تحاول فرنسا أن تتمايز عن "اللجنة الخماسية"، التي ينشط السفراء الذين يمثّلون دولها في لبنان لإعادة تحريك الملف الرئاسي، وذلك عن طريق إرسال موفديها الى بيروت للاطلاع على مواقف الكتل من استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية، وتطبيق القرار الأممي 1701. وفي الوقت الذي يُنتظر فيها زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الى لبنان، لمتابعة حَراك سفراء "الخماسية" والتي لم يُحدّد موعدها بعد، سيما أنّها ترتبط بإحراز تقدّم ما في المساعي، يتوقّع أن يصل السبت في 27 نيسان الجاري الى بيروت وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في زيارة ثانية بعد الزيارة الأولى له في شباط الفائت، من ضمن جولة يقوم بها على عدد من دول المنطقة. على أن يُجري محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين يوم الأحد، للاطلاع منهم على مواقفهم من الملفات الداخلية، وفي محاولة لفصل الساحات بعضها عن بعض، وتبريد جبهة الجنوب والتشجيع على الذهاب الى انتخاب رئيس الجمهورية في أسرع وقت ممكن.
مصادر سياسية عليمة اشارت الى أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يُحاول استعادة دور بلاده في لبنان، بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية، وإن كان هناك تنافس "صامت" بينهما على إدارة الملف اللبناني. ولهذا يوفد وزير خارجيته الى بيروت لمواكبة الجولة الثانية لسفراء "الخماسية" على القوى والأحزاب السياسية، التي انتهت بزيارة قاموا بها الى رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، وجرى الحديث خلالها عن "الحاجة الى جولة مشاورات إضافية"، فضلاً عن التشديد على ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية سريعاً، وعلى كيفية ضبط الوضع الأمني وتجنّب التصعيد، وتطبيق القرار 1701 للحفاظ على أمن الحدود الجنوبية والأمن والسلم الدوليين بعد وقف حرب غزّة.
وتُبدي فرنسا اهتمامها بعدم التصعيد جنوباً بين حزب الله و"الإسرائيليين". ولهذا سيُكرّر سيجورنيه، على ما تتوقّع المصادر، ما سبق وأن حذّر منه لبنان خلال زيارته السابقة منذ شهرين الى لبنان، من أنّ "إسرائيل" قد تقوم بحرب عليه، تعتبر أنّها لإعادة سكّان المستوطنات الشمالية الى بلادهم، سيما وأنّها لا تزال مستمرة في تهديداتها. علماً بأنّه سبق وسمع من المسؤولين اللبنانيين بأنّهم لا يريدون حرباً مع "إسرائيل"، بل اتفاقاً بواسطة الأمم المتحدة والفرنسيين والأميركيين على ترسيم الحدود البريّة.
ومن هنا ، سينصح الوزير الفرنسي لبنان، على ما أضافت المصادر، بالتهدئة وعدم الإنزلاق الى التصعيد، سيما وأنّ ما حصل أخيراً بين إيران و"إسرائيل" يُنذر بحرب عالمية ثالثة لا تريدها أي دولة، إلّا أنّ رباطة الجأش تُبقي الأمور تحت السيطرة. كما سيُشجّع على ضرورة فصل مسار المواجهات العسكرية في الجنوب عن حرب غزّة، التي يبدو أنّها ستطول لمدّة بعد، والذهاب الى انتخاب رئيس الجمهورية، فضلاً عن المضي في المفاوضات غير المباشرة للإتفاق على الحدود البريّة انطلاقاً من تطبيق القرار 1701.
