اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


كأنه كُتب لهذه الأمة أن تحيا على ضفاف الخطر ولهذه النهضة ألا تنهض، كأنه كُتب لكل الذين يحاولون النهوض أن يتعثروا قبل أن يصلوا، أن يتحاصروا من الجهات الست بغاية قتل الحياة في مهدها قبل أن تصبح نسيما تستفيق الامة كل صباح على نغمات موسيقاه.

كأنه كُتب لهذه الأمة ولهذه النهضة أن تعيشا على التذكار وإحياء المناسبات والاعتذار عن أخذ الدروس والعِبَر، فهما يعرفا جيدا إحياء مراسم مآتم الشهداء، ويعرفا قوانين التكريم ويجيدا استعمال كلمات التبجيل والتفخيم وكتابة قصائد الرثاء والافتخار.

كأننا خُلقنا لإحياء المناسبات والتذكار.

في تاريخ هذه النهضة قائمة من أسماء الشهداء الذين جابهوا الانحراف والتغريد خارج سرب النهضة، ولم يخافوا لأنهم ظنوا أن الأخلاق القومية الاجتماعية تمنعوا الغدر بالرفقاء وأولاد الوطن، وتمنعوا الاعتداء على أصحاب الرأي المخالف، كانوا يعتقدون أن الايمان بالقومية الاجتماعية يحمي ظهورهم من خناجر القتل، و ما كانوا يعلمون أن الوصول الى السلطة أقوى من فعل الأخلاق في النفس.

لم يكن يدري الشهيد وسيم زين الدين أن النزعة الفردية التي استوطنت نفوس الجبناء الذين بنوا لهم صفوفا من الضعفاء ستغلب اليقظة وستقهر طريق التقدم نحو سعادة.

مشى في طريق التقدم نحو سعادة مراهنا على ما فعلته القضية السورية القومية الاجتماعية في نفوس القوميين الاجتماعيين، وعلى صوت الرعد الذي سيفرز ألوان قوس قزح ويسافر كل لون الى عالمه الخاص به، ولم يكن يعلم أن ترابط الألوان المُبشّرة بالخراب أقوى من صوت الرعد وأن الخيط الرابط بين النفس والمصلحة أقوى من جسر التقدم نحو النهضة .

قرأ الشهيد وسيم زين الدين المقالة التي كتب الزعيم عنوانها ولم يكتب تفاصيلها حين عودته الى الوطن، وأراد العمل بمضمونها، ونسي أو تناسى أن سعادة استشهد لأنه عمل بمضمون الرسالة التي لم يكتبها، وأن مصيره الاستشهاد لأنه يوجد ورثة لمن أعدم سعادة في كل المطارح والأماكن.

في ذكرى استشهاد الرفيق أبو واجب نحاول الخروج من معمعة الأقاويل وإبداء الرأي والرأي المخالف الى صومعة لا أثر فيها سوى للصمت ونسيم الصبح وحرارة الضوء وفخامة الصخر وصفاء السماء وننظر الى الحزب الذي استشهد من أجله الشهيد وسيم زين الدين وغيره من الشهداء.

أصبح الحزب أحزابا وجماعات وفصائل وسرايا، أصبح الحزب فئات تزعم كل فئة بأنها الفئة الناجية، أصبح الحزب شرايين فارغة مقطوع التواصل بينها، يحاول بعضها التزود بما بقي من فعل للنهضة في نفوس القوميين ونفوس المواطنين لضخ الحياة في القلب الذي يحتضر على مهل.

إذا كانت شهادة وسيم زين الدين ومن سبقه ومن استشهد بعده في طريق قيامة النهضة لم تُخلّص الحزب من أدران المتآمرين عليه، فهل هذا يعني أننا بحاجة الى شهادة سعادة مرة ثانية كي يستيقظ في القوميين وفي الامة شعور المسؤولية بعظمة الانتماء الى نهضة القيم والأخلاق أو أننا بحاجة الى سعاده بيننا كي نهتدي الى طريق بعث النهضة.

نحن لسنا أوفياء لدماء الشهداء، ولسنا أوفياء لعرق القوميين الذين ناضلوا ويناضلون من أجل بعث النهضة، فالوفاء يقتضي العمل بأخلاق الشهداء وأخلاق الشهداء لا تقبل أن يكون حزب سعادة فصائل وجماعات وسرايا وتنظيمات ملحقة بأحزاب ودول، وجماعات تفتش عن مواقع ومنصات.

بداية طريق بعث النهضة الاعتراف بأننا لم نعد من أبناء النهضة الفاعلين في المجتمع، وأننا نعيش على ضفاف الغرق في وحل البُرك الشتوية.

علينا الاعتراف بأن الطاووسية لا تُنجب نسورا، وأن إرضاء النفوس بالفُتات لا يبني صروحا من البطولات، علينا أن نعترف بأننا كنا وما زلنا حزبا جسده أقوى وأكبر من كل الرؤوس التي تعاقبت على قيادته، أننا بحاجة الى تنظيم الدورة الدموية السعادية النهضوية الدورة الواحدة الضامنة للتفاعل بين جميع الأعضاء على نية بناء الجسد الواحد وليس على حساب ورم الرأس الذي قادنا الى نحول في الجسد.

علينا نحن أبناء سعادة أن نسأل لماذا حتى اللحظة لم تتحقق مقولة "أن شهداءنا هم طليعة انتصاراتنا "، وقد قدم حزبنا آلاف الشهداء منذ استشهاد سعيد العاص الى آخر الشهداء الشهيد وسام سليم. لماذا لم تُشق وقفات العز التي صنعها أبناء النهضة في اللحظات المصيرية التي مرّت على الأمة الطريق للنهضة كي تكون حركة المجتمع الأساسية.

استشهد أبو واجب على طريق تقدم الحزب نحو سعادة، فما الذي يجب أن نفعله اليوم كي يتقدم الحزب بفعل النهضة نحو المجتمع؟

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»