اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يشهد الكوكب تغييرات مناخية غير مسبوقة، تتمثل في ارتفاع درجات الحرارة، وازدياد الرطوبة، وتغيرات في أنماط هطل الأمطار، وغيرها من الظواهر المناخية المتطرفة. بينما تتصدر التأثيرات البيئية في النظم البيئية والموارد الطبيعية عناوين الأخبار، غالباً ما يتم تجاهل التأثير الخظر لتغير المناخ في صحتنا، وخاصة صحة الدماغ.

وقد كشفت دراسة علمية أن بعض ظواهر تغير المناخ، مثل ارتفاع الحرارة أو الرطوبة، قد تزيد من مخاطر بعض أمراض المخ، مثل السكتات الدماغية والالتهاب السحائي والصرع وألزهايمر والشلل الرعاش (باركنسون). ومن المعروف أن المخ مسؤول عن معالجة التحديات البيئية التي يواجهها الإنسان، مثل ارتفاع الحرارة والرطوبة، عن طريق زيادة العرق على سبيل المثال، أو توجيه الإنسان للتحرك بعيدا عن الشمس والبقاء في الظل، كما أن مليارات الخلايا العصبية داخل المخ تؤدي وظيفتها بشكل أفضل في درجات الحرارة المعتدلة، وهي مجهزة للتفاعل معا في إطار نطاق محدود من درجات الحرارة.

وحسب الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية "ذا لانسيت نيورولوجي"، المعنية بالأبحاث الطبية الخاصة بالجهاز العصبي، عندما تتغير الأحوال المناخية نحو ظروف غير معتادة، مثل الارتفاع الحاد في الحرارة أو الرطوبة بسبب تغير المناخ، يكافح المخ للحفاظ على درجة حرارة الجسم ويبدأ في الاختلال. وتؤكد الدراسة أن التغيرات الحادة في درجة الحرارة في غير مواسمها، وتباين الحرارة بشكل غير معتاد على مدار اليوم وبعض أحوال الطقس الشديدة، مثل موجات الحر أو العواصف والفيضانات، تزيد من خطورة أمراض الجهاز العصبي، وقد تتفاقم هذه الأعراض بسبب ظروف بيئية معينة مثل نقص المساحات الخضراء.

وتشير الدراسة التي أوردها الموقع الإلكتروني "ميديكال إكسبريس" المتخصص في الأبحاث الطبية إلى أنه يتعين وضع أنظمة تحذير محلية من مغبة التباينات الحادة في درجات الحرارة وتأثيرها في الجهاز العصبي، والعمل على توعية المرضى ومسؤولي الرعاية الصحية من مخاطر تغير المناخ على حالاتهم المرضية.

ويرجح الباحثون استمرار تفاقم هذه المشكلة في ظل عدم معالجة مشكلة تغير المناخ، والاستمرار في عدم الالتفات الى المخاطر التي تتعرض لها صحة الإنسان جراء هذه النوعية من المشكلات. وفي ضوء هذه المخاطر، من الضروري اتخاذ إجراءات على المستويين الفردي والمجتمعي للحد من مخاطر تغير المناخ على صحة الدماغ. على المستوى الفردي، يمكننا:

- البقاء رطبًا: شرب كميات كافية من المياه خاصة في الطقس الحار.

- تقليل التعرض للحر: ارتداء ملابس خفيفة واقية من الشمس، وتجنب الأنشطة الخارجية في أوقات ذروة الحرارة.

- تحسين جودة الهواء الداخلي: استخدام أجهزة تنقية الهواء والمحافظة على نظافة المنزل.

-على المستوى المجتمعي: مطلوب اتخاذ إجراءات جادة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، ودعم الاستخدام المستدام للطاقة، وتحسين البنية التحتية الخضراء في المدن.

كما وأنّ للتأثيرات الصحية لتغير المناخ على صحة الدماغ تداعيات اجتماعية واقتصادية بعيدة المدى. فزيادة الإصابة بأمراض الدماغ ستؤدي إلى زيادة الطلب على الرعاية الصحية، مما يضع ضغطًا على الموارد المالية للمجتمعات والأفراد. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي ضعف الإدراك الناتج من أمراض الدماغ إلى انخفاض الإنتاجية وانخفاض القدرة على العمل.

الأكثر قراءة

المعركة بين محور المقاومة و«اسرائيل» مفتوحة وبلا خطوط حمراء اسبوع مفصلي لنتنياهو في واشنطن مصدر ديبلوماسي: لبنان فوّت فرصته!