده الأمواج مهما كانت عاتية، ونستطيع وأولادنا العيش في كنفه براحة واطمئنان، بعد نضال طويل استمر قروناً وقروناً ليجعلنا نستحقه”.