اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



في ظل تسارع الأحداث الميدانية على الجبهة الجنوبية، وما يمكن أن تتركه من تردّدات على الأوضاع الداخلية، يبقى ملف النزوح السوري يقض مضاجع اللبنانيين ويحتل الأولوية على خلفية تداعياته الخطيرة على الساحة الداخلية في أكثر من اتجاه.

 وفي هذا السياق، سألت "الديار" النائب والوزير السابق الدكتور ماريو عون، عما آلت إليه الأوضاع إثر النزوح السوري، فقال: "المعروف عن رجالات السياسة في لبنان ليس غريباً لجهة تمرير الصفقات، لأنهم لا يقومون بأي أداء من دون الحصول على الثمن، فهم يعملون خلافاً لمصلحة الوطن في سبيل تحقيق مصالحهم الخاصة، وهذه المبادرة الأوروبية قد أتت في هذا الإتجاه، لأنه من الواضح أنها بمثابة عملية شراء للموقف اللبناني، لأن الإتحاد الأوروبي يدرك مسبقاً أن الأطراف السياسية اللبنانية التي تطرح عليهم ملف النزوح السوري هي ضعيفة النفس، ومن الممكن أن تقبل أي رشوة من دون أي خجل، حتى أن من لا يتعاطى العمل السياسي قد أدرك بسرعة أن هبة المليار يورو هي مجرد رشوة، أي إعطاء اللبنانيين المال لقاء إبقاء السوريين في لبنان، ولم أكن أنتظر من المسؤولين أكثر من الذي قاموا به".

وبالنسبة للإجراءات المتخذة لمعالجة ملف النزوح، يقول: "إنها ليست أكثر من إجراءات خجولة تحمل صفة المزايدة لدى كل الذين يتعاطون الشأن العام، ومن غير الممكن تمرير هذه المسألة بسهولة".

وعن لقاء بكركي بالأمس حول ملف النزوح، يرى أن "كل ما يحصل لا يعدو كونه مزايدات، وإلا كنت سأشارك شخصياً في اللقاء، وبرأيي فإن الأصح القول عن هذا البلد فالج لا تعالج".

وعما إذا كنا بعيدين عن انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية، يتحدّث عن موجات تفاؤل وتشاؤم بشكل متلاحق، "لا تعدو كونها مضيعة للوقت، لأن ملف الرئاسة اليوم مجمّد على خلفية أن القوى السياسية لا تملك مصلحة في إعادة الإنتظام إلى المؤسسات من خلال انتخاب رئيس الجمهورية، لأن الرئيس العتيد لن ينفّذ سياساتهم، وسيكون شخصاً مميزاً إلى حدٍّ ما، خصوصاً وأن الوصول إلى تحقيق النظام في السلطة سيترجم انتظاماً في كل المجالات بدءاً من القضاء الذي سيباشر التحقيقات في الإرتكابات بحق الوطن والشعب، ولذلك من الصعب حصول الإستحقاق الرئاسي، فالأزمة الحالية مستمرة حتى التدهور الشامل".

وإذ اعتبر أن "لا شيء سيتحقّق في ملف النزوح"، لاحظ أن "الكل يسعى إلى الكسب المادي أو السياسي وكسب المقاعد والنفوذ"، ويكشف عن مخاوف كبيرة على مستقبل البلد وعلى الوجود المسيحي فيه، فنحن في وضع غير تفاؤلي، ويمكن القول ميؤوس منه، بسبب غياب الإرادة بإجراء أي إصلاح، وسيطرة الطائفية في ظل وجود طائفة متفوّقة على غيرها من الطوائف اللبنانية، وهو ما يضع لبنان في موقع صعب، لا يسود فيه إلا منطق القوة، وهو منطق لا يؤدي إلى حلول ترضي الجميع، في حين أن السلطة تتمادى في ارتكاباتها طالما أنها مطمئنة إلى وجود من يصفّق لها في صفوف اللبنانيين".

وحول ما يحصل داخل "التيار الوطني الحر"، خصوصاً وأنك تعرّضت سابقاً لما يحصل مع بعض النواب اليوم، يرى عون أن "ما يحصل من تطورات على الصعيد الداخلي في التيار لجهة فصل بعض النواب، هو نتيجة طبيعية للذهنية السائدة والتي ترتكز على الكذب والتدجيل، وفي الواقع كنت قد خُدِعت كما غيري من اللبنانيين في الماضي بأن هناك تياراً نظيفاً وشفافاً، يمثل فريقاً سياسياً يمتلك نهجاً نظيفاً هو نهج الإعمار والإصلاح، ولكني اكتشفت أن كل هذا ليس صحيحاً، وبالنسبة لي اليوم كلّن يعني كلّن، وليس هناك من فريق سياسي يعمل للإصلاح، ولهذا وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم من انهيار للبلد على كافة الأصعدة والميادين، لذا أنا في غاية التشاؤم، وعلى السياسيين اليوم ترك الناس لتعيش فقط لا أكثر".

الأكثر قراءة

صرخة معلولا: أيّها الأسد أنقذنا