اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


ملحوظات بمناسبة ظهور بوادر الفشل في محاولة إتمام جريمة محو وجود شعب :

1 ـ تفيدنا وسائل الإعلام عن نشاطات ديبلوماسية إذا جاز القول، تضطلع بها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا في لبنان، بحثا عن تسوية تجنب البلاد حرباً شاملة مدمرة ودموية، كتلك التي يشهدها قطاع غزة وجنوب لبنان، جنوب الليطاني خصوصاً. يفهم من ذلك أنه باستثناء الجنوب وبعض البقاع ، لا يزال السلم سائداً في لبنان، وأن القائمين على دولته يستقبلون الاتصالات من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا.

2 ـ يتناهى إلى العلم أيضاً، أن كلاماً شديد اللهجة صدر عن دولتي مصر وقطر، يلقي باللائمة على الدولة "الإسرائيلية" في فشل التوصل إلى تسوية ووقف إطلاق نار في قطاع غزة، بعد سبعة أشهر من مبادرة "إسرائيل" لحرب الغاية منها هي إبادة سكان غزة قتلاً أو ترحيلاً، لكي يفرغ القطاع بالكامل.

3 ـ من المعروف أن المقاومين في لبنان واليمن والعراق، هبوا لإسناد المقاومة الفلسطينية في القطاع بكل الوسائل، من أجل وقف إطلاق النار ووقف التصفية الجماعية. فلقد كانت أهداف الكيان "الإسرائيلي" واضحة منذ البداية إفراغ قطاع غزة من سكانه . هذا من جهة، أما من جهة ثانية فإنهم تبلغوا في أغلب الظن الرسالة الأميركية والأوروبية، وأيقنوا طبيعة العملية العسكرية الجارية في القطاع، والمتصلة بترتيبات ترسي في الضفة الغربية، وفي جنوب شرقي سورية وامتداداً إلى منظقة الجزيرة. تجسد ذلك على سطح البحر في الأساطيل الغربية، التي احتشدت أمام السواحل الفلسطينية واللبنانية، ولكن ما ظهر كان قمة جبل الجليد.

4 ـ لا نجازف بالكلام أن أميركا وفرنسا هما، إلى جانب ألمانيا وبريطانيا، تشاركان في الحرب "الإسرائيلية" على القطاع، او بتعبير أكثر دقة مشروع حلف الأطلسي في شرقي المتوسط. هذا من ناحية، أما من ناحية اخرى فإن الضربة الإيرانية الاخيرة على "إسرائيل" أثبتت، ان دولاً عربية عديدة تحركت إلى جانب الدول الغربية الأطلسية دفاعاً عن "إسرائيل"، كما لو كانت امتداداً أطلسياً في المنطقة العربية .

5 ـ نصل الآن إلى مقاربة الغضب المصري والقطري من جهة والمساعي الأميركية ـ الفرنسية، للوصول إلى تسوية على الجبهة اللبنانية من جهة ثانية. فمن البديهي أن الأميركيين والفرنسيين، المنخرطين في الحرب إلى جانب "اسرائيل"، وبما هم شركاء في المشروع الذي ألمحنا إليه، (بالمناسبة يحاولون في فرنسا تجريم شخصيات سياسية بتهمة تشجيع الإرهاب، لان هذه الشخصيات امتنعت عن وصف الانتفاضة ضد الاحتلال في القطاع، بالارهابية) يحاولون انتزاع مكاسب على الجبهة اللبنانية بواسطة الخداع والترهيب، ربما لأنهم أخفقوا حتى الآن بواسطة الحرب، أو انهم غير قادرين على انتزاعها .

أما الغضب المصري والقطري، أو اللهجة الحادة في خطابهم، فأغلب الظن أن هذا التحول المفاجئ الذي يأتي بعد سبعة أشهر من الوساطة، والتي لم تفض إلى أي نتيجة على جميع الصعد الإنسانية واطبية والتموينية والسياسية والقومية، ناهيك بالمساهمة في همروجة الدفاع الجوي في الثالث عشر من الشهر الجاري ضد القذائف الإيرانية، يعبر هذا الغضب في أغلب الظن إذن عن ادعاء براءة مما حدث والتنصل من أي مسؤولية بعد "القيام بأقصى الجهود الممكنة".

6ـ يبقى أن نشير في الختام، وعلى عجالة لأن الموضوع ذو شجون، ولكل بحث أوان ومكان، ان واجب الدولة لا يقتصرعلى تجنيب الحرب ضد أجزاء من الوطن، وإنما ضد كل أجزائه!

7 ـ لا شك في أن المقاومة الوطنية في قطاع غزة والضفة الغربية، وفي لبنان واليمن والعراق، خطت بشعوب هذه البلدان خطوات كبيرة في مجال "القضية الوطنية"، شرط أن تتمكن هذه الشعوب من امتلاك التجربة واستيعابها، إن الشعوب الوطنية لا تهزم، على عكس القبائل والطوائف والعشائر، فهذه تهزم نفسها بنفسها.

الأكثر قراءة

المقاومة تثبّت مُعادلة بيروت مقابل «تل أبيب» وتمطر «اسرائيل» بأكثر من 300 صاروخ العدو يتقصد استهداف الجيش اللبناني بوريل يحذّر: لبنان على شفير الانهيار