اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ217 للعدوان الإسرائيلي على غزة شهد القطاع معارك ضارية بين المقاومة وقوات الاحتلال، وأعلنت القسام عن تنفيذ كمين مركب ضد قوات الاحتلال برفح، كما أوقعت قوة للاحتلال بحقل للألغام، ودمرت عددا من الدبابات والآليات.

وقصفت سرايا القدس تجمعا لآليات إسرائيلية، وسيطرت على مسيرة للاحتلال، وأوقعت قوات للاحتلال بحقل للألغام بحي الزيتون.

كما دوت صفارات الإنذار في غلاف غزة بسبب قصف للمقاومة.

على الجانب الآخر اعترف جيش الاحتلال بأن 12 عسكريا أصيبوا في غزة، ليرتفع عدد جنوده الجرحى إلى 3374.

على الصعيد الإنساني صعد الاحتلال من قصفه للمنازل في عدة مواقع من القطاع مما أوقع العشرات بين شهيد وجريح، كما نسف عددا من المنازل في القطاع.

وذكر تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأميركية أن جيش الاحتلال يتصرف في حربه على غزة بتجاهل منهجي للقانون الإنساني الدولي، وأشار إلى أن الأسلحة الأميركية استخدمت في عدد كبير من الحالات التي تم خلالها تجاهل القانون الدولي.

في غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن مجلس وزراء الحرب قرر تعميق العملية في رفح، بالرغم من تهديد الرئيس الأميركي جو بايدن بتعليق إرسال الأسلحة إلى «إسرائيل» في حال توغلها بالكامل في رفح.

وحسب صحيفة  «يديعوت أحرونوت»، قرر مجلس وزراء الحرب بالإجماع تعميق العملية في رفح، على الرغم من وقف الرئيس الأميركي جو بايدن لشحنات الأسلحة وتأكيده أنه سيتوقف عن تزويد «إسرائيل» بالسلاح إذا تابعت عمليتها في رفح.

من جهتها، قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير ، إن الولايات المتحدة أوقفت مؤقتا شحن دفعة واحدة فقط من الذخيرة «لإسرائيل»، ولن يكون هناك وقف تام لإمدادات القذائف.

وفي سياق متصل، رجح موقع «أكسيوس» أن يقدم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تقريرا ينتقد فيه «إسرائيل» على ممارساتها في غزة، دون أن يتهمها بانتهاك شروط عدم استخدام الأسلحة الأميركية ضد المدنيين.

الى ذلك، انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الأميركي جو بايدن بسبب وقف إدارته إرسال شحنة أسلحة إلى «إسرائيل» على خلفية عملياتها العسكرية في رفح، في حين قالت واشنطن إنها اقترحت على تل أبيب «بدائل» لاجتياح المدينة.فقد نقلت شبكة «سي إن إن» في وقت مبكر اليوم عن نتنياهو قوله إن بايدن ارتكب خطأ بوقف إرسال شحنة الأسلحة إلى «إسرائيل».

وفي مقابلة منفصلة مع برنامج «دكتور فيل برايم تايم» عبر الإنترنت، عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي عن أمله في أن يتمكن هو والرئيس الأميركي من تجاوز خلافاتهما بشأن الحرب على قطاع غزة.

وأقر نتنياهو -خلال المقابلة- بخسارة مئات الجنود في القطاع المحاصر، زاعما أن قواته دمرت 20 من بين 24 كتيبة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ومؤكدا أنه يتعين هزيمة الحركة في رفح، وفق تعبيره. وكان نتنياهو قال - في بيان أصدره - «سنحارب بأظافرنا إذا اضطررنا الى ذلك»، في رد على تحذير أطلقه بايدن من أن واشنطن ستوقف إمداد «إسرائيل» بالأسلحة إن أقدمت على اجتياح رفح.

من جهته، قال السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل هرتسوغ إن الاتجاه الذي سلكته إدارة بايدن لا يفيد المحادثات بين «إسرائيل» والولايات المتحدة، ويبعث رسالة خاطئة للمنطقة.

