اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ 218 للعدوان الإسرائيلي على غزة، واصل جيش الاحتلال قصف مناطق عدة في القطاع، خاصة في رفح ومخيم النصيرات ومدينة غزة، مخلفا مزيدا من الشهداء والجرحى حيث ارتفعت حصيلة العدوان منذ السابع من تشرين الأول الماضي إلى 34 ألفا و934 شهيدا، و78 ألفا و572 مصابا.

كما تصدت فصائل المقاومة لتوغلات الجيش الإسرائيلي في رفح، مما كبده خسائر فادحة بالأرواح والمعدات، حيث اعترف بمقتل 4 جنود، وإصابة اثنين بجروح خطيرة.

وبشأن عملية رفح، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن التقديرات في تل أبيب تشير إلى أن العملية ستستمر نحو شهرين، وستتم على مراحل بحيث يمكن إيقافها بأي لحظة حال التوصل لاتفاق بشأن المحتجزين في غزة.

سياسيا، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته يستخدمان المفاوضات غطاء للهجوم على رفح، مشيرة إلى أنها ستجري مشاورات مع فصائل المقاومة الفلسطينية من أجل إعادة النظر في إستراتيجية التفاوض.

فقد أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 34971 شهيداً، و78641 جريحاً منذ 7 تشرين الأول 2023. ورصدت الوزارة، في تقريرها اليومي، ارتكاب الاحتلال 4 مجازر، وصل من جرائها إلى المستشفيات 28 شهيداً و69 مصاباً، خلال الساعات الـ 24 الماضية. وأشارت الوزارة إلى أنّ عدداً من الضحايا لا يزال تحت الركام وفي الطرقات، بينما لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. 

وفي اليوم الـ 218 من عدوانه، طال القصف الإسرائيلي مناطق قطاع غزّة كافة مستهدفاً المدنييين العزّل، وقالت المعلومات إنّ «العدوان يتصاعد على مختلف مناطق قطاع غزة بشكل غير مسبوق».وأكدت انتشال 4 شهداء ونقل 3 إصابات نتيجة قصف الاحتلال منزلين في المخيم الجديد بالنصيرات، كما انتُشلت جثامين 3 شهداء وأصيب آخرون باستهداف طائرات الاحتلال مخيم الأمل، وذلك وسط قطاع غزة.

ودمّر الاحتلال مربعات سكنية في حيي الصبرة والزيتون في مدينة غزّة، وواصل قصفه على بيت حانون وشرقي مخيم جباليا شمالي القطاع، وفق ما نقل مراسلنا.ووسّع الاحتلال الإسرائيلي عدوانه في رفح نحو عمق المدينة، بحسب ما أكد المراسل الميادين.

وعلى صعيد الوضع الإنساني المتفاقم في القطاع، أطلقت جهات أممية تحذيراتها بسبب نفاد الوقود والمخزونات الغذائية خلال أيام، في ظل سيطرة الاحتلال على معبر رفح.

وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أنّ إغلاق معبر رفح «يؤثر في إمدادات الوقود والمساعدات وتحركات السكان»، مضيفاً أنّ «مستشفيات القطاع ستتوقف عن العمل إذا لم يصل الوقود خلال 24 ساعة». 

بدورها، حذّرت منظمة «اليونيسيف» من نفاد الوقود والمخزونات الغذائية، مشددةً على «وجوب الحيلولة دون وفيات الأطفال»، لافتةً إلى إنّ نقص الوقود «قد يؤدي إلى توقف الجهود الإنسانية في غزة خلال أيام».وبناءً على هذه الوقائع، أكّدت وكالة «الأونروا» أنّ «ما يحدث حالياً في قطاع غزة يُعَدّ تجاوزاً لكل الخطوط الحمر». 

