اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تشرق الشمس يومياً بأشعتها الدافئة، تحمل في طياتها ما يفوق الدفء والإضاءة، إذ تُعدّ مصدراً رئيسياً لفيتامين د، ذلك العنصر الغذائي الهام الذي يكتسب أهمية خاصة خلال فترة الحمل. فكما للجسد درع يحميه من عوامل خارجية، يُعتبر فيتامين د كدرع وقاية لكل من الأم الحامل وجنينها النامي داخل الرحم.

خلال هذه الرحلة المميزة التي تمتد الى تسعة أشهر، يتعرض جسم المرأة الحامل لتغيرات جسدية وهورمونية عديدة. يؤدي فيتامين د دوراً جوهرياً في دعم هذه التغيرات وتعزيز صحة كل من الأم والجنين. فهو يسهم في بناء عظام وأسنان قوية للجنين، ويقي الأم من مخاطر الإصابة بهشاشة العظام بعد الولادة. كما يُعدّ فيتامين د ضرورياً لامتصاص الكالسيوم، وهو معدن أساسي لبناء عظام الجنين وتقويتها.

ولكن أهمية فيتامين د لا تتوقف عند هذا الحد، فهو يساهم أيضاً في تعزيز جهاز المناعة للأم والجنين، ويقلل من احتمالية الإصابة بالتهابات التي قد تؤثر في صحة الحمل. بالإضافة إلى ذلك، يشير بعض الدراسات إلى دور محتمل لفيتامين د في خفض فرص حدوث الولادة المبكرة أو تشوهات عظام الجنين.

وفي هذا الصدد، تشير الدكتورة يكاتيرينا بوزينوفا اختصاصية الغدد الصماء، خبيرة التغذية إلى أن فيتامين D هو عنصر غذائي مهم للجهاز التناسلي البشري، لذلك يؤثر انخفاضه في الجسم سلبا في الإنجاب.

وتقول الاختصاصية: " توجد مستقبلات فيتامين D في جميع أعضاء النساء والرجال على حد سواء، ونقصه أكثر شيوعا لدى الأزواج الذين يخططون فترة طويلة للحمل أو الذين يعانون من العقم. وانخفاض مستواه يؤثر في حدوث الحمل في دورات تحفيز الإباضة وبرامج تكنولوجيا الإنجاب المساعدة".

ووفقا لها، أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات التي تعاني من نقص حاد في فيتامين D، انخفاض وظيفتها الإنجابية بنسبة 75 في المئة، ولكنها استعادتها بعد رفع مستواه.

وتقول: "يشارك فيتامين D وفقا للدراسة، في عمليات تخليق الهرمونات وحساسية مستقبلات الأنسجة لعملها، لذلك يمكن يؤثر نقصه في جميع مراحل الحمل: من جودة بويضات المرأة إلى زرع جنين مخصب في الرحم".

وقد لوحظ تأثيره في استعادة الوظيفة الإنجابية أثناء علاج متلازمة المبيض المتعدد الكيسات ونقص التغذية.

وتشير الاختصاصية، إلى أنه في حالة نقص فيتامين D يضطرب استقلاب الكالسيوم ونشاط منظومة المناعة، ما يؤدي إلى انخفاض حيوية الجسم وزيادة خطر الإصابة بالأمراض خلال فترة الحمل.

وتقول: "عند دراسة تأثير مستوى فيتامين D في جودة الحيوانات المنوية لدى الرجال، اتضح أن نقصه في الدم يؤثر سلبا، لذلك يجب تعويض نقصه بتناول جرعات كافية منه".

وبالإضافة إلى ذلك وفقا لها، للأسف الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من فيتامين D غير قادرة على تعويض نقصه، كما الشمس النشطة. لذلك، إذا أظهرت نتائج التحليل انخفاض مستواه إلى أقل من 30 نانوغرام/مليلتر عند التخطيط للحمل، يجب استشارة الطبيب.

الأكثر قراءة

من تعدّيات يزبك الى فضائح بركات ودرغام وجعجع... حكايات نفوذ وفساد بلا حدود على شاطئ كفرعبيدا - تحوم!