اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تحمل حلقة الربيع من الدورة التاسعة لــ "مهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية" - مؤسسته ومديرته أليس مغبغب - عرض فيلمين خاصّين بالمهرجان، إضافة إلى 3 أفلام مترافقة مع احتفالية ثقافية واسعة بمدينة طرابلس تحت عنوان "طرابلس جوهرة على المتوسط".

وتجري فعاليات الحلقة بالتعاون مع الجامعة الأميركية في بيروت، وجامعة القديس يوسف (اليسوعية)، والجامعة الأنطونية، ومؤسسة سعد الله ولبنى خليل.

أول الأفلام بعنوان "أمبرتو إيكو: مكتبة من العالم"، مخرجه دافيد فيراريو، ومن خلال الجمع بين الأرشيفات والمقابلات، يقترح توغّلاً في العالم وفق رؤية الكاتب الإيطاليّ أمبرتو إيكو (1932-2016) وتفكيره.

وسعى إيكو للكشف عن مكتبته الخاصّة المتضمّنة حوالى 30000 كتاب، التي يعتبرها مساحة ثقافة وأدب، ورمزاً للذاكرة العالمية؛ ومكتبة إيكو هي شهادة قوية عن أهمية الأدب في مجتمعات العالم.

ودافيد فيراريو مخرج إيطالي أنتج عبر شركته الخاصة جميع أفلامه منذ العام 2002، من بينها "بعد منتصف الليل"، والوثائقي "رحلة بريمو ليفي"، و "دماءٌ على العرش". يعرض الفيلم في الجامعة الأميركية في بيروت.

ميّل يا غزيّل

الفيلم الثاني "ميّل يا غزيّل" (Those Who Remain)، مخرجته إيليان الراهب، موضوعه عن هيكل، مزارع مسيحي يبلغ من العمر 60 عامًا، يعيش في منطقة جبلية في شمال لبنان، كافح للبقاء في زمن تميّز بالهجرة.

ومُنِحَ الفيلم عدة جوائز وعُرِضَ في العديد من المهرجانات حول العالم. ويجول الفيلم، من ضمن فعاليات المهرجان، على عدد من المناطق اللبنانية خلال موسم الربيع، ويعرض في طرابلس، وزحلة، وصيدا، وزغرتا.

وإيليان الراهب مخرجة لبنانية أنتجت العديد من الأفلام القصيرة والوثائقيات، حصدت العديد من الجوائز في مختلف المهرجانات الدولية. من أبرز ما أخرجته من وثائقيات طويلة: "أعنف حب”، و "ميّل يا غزّيل"، و"ليالي بلا نوم".

طرابلس: جوهرة على المتوسط

وتجري الفعالية على 9 حلقات، 8 منها في الجامعة الأميركية في بيروت، وواحدة في الجامعة اليسوعية، ويتحدث فيها 35 شخصاً من نخبة المتخصّصين الملمّين بشؤون الثقافة والهندسة والتاريخ والتراث والمجتمع، وما هو متعلق بالشؤون الطرابلسية من جوانبها المختلفة، وتبدأ حلقاتها في 15 الجاري بندوة بعنوان "طرابلس مدينة التراث والحداثة"، ويتحدث فيها: خالد زيادة، ومصباح رجب، ونبيل عيتاني، ويديرها جان جبور.

أما الحلقة الثانية ففي 22 الجاري، بعنوان "المجتمع وتغيراته في الكتابة السردية المعاصرة" يتحدث فيها فضل زيادة، وجان توما، والصحفي محمد أبو سمرا، وتديرها زهيدة درويش.

والحلقة الثالثة تقام في 25 الجاري، طابعها موسيقي، بعنوان "مقامات طرابلسية"، ويشارك فيها عميد كلية الموسيقى في الجامعة الأنطونية نداء أبو مراد، وهيّاف ياسين، ومحمد جباخنجي.

أما الحلقة الرابعة ففي 30 الجاري، بعنوان "الحب عن بعد" وهو عمل أوبرالي تشارك فيه زينة صالح كيالي، وساسي البابا.

والحلقة الخامسة، في 7 أيار/مايو المقبل بعنوان "بين ريمون دو سان جيل، والمنصور قلاوون وعزمي بك"، يتحدث فيها ناهد غزال، وباسم زودة، ويديرها جان ياسمين.