ووسع جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته البرية والجوية بشكل متزامن في رفح وشرق خان يونس  (جنوب) وحي الزيتون بمدينة غزة بالإضافة إلى جباليا (شمال) قطاع غزة، وذلك بعد مطالبته بتهجير الآلاف من أهالي بيت لاهيا وجباليا شمال القطاع ووسط مدينة رفح، إضافة لتنفيذه سلسلة غارات عنيفة أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى بمناطق متفرقة من القطاع.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قرر العودة للعمل في جباليا شمالي غزة وإجلاء السكان بعد محاولات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استعادة قدراتها هناك.

ونقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» عن مصادر في جيش الاحتلال قولها إن حماس أعادت تنظيم قواتها بجباليا وحي الزيتون وسط قطاع غزة، مما يعرض قوات الاحتلال في محور نتساريم للخطر. وأضافت أنه بالنظر لعدم وجود قوة بديلة فإن حماس ستعود إلى رفح وجباليا والزيتون بعد انسحاب الجيش منها، مؤكدة أنه من الصعب ترجمة الإنجازات العملياتية للجيش من دون تحرك إستراتيجي.

في الأثناء، تتواصل الاشتباكات بين عناصر المقاومة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية المتوغلة شرقي رفح منذ أيام بشكل متقطع، وفق شهود عيان ومصادر محلية فلسطينية.

وأفيد عن أصوات إطلاق نار متبادل وقصف مدفعي تسمع بين الحين والآخر في مناطق شرقي رفح إضافة إلى تصاعد أعمدة من الدخان الأسود من محيط معبر رفح البري.

وأعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- أنها دمرت ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة «الياسين 105» في محيط معبر رفح جنوب قطاع غزة. وكانت نشرت مشاهد من المعارك الضارية بين كتائب القسام والجيش الإسرائيلي شرق رفح. وتظهر المشاهد استهداف مقاتلي القسام قواتٍ إسرائيليةً تحصنت في منازل ودبابات إسرائيلية توغلت شرق المدينة.

وبشأن التطورات في رفح، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن مصادر بالجيش أنّ حركة حماس ستبقى في رفح حتى لو نفّذ عملياتٍ في المدينة كلها، مشيرة إلى أنه لا توجد حلول سحرية. وأضافت المصادر أنه يجب اتخاذ قرار بشأن مسألة اليوم التالي وإيجاد بديل لحماس.

وأفادت المعلومات أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي توغلت في منطقة الفراحين شرق عَبَسان الكبيرة بخان يونس جنوبي قطاع غزة، ونفذت عمليات تجريف واسعة.

اشتباكات غزة

وفي مدينة غزة، تواصل قوات الاحتلال التوغل، منذ الخميس، في حي الزيتون ومناطق في حيي الصبرة وتل الهوى (جنوبي مدينة غزة) وتنفذ عمليات قصف واسعة في هذه المناطق، مما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى إضافة لدمار مادي واسع، وفق شهود عيان ومصادر طبية فلسطينية. وشهدت هذه المنطقة اشتباكات واسعة، بين عناصر المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال.

من جهتها قالت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– إنها فجرت عبوتين بعدد من آليات إسرائيلية المتوغلة في حي الزيتون. وأضافت أنها قصفت بقذائف الهاون جنود الاحتلال وآلياته المتوغلة في محيط مستوصف الزيتون بحي الزيتون جنوب مدينة غزة. كما بثت سرايا القدس صورا قالت إنها لمسيّرة إسرائيلية من نوع «سكاي لارك» أسقطتها السرايا وسيطرت عليها في مدينة غزة.

معركة الشمال

وفي تطور جديد أيضاً، طالب الجيش الإسرائيلي بتهجير جميع السكان والنازحين الموجودين بمناطق جباليا وأحياء السلام والنور وتل الزعتر ومشروع بيت لاهيا ومعسكر جباليا وعزبة ملين وأحياء الروضة والنزهة والجرن، والنهضة، والزهور، بشكل فوري، والتوجه نحو «المأوى» في مناطق غربي مدينة غزة.

