اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


لوّح وزير دفاع العدو الاسرائيلي غالانت منذ يومين بصيف حار على جبهة لبنان، مكررا القول ان "اسرائيل" مستعدة لمثل هذا الخيار. واطلق في الساعات الماضية مزيدا من التهديدات في سياق حملة التهويل التي يمارسها قادة العدو ضد لبنان.

وتأتي تصريحاته الاخيرة في اطار سلسلة التهديدات، التي اطلقها المسؤولون السياسيون والعسكريون منذ الايام الاولى لاندلاع المواجهات مع حزب الله، وفي ظل تصاعد النقمة في صفوف سكان المستوطنات "الاسرائيلية" الشمالية الذين اضطروا الى الفرار من اكثر من ٤٣ مستوطنة، جراء الضربات التي وجهها الحزب وطاولت منطقة واسعة على طول الحدود بعمق بلغ بمعدل وسطي ٥ كيلومترات.

وعلى مدى اكثر من ٧ شهور لم يتمكن العدو من فرض ايقاعه في المعركة، ولم ينجح في الحد من ضربات المقاومة وتنامي قوتها وحجم نتائجها، ما اضطره للجوء الى اساليب عديدة ابرزها:

١-  اطلاق المزيد من التهديدات بشكل شبه يومي، في محاولة يائسة للضغط على حزب الله وقراره الاستمرار بالمعركة حتى وقف الحرب على غزة.

٢-  اللجوء في الشهور الثلاثة الاخيرة الى زيادة وتيرة القصف الجوي والبري بشكل متصاعد، وممارسة سياسة الارض المحروقة والحرب التدميرية للعديد من القرى والبلدات الحدودية، لا سيما تلك المواجهة مباشرة لمواقع عسكرية "اسرائيلية" حساسة تعرضت لاصابات وخسائر جسيمة.

٣-  اللجوء ايضا الى ما يمكن وصفه بحرب الاغتيالات لمقاومين، وللاهداف المدنية المتحركة والثابتة بواسطة الطيران والمسيرات الحربية في مناطق حدودية، واخرى في عمق الجنوب اللبناني، وفي مناطق اكثر عمقا في البقاع الغربي وبعلبك.

وفي المقابل، فاجأ حزب الله جيش العدو الاسرائيلي بتكتيكات عالية الدقة، وبتنويع اسلوب ضرباته لمواقع وتجمعات وثكنات عسكرية ومراكز قيادة، ورصد على طول الحدود وبعمق وصل احيانا الى ١٠ واكثر، واستطاع تحقيق اصابات مهمة في القطاعات الحربية المتنوعة التقليدية والحديثة، بل تمكن ايضا من ضرب اهداف عسكرية حيوية منها منصات للقبة الحديدية ومراكز تجسس ومراقبة متطورة للغاية، عدا عن تحقيق خسائر بشرية جسيمة في صفوف جيش العدو.

والى جانب استخدامه للصواريخ الموجهة العالية الدقة، ادخل حزب الله بشكل تدريجي ووفق مقتضيات المعركة والاستراتيجية المرسومة، اسلحة صاروخية اكثر ثقلا، بالاضافة الى المسيرات الانقضاضية، ونفذ مؤخرا عمليات مركبة بالصواريخ والمسيرات، محققا نتائج كبيرة في مواقع وثكنات حيوية. واستطاعت المسيرات ان تضرب اهدافها متجاوزة الحماية الجوية والقبة الحديدية الاسرائيلية.

وفي ضوء هذا النجاح اعترفت وسائل الاعلام "الاسرائيلي" بان حزب الله " يضرب الخاصرة "الاسرائيلية" الرخوة، وان المسيرات الانقضاضية هي السلاح الجديد الذي ليس له اي حل".

وفي ضوء التصعيد المتنامي على جبهة الجنوب واستمرار تهديدات قادة العدو، يقول مصدر سياسي ان التصعيد بدأ منذ فترة غير قصيرة، لافتا في الوقت نفسه ان ماجرى في اليومين الماضيين، يمكن ربطه ايضا بمحاكاة اقتحام جيش العدو لمنطقة معبر رفح وبعض المناطق المحدودة شرقي المدينة الجنوبية لقطاع غزة. ويضيف ان التصعيد الذي نشهدة منذ فترة غير مرشح لان يتحول الى حرب واسعة رغم تكرار التهديدات "الاسرائيلية"، اولا لان العدو يعرف جيدا خطورة اقدامه على اي مغامرة من هذا النوع، وثانيا لانه يدرك ومضطر ايضا للالتزام بالنصيحة الاميركية ورغبتها في عدم توسيع الحرب على جبهة لبنان.

وحول التصعيد الاخير واحتمال خروج المعركة عن نطاق ما يسمى قواعد الاشتباك، يقول عضو كتلة حزب الله الوفاء للمقاومة النائب ابراهيم الموسوي لـ"الديار": "اعتقد ان الامور ما زالت مضبوطة تحت سقف يفهمه العدو الاسرائيلي جيدا، وافهمته ايّاه المقاومة جيدا. العدو الاسرائيلي لن يذهب باي حال الى ابعد من ذلك لانه لا يستطيع القيام بذلك. لو كان بامكانه لفعل ذلك لشهور خلت، لكنه مردوع بدرجة كبيرة، لذلك نرى ان كل التصعيد وكل القصف يجري في شريط الحافة الحدودية ان صح التعبير، واعتقد ان المقاومة استطاعت ان تثبت مقاومة ردع على هذا المستوى، وسيستمر الحال على هذا المنوال الى ان يتم الوصول الى وقف النار في غزة".

وعن تهديدات وزير دفاع العدو وحديثه عن صيف حار يقول الموسوي " الصيف بشكل طبيعي يكون حارا، واذا كان يريده ان يكون حارا اكثر فسيكون جهنما عليه اكثر من اي شيء آخر. هذا امر اصبح خلفنا، فالعدو الاسرائيلي لم يعد في موقع من يهدد او يتوعد، وهو يعلم ان اي تصعيد سوف يواجه بتصعيد، يوسعون نوسع، ويرفعون نرفع".

* الرئيس الاميركي تحدث عن خلاف مع رئيس حكومة العدو نتنياهو وعن وقف بعض شحنات الذخائر "لإسرائيل".

- لا اعتقد ان هناك خلافا. هناك اختلاف في الاسلوب والطريقة وليس في الهدف.

وحول ملف النازحين السوريين يقول الموسوي: "سوف يتم عرضه في جلسة مجلس النواب يوم الاربعاء، وعندما يناقش سنبدي رأينا بشأنه. هذا موضوع وطني عام واساسي، ويجب ان يكون للدولة موقف حازم وحاسم على هذا الاساس، وهناك اتفاقات مرعية، فلبنان ليس بلد نزوح او لجوء، لبنان بلد عبور، وبالتالي اذا تحدثت الحكومة مع الاخوة السوريين اعتقد نكون قد بدأنا بالطريق الصحيح للحل".

وعما اذا كان الملف الرئاسي قد جمّد، قال: "ننتظر وتنتظرون".

وحول الورقة الفرنسية بعد الرد اللبناني، اكتفى الموسوي بالقول "لست مطلعا على هذا الموضوع".

الأكثر قراءة

خاص "الديار": أول عملية استشهادية في الخيام ومعارك عنيفة مستمرة