والحلقة السادسة في 13 أيار المقبل، عن "معرض رشيد كرامي الدولي: الماضي والحاضر والمستقبل" يتحدث فيها مصباح رجب، وشارل كتانة، ونقولا خوري، ونيكولا فياض وتفتتح بفيلم وثائقي عن المعرض.

والحلقة السابعة في 20 أيار المقبل عن "الإرث المعماري خلال حقبة الانتداب: كنز مجهول"، يتحدث فيها المهندسة سالي قاسم، ومها كيال، وهاني قهوجي، وتديرها ياسمين معكرون.

والحلقة الثامنة في 27 أيار، وتتمحور حول أهمية السينما في مدينة طرابلس، بعنوان "على الشاشة الكبيرة"، يتحدث فيها المخرج اللبناني هادي زكاك، ومدير مهرجان طرابلس للأفلام الياس خلاط، والمخرجة زينة دكاش، وكارلوس شاهين، وفيروز سرحال.

وستعرض أفلام للمشاركين: "أنا يا بحر منك" لفيروز سرحال، 2023، عن سمر وجود وعماد، 3 أصدقاء في 11 من أعمارهم، يقررون يوماً التغيب عن مدرستهم، ويمضون يوماً مليئاً بالمغامرات يقضونه في مدينتهم طرابلس، فيخلق اللقاء بينهم وبينها سحراً في كل زاوية.

ثم فيلم "ابن القمرجي" لكارلوس شاهين، 2017، عن كريم الذي يبلغ من العمر 6 سنوات، يأمره جدّه بالذهاب للبحث عن والده الذي يلعب القمار في المقهى وفي المنزل وأينما كان. تدور الأحداث في لبنان في العام 1975. في ذلك اليوم، يعبر كريم مدينة طرابلس التي لم تكن الحرب قد وصلت إليها بعد.

كما يتحدث زكاك عن كتابه "العرض الأخير" موثقاً السينما الطرابلسية منذ نشوئها في ثلاثينيات القرن الماضي، علماً أن دور السينما التي عملت في طرابلس تزيد على 35 داراً، إضافة إلى مسرح "الانجا"- زهرة الفيحاء - الذي تأسس أواسط تسعينيات القرن الماضي، واستضاف كبار الفنانين العرب، وتحوّل إلى سينما أواسط الثلاثينيات باسم "البيروكيه".

أما الحلقة التاسعة ففي 3 حزيران/يونيو المقبل بعنوان "أربع نساء من أجل طرابلس"، وهن ساره الشريف، ولميا كركور، وأناستازيا الروس، وليا بارودي، وتتحدثن عن عطاءاتهن في مجال العمل التنموي والاجتماعي، وتدير اللقاء جودي الأسمر.

لماذا طرابلس؟ تقول مغبغب لــ "الميادين الثقافية": "في وقتنا هذا الذي تنهمك فيه أكثر من مدينةٍ على شاطىء المتوسّط، وفي العالم العربي بتشييد متحفٍ يمجّد الماضي، ويحتفي بالحاضر، تجد طرابلس نفسها، بأدق تفاصيلها، مدينة المتحف الحي".

وأضافت: "طرابلس، التي يبلغ عمرها 3 آلاف عامٍ، يحرّكها حماس أهلها الكبير تجاه الجمال الذي تخفيه، وشغف سكانها الشديد بأسلوب الحياة الكريم، والمتسامح الذي منحهم إياه مجتمعهم، وتمسكهم بالتوازن بين البساطة والفخر الذي يميز طبيعتهم".

وختمت مغبغب بقولها إنه: "منذ أن هدأت حدّة النزاعات بين اللبنانيين، انشغل هؤلاء في اكتشاف أنفسهم، والتعرّف على بعضهم، ومنذ ذلك الحين، سحرهم صخب الحياة في "عاصمتهم الثانية" وغناها الثقافي، وهي التي تعانق بحرارةٍ مرفأها الصغير الجميل الذي يُطلق عليه اسم "المينا"، وهو أجمل النتوءات التي تتكوّن على الساحل اللبناني".

الأكثر قراءة

«اسرائيل» تواصل التهويل: انسحاب حزب الله او الحرب الشاملة تعديلات بالشكل لا بمضمون «الورقة الفرنسية» لا بروفيه وامتحان موحد لـ«الثانوية»