بدائل أميركية

في غضون ذلك، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي إن الإدارة الأميركية اقترحت على الإسرائيليين «بدائل» لهزيمة حماس في رفح لا تتضمن عمليات برية كبيرة. وأوضح أن الرئيس بايدن لا يريد لـ «إسرائيل» أن تستخدم أسلحة معينة في مناطق معينة. وقال المسؤول الأميركي إن العملية التي نفذتها «إسرائيل» في رفح كانت محدودة، وتهدف الى منع تهريب حماس أسلحة وأموالا إلى غزة، حسب تعبيره.

وتابع أن موقف واشنطن من «إسرائيل» بشأن رفح سيعتمد على القرارات التي ستتخذها تل أبيب بهذا الشأن، مؤكدا أنها تتفق مع الإسرائيليين في ضرورة إلحاق هزيمة دائمة بحركة حماس.

كما نقلت وكالة رويترز عن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن أمر فريقه بمواصلة العمل مع «إسرائيل» لإلحاق «هزيمة دائمة بحماس».وفي السياق، نقلت صحيفة بوليتيكو عن مسؤولين في البيت الأبيض أن معارضة بايدن لاجتياح إسرائيلي واسع النطاق لرفح ثابت منذ أشهر، مبررين قراره حجب ذخائر عن «إسرائيل» بأن حركة حماس لم تعد تشكل تهديدا كبيرا بعد ما يزيد على 7 أشهر من الحرب.

شحنة الأسلحة

من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بات رايدر أن الولايات المتحدة لم تتخذ قرارا بعد بشأن مصير شحنة الأسلحة التي تم تعليق تسليمها لـ «إسرائيل». وأضاف أن البنتاغون يجري الآن مراجعة للشحنات العسكرية الأميركية، خصوصا تلك التي يمكن أن تتسبب بأضرار واسعة في الأماكن المأهولة بالسكان. وتابع أنه لا توجد لدى الجيش الأميركي أي تقديرات حول أعداد المدنيين الذين قتلوا بالأسلحة الأميركية التي تستخدمها «إسرائيل» في غزة، قائلا إن بلاده تتوقع من «إسرائيل» استخدام الأسلحة الأميركية وفق القوانين الدولية.

على صعيد آخر، أكدت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أنّ مسؤولين مصريين أبلغوا مدير الاستخبارات الأميركية، وليام بيرنز، وجوب ممارسة الولايات المتحدة ضغوطاً جدية على «إسرائيل» من أجل وقف عمليتها في مدينة رفح، والعودة إلى المفاوضات الجادة، وإلا فإن القاهرة «ستعمل على إلغاء اتفاقية كامب ديفيد». وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أنّ هناك تصعيداً في اللهجة الإعلامية المصرية، المطالبة بإلغاء الاتفاقية، الأمر الذي دفع كبار المسؤولين الإسرائيليين إلى الاتصال بنظرائهم المصريين من أجل معرفة طبيعة هذه المطالب وحجمها ونطاقها.

في غضون ذلك، أشارت الصحيفة إلى أنّه للمرة الأولى، منذ بداية الحرب على غزّة، تطلب مصر إلى سائقي شاحنات الإغاثة إخلاء منطقة معبر رفح من الجانب المصري، مع مواصلة تعزيز الإجراءات الأمنية هناك، الأمر الذي يمكن تفسيره بأنّ هناك مخاوف من حدوث تدهور أمني في المنطقة الحدودية.

