اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ 234 للحرب الإسرائيلية على غزة تواصلت جهود الفرق الطبية والدفاع المدني إثر مجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال ، حيث قصفت مخيما للنازحين قرب مقر لوكالة الأونروا غربي رفح، مما أدى إلى استشهاد 35 فلسطينيا على الأقل، بينهم أطفال ونساء.

ووقعت المجزرة -التي وصفها ناشطون فلسطينيون بـ «محرقة الخيام»- في منطقة كان جيش الاحتلال قد صنفها ضمن «المناطق الآمنة».

ونددت الرئاسة الفلسطينية والقوى الوطنية بالمجزرة، كما خرجت مسيرات غاضبة في مناطق بالضفة الغربية وطالبت بوقف الإبادة في غزة، فيما اكتفى الاتحاد الاوروبي بالتهديد بفرض عقوبات على «اسرائيل».

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن جنديا مصريا قتل وأصيب آخرون في تبادل إطلاق نار مع الجيش الإسرائيلي عند معبر رفح، حيث ياتي هذا الحادث في ذروة التوتر مع مصر، وقد يكون له عواقب سياسية مهمة.

فقد أكّد الجيش المصري، استشهاد أحد جنوده بعد إطلاق نار وقع مع «جيش» الاحتلال الإسرائيلي، في منطقة الشريط الحدودي مع رفح، وقال المتحدث العسكري باسم الجيش المصري إنّ القوات المسلحة تُجري تحقيقاً، بواسطة الجهات المتخصصة، بشأن حادث إطلاق النيران في منطقة الشريط الحدودي في رفح، الأمر الذي أدى إلى استشهاد أحد العناصر المكلفة تأمينه. 

وفي وقتٍ سابق، أفادت القناة الـ «13» الإسرائيلية بوقوع حادث «استثنائي جداً» بين «الجيش» الإسرائيلي والجيش المصري، عند الحدود في منطقة معبر رفح، مضيفةً أن «الحادث يأتي في ذروة التوتر مع مصر، وقد تكون له عواقب سياسية مهمة». 

من جهتها، قالت القناة الـ «14» الإسرائيلية إن جنوداً مصريين أطلقوا النار، من تلقاء أنفسهم، على جنود إسرائيليين داخل معبر رفح.

وكانت قالت هيئة البث الإسرائيلية إن جنديا مصريا قتل خلال تبادل لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وجنود مصريين عند معبر رفح.من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إن حادث إطلاق نار وقع قبل ساعات على الحدود مع مصر، وإن الأمر قيد التحقيق، وأوضح أنه يجري اتصالات مع القاهرة بهذا الشأن. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر قولها إن الجانب المصري هو من بدأ إطلاق النار.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن قوات «الجيش» الإسرائيلي ردّت بإطلاق النار، فاستُشهد جنديان مصريان في الاشتباك. كذلك، نقل أنّ اتفاقاً تمّ على تشكيل لجنة تحقيق في الحادثة، التي وقعت بين الجيش المصري و»الجيش» الإسرائيلي في معبر رفح.

يُذكر أنّ الحادث يأتي بعد توتر بين مصر وكيان الاحتلال، في أعقاب التوغل الإسرائيلي الأخير والمستمر في رفح، جنوبي قطاع غزة، وبعد مقتل رجل أعمال إسرائيلي في مدينة الإسكندرية المصرية، مطلع أيّار الجاري.

نتانياهو

وبالعودة الى ردود الفعل على مجزرة رفح ،قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن استهداف المقاتلات الإسرائيلية لخيام النازحين في رفح ، والذي أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، «كان خطأ كارثيا».

وفي خطاب بالكنيست، زعم نتنياهو أن يحيى السنوار، رئيس حركة حماس في قطاع غزة «يطالب إسرائيل بشروط استسلامية تشكل خطرا على وجودها». وأردف: «لست مستعدا لإنهاء الحرب قبل تحقيق كل أهدافها ولن أرفع علم الاستسلام، وسنواصل القتال... يجب توجيه الضغط على حماس ونحن نفعل ذلك ونقاتل بقوة».

وتابع نتنياهو «أسمع أصواتا تنكر القدرة على تحقيق النصر وأقول لها إن الهدف هزيمة حماس وإعادة المختطفين... التقيت عائلات المختطفين هذا الصباح ووعدتهم أنني لن أدخر جهدا من أجل إعادة ذويهم إلى بيوتهم». وقال نتنياهو أن «خطأ كارثيا» وقع في رفح، في إشارة منه إلى قصف مقاتلات إسرائيلية خيام النازحين ليلة الأحد وأكد «نجري تحقيقا فيه».

وهاجمت أقارب الأسرى نتنياهو خلال الخطاب مطالبين إياه بصفقة تبادل مع حماس «الآن» ـ ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي عليهم قائلا: «منذ نهاية ديسمبر وصلتني 5 مطالبات من طاقم المفاوضات لتوسيع صلاحياته ووافقت عليها».

لبيد

من جهته راى زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، ان رئيس الحكومة نتنياهو مسؤول عن أكبر إخفاق للشعب اليهودي منذ المحرقة، معتبرا انه فشل في أداء مهمته وهذه الحكومة غير شرعية، سائلا نتانياهو «لماذا ما زلت رئيسا للحكومة وأنت مسؤول عن أكبر إخفاق في تاريخنا؟، متابعا «أنت غير مؤهل لتبقى رئيسا للحكومة، ووزراء حكومتك يسرقون المال العام ويسببون المشاكل ويدمرون مستقبل أبنائنا».

وكان أظهر استطلاع أجرته هيئة البث الإسرائيلية أن «70% من الإسرائيليين يرغبون في إزاحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والتعجيل بإجراء انتخابات».

وفي السياق ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» الأميركية أنّ «إسرائيل» التي تتعرض لضغطٍ متزايد من قبل محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، تحتاج