ولفتت المصادر نفسها الى أنّ الأميركي لا يريد حرباً في المنطقة في هذه المرحلة، والفرنسي كذلك. ولهذا أتى الردّ "الإسرائيلي" على الردّ الإيراني ضعيفاً على أصفهان، ولم يتبنّاه العدو الإسرائيلي أيضاً، ربما لإبقاء كلّ الإحتمالات مفتوحة أمامه خلال مخططاته المقبلة. علماً بأنّ الحرب لن تصبّ في مصلحة أحد في حال توسّعت لتشمل دول المنطقة. في حين أنّ الهدوء من شأنه أن يُمهّد الى التشاور والحوار على ملفات المنطقة، ومنها الملف اللبناني.
أمّا اقتراحات الوزير الفرنسي الجديدة فستتناول، على ما تابعت المصادر، مسألة ضرورة وضع إطار زمني للإستحقاق الرئاسي، وعدم ترك الأمور مفتوحة، ما قد يؤدّي الى تأجيل الإنتخاب الى العام المقبل. وهذا الإطار يُمكن تحديده بالعام 2024، أي أن يحصل انتخاب الرئيس خلاله. ولهذا سينصح المسؤولين بضرورة الذهاب الى الحوار والتوافق للإتفاق على الرئيس، الذي تجده الكتل النيابية مناسباً لرئاسة الجمهورية، والذي ينال غالبية أصوات النوّاب المقترعين، الأمر الذي تنادي به "الخماسية"، كما فرنسا.
ومن هنا، على الكتل النيابية التوافق على آلية الدعوة الى الحوار ومساره، وكيفية انعقاد اللقاء التشاوري الذي تتحدّث عنه كتلة "الإعتدال الوطني وتتبنّاه "الخماسية". علماً بأنّ سفراء "الخماسية" يسعون الى إيجاد نقاط مشتركة بين القيادات والأحزاب السياسية، كما الى إقناع المتردّدين الذين طالبوهم ببعض الإستفسارات عن آلية الحوار، بضرورة التجاوب والذهاب الى جلسة التشاور أولاً، بهدف التوافق على اسم رئيس الجمهورية المقبل.
الأكثر قراءة
-
سفير في الخماسية يتوقع الانتخابات الرئاسية قبل تشرين وان يسير الثنائي بالخيار الثالث الصرح البطريركي يميل الى تبني مواقف باسيل:مقاطعة مجلس الوزراء «ضرت ما نفعت» جبهة الجنوب راوح مكانك... انسحاب بايدن خلط اوراق نتانياهو ولقاء مع ترامب الجمعة
-
في الكورة... أطول حرب إبادة جماعية ودمار شامل عرفها التاريخ!
-
وفاة طفل بعد تعرضه للاغتصاب والرمي من شرفة منزله
عاجل 24/7
-
08:46
حركة المرور ناشطة من عاليه باتجاه بيروت، وكثيفة من خلدة باتجاه أنفاق المطار ومن الضبية باتجاه انطلياس وصولا الى نهر الموت.
-
07:44
غرفة التحكم المروري: قتيل و8 جرحى في 5 حوادث سير تم التحقيق فيها خلال الـ 24 ساعة الأخيرة.
-
20:21
المقاومة في جنوب لبنان: استهدف عناصر المقاومة الاسلامية عند الساعة 06:45 من عصر اليوم الثلاثاء تحركًا لجنود العدو "الإسرائيلي" في موقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بقذائف المدفعية وأصابوه إصابة مباشرة وأوقعوهم بين قتيل وجريح.
-
19:55
CNN نقلا عن مسؤولين أميركيين: إتمام اتفاق التهدئة يتوقف على نتنياهو إن كان يريدها بالفعل وهي أصبحت في متناول اليد
-
19:38
وسائل إعلام "إسرائيلية": سقوط 3 قذائف صاروخية في كريات شمونة.
-
19:38
المقاومة في جنوب لبنان: رداً على اعتداءات العدو "الإسرائيلي" على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وخصوصاً الاعتداء الذي طال مئذنة مسجد طلوسة، قصف عناصر المقاومة الاسلامية اليوم الثلاثاء مستعمرة كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا.*
![](https://static.addiyar.com/css/images/whatsapp_banner_new.jpg)