ولا يوجد أي مأوى لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يقطنون في المناطق التي طالب جيش الاحتلال بتهجير أهلها شمالي القطاع، فمناطق غربي المدينة دمرتها إسرائيل بشكل كامل في عملياتها العسكرية منذ بداية الحرب قبل 7 أشهر.

من جهتها، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» إن «300 ألف فلسطيني على الأقل تأثروا جراء توسيع الجيش الإسرائيلي تعليمات إخلاء مناطق سكنية في أنحاء قطاع غزة».

قصف عنيف

يأتي ذلك بينما نفذت الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية سلسلة غارات عنيفة على كافة محافظات القطاع، أسفرت عن استشهاد وجرح عشرات المواطنين غالبيتهم أطفال ونساء. وأفاد مراسل الجزيرة بارتفاع عدد ضحايا هذه الغارات المتواصلة على مدينة غزة إلى 11 شهيدا و35 مصابا.

وقد استشهد 3 فلسطينيين في قصف إسرائيلي لمنزل عائلة كحيل ومربع سكني في المناطق الجنوبية الشرقية لحي الصبرة جنوب مدينة غزة. كما نسفت قوات الاحتلال مربعات سكنية في منطقة شارع 8 ومسجد علي، وواصلت قصفها المدفعي على المنطقة مع نشر القناصة. وقد أفيد عن استشهاد وجرح فلسطينيين في قصف إسرائيلي طال مربعا سكنيا يشمل عددا من المنازل في حي الصبرة جنوب مدينة غزة.

وفي مخيم المغازي وسط قطاع غزة، استهدف الاحتلال منزلا يعود لعائلة قنديل. وقد تم انتشال عدد من الجرحى وجثث الشهداء، ولا يزال عدد من العالقين تحت الأنقاض.

هذا وأعلن الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسّام، أبو عبيدة، وفاة الأسير الإسرائيلي، نداف بوبلابيل (51 عاماً) والذي يحمل الجنسية البريطانية، وذلك من جرّاء إصابته في استهداف الاحتلال مكان أسره قبل نحو شهر. ونشرت «كتائب القسّام» في قناتها في «تلغرام» مقطع فيديو بعنوان «صفقة تبادل حرية وحياة.. ضغط عسكري موت وفشل»، وذلك، لإعلان مقتل الأسير الإسرائيلي.وأصيب بوبلابيل الأسير لدى «كتائب القسّام» بضربةٍ إسرائيلية ولم يتلقَّ العلاج اللازم في مراكز الرعاية، بسبب تدمير الاحتلال المستشفيات في قطاع غزّة، وإخراجها عن الخدمة».

مجلس الأمن

الى ذلك دعا مجلس الأمن الدولي لإجراء تحقيق فوري ومستقل وشامل بشأن تقارير عن اكتشاف مقابر جماعية في قطاع غزة، مؤكدا ضرورة السماح للمحققين بالوصول إلى تلك المواقع ومساءلة المسؤولين عن تلك الانتهاكات.وذكر بيان للمجلس أن الأعضاء “أعربوا عن قلقهم العميق إزاء تقارير عن اكتشاف مقابر جماعية داخل وحول مستشفيي ناصر، ومجمع الشفاء في قطاع غزة، حيث تم دفن عدة مئات من الجثث، بينهم نساء وأطفال وكبار سن”، مشيرا إلى “ضرورة المساءلة” عن انتهاكات القانون الدولي. كما دعا المجلس في بيانه إلى “السماح للمحققين بالوصول إلى جميع مواقع المقابر الجماعية في قطاع غزة دون عوائق لإجراء تحقيقات فورية ومستقلة وشاملة ونزيهة لمعرفة ملابسات تلك المقابر”. 

الأكثر قراءة

احتمالات التهدئة والحرب متساوية وواشنطن تضغط لهدنة مؤقتة! «مسوّدة» رسمية حول «اليوم التالي».. والجيش يتحضر لوجستيا ردود اسرائيلية «يائسة» على «الهدد 3» وتهويل بمواجهة وشيكة