بلينكن

ذكر موقع أكسيوس الأميركي أنه من المتوقع أن يقدم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تقريرا وصف بأنه «بالغ الأهمية» إلى الكونغرس  بشأن سلوك «إسرائيل» في قطاع غزة. ونقل الموقع الإخباري عن 3 مسؤولين أميركيين أن بلينكن قد يقدم إلى الكونغرس تقريرا شديد الانتقاد لسلوك «إسرائيل» في غزة، لكنهم أشاروا إلى أن التقرير لا يصل إلى حد استنتاج أن «إسرائيل» انتهكت شروط استخدام الأسلحة الأميركية. وقال المسؤولون إن التقرير المرتقب هو الأكثر إثارة للجدل في وزارة الخارجية الأميركية منذ هجوم 7 تشرين الأول الماضي، وأشاروا إلى أنه سيصف الوضع بعبارات شديدة اللهجة وسيذكر أن الخارجية تحقق في حوادث عديدة.

بوريل 

دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى عدم بيع الأسلحة لـ «إسرائيل» من أجل دفعها الى وقف القصف المتواصل على غزة للشهر الثامن على التوالي. وأوضح بوريل -في تصريح له قبيل لقائه وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس- أن القصف الإسرائيلي لن يتوقف قبل نفاد الذخائر الموجودة بحوزة «إسرائيل». وأضاف أن الاتحاد الأوروبي «منقسم» حيال اتخاذ موقف مشترك ضد ما يحدث في غزة.

ميدانيا حذّرت إدارة مستشفى شهداء الأقصى في المحافظة الوسطى في قطاع غزة، من نفاد الوقود خلال الساعات الـ48 المقبلة، وتوقف الخدمة الصحية. 

وفي هذا السياق، حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من أنّ نفاد الوقود في مستشفى شهداء الأقصى خلال 48 ساعة «يهدد بوقوع أزمة إنسانية». ودعا المكتب الإعلامي إلى التدخل الفوري والعاجل من أجل إمداد جميع المستشفيات بالوقود وإعادة تأهيلها وترميمها قبل وقوع كارثة إنسانية.

بدوره، أكّد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أنّ إغلاق معبر رفح «يؤثر في إمدادات الوقود والمساعدات وتحركات السكان». وأضاف المكتب أنّ «مستشفيات القطاع ستتوقف عن العمل إذا لم يصل الوقود خلال 24 ساعة».

وحذّرت منظمة «اليونيسيف» من نفاد الوقود والمخزونات الغذائية، جنوبي قطاع غزة خلال أيام، مؤكّدةً وجوب الحيلولة دون وفيات الأطفال. وقالت «اليونيسيف» إنّ نقص الوقود «قد يؤدي إلى توقف الجهود الإنسانية في غزة خلال أيام».

وبناءً على هذه الوقائع، أكّدت وكالة «الأونروا» أنّ «ما يحدث حالياً في قطاع غزة يُعَدّ تجاوزاً لكل الخطوط الحمر».  وأضافت الوكالة أنّها لا تدري «كيف يمكن إنهاء الهجوم الإسرائيلي على رفح في ظل وجود 7 مراكز إيواء تغصّ بآلاف الفلسطينيين»، مشيرةً إلى أنّ «الذين يدفعون ثمن الحرب في غزة هم المدنيون، فمعظم الضحايا من النساء والأطفال».

على صعيد سير المعارك، أكدت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنّها نفّذت عملاً عسكرياً مركّباً ومتزامناً ضدّ «جيش» الاحتلال، بالقرب من مسجد الدعوة شرقي رفح، جنوبي قطاع غزة.

وفي التفاصيل، أوضحت كتائب القسّام أنّها استهدفت مبنى تحصّن فيه عدد من الجنود الإسرائيلين، بقذيفة «TBG»، بينما استهدفت ناقلة جند تابعةً للاحتلال كانت أسفل المبنى، بقذيفة «الياسين 105».

إلى جانب ذلك، استهدفت «القسّام» مجموعةً راجلةً من الجنود الإسرائيليين، الذين كانوا بجوار الناقلة، بقذيفة مضادة للأفراد، موقعةً كل أفرادها بين قتيل ومصاب.

وأعلنت كتائب القسّام أيضاً إيقاعها قوةً إسرائيليةً في كمين محكم، حيث فجّرت حقل ألغام مُعدِّ مسبقاً داخل موقع ثكنة سعد صايل، شرقي رفح، موقعةً أفرادها بين قتيل ومصاب. واستهدفت «القسّام» دبابتين إسرائيلتين بقذائف «الياسين 105»، وذلك في محيط ثكنة سعد صايل شرقي رفح. وفي المنطقة نفسها، دمّرت ناقلة جند تابعةً للاحتلال، بقذيفة «الياسين 105» أيضاً، حيث اشتعال النيران فيها.

وفي منطقة أبو حلاوة، شرقي رفح، استهدفت كتائب القسّام دبابة «ميركافا» إسرائيليةً بقذيفة «الياسين 105».

وقصفت موقع كرم أبو سالم العسكري، شرقي المدينة، بقذائف «الهاون» من العيار الثقيل، وموقع «إسناد صوفا» العسكري بمنظومة الصواريخ «رجوم» قصيرة المدى، من عيار 114 ملم، وتجمّع «مفتاحيم»، برشقة صاروخية.

بدورها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، سيطرتها على طائرة مسيّرة إسرائيلية من نوع «سكاي لارك»، في رفح. وقصفت سرايا القدس بقذائف «الهاون» من العيار الثقيل، الجنود الاحتلال وآلياته المتوغلة شرقي حي السلام، في مدينة رفح. 

في غضون ذلك، نشر الإعلام الحربي للسرايا مشاهد توثّق دكّها جنود الاحتلال وآلياته المتوغلة، شرقي رفح، بحمم «الهاون».

أما كتائب شهداء الأقصى فقصفت تجمعات جنود الاحتلال وآلياته، بوابل من قذائف «الهاون» من العيار الثقيل، وذلك في محيط منطقة أبو حلاوة. 

وبعد عودتهم من مناطق الاشتباك، أكد مقاتلو «شهداء الأقصى» استهداف آلية إسرائيلية بقذيفة»RPG»، والاشتباك مع قوة راجلة مكوّنة من 8 جنود بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية، في شرقي رفح، وإيقاعها بين قتيل وجريح.  كذلك، استهدفت آليةً عسكريةً إسرائيليةً بقذيفة «RPG» في محيط ثكنة سعد صايل.

من جهتها، قصفت كتائب المقاومة الوطنية (قوات الشهيد عمر القاسم)، الجناح العسكري للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، تحشدات الاحتلال في موقع «إسناد صوفا»، وتجمعاته وآلياته المتوغلة جنوبي شرقي الشوكة، شرقي رفح، بصواريخ «107» قصيرة المدى. كما فجّرت عبوةً ناسفةً بآلية عسكرية لـ «الجيش» الإسرائيلي قرب مبنى بلدية الشوكة.

«حادثين قاسيين» في رفح

وفي كيان الاحتلال، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية وقوع «حادثين قاسيين» في رفح، حيث تم تفجير عبوة في آلية من نوع «نمر»، بينما استهدفت آلية أخرى لصاروخ مضاد للدروع. وأشار إعلام الاحتلال إلى مقتل 4 جنود في هذين الحادثين، وإصابة جندي خامس، موضحةً أنّ حالته ميؤوس منها.

وكانت افادت معلومات عن خوض المقاومة اشتباكات ضاريةً في محيط منطقة التوغل، شرقي رفح، تزامناً مع قصف مدفعي إسرائيلي. وأكدت أنّ المقاومة نفّذت كميناً محكماً ضدّ الاحتلال في موقع سعد صايل، شرقي رفح، مشيراً إلى هبوط مروحيات إسرائيلية، بصورة متكررة، في موقع كرم أبو سالم العسكري، شرقي المدينة.

الأكثر قراءة

احتمالات التهدئة والحرب متساوية وواشنطن تضغط لهدنة مؤقتة! «مسوّدة» رسمية حول «اليوم التالي».. والجيش يتحضر لوجستيا ردود اسرائيلية «يائسة» على «الهدد 3» وتهويل بمواجهة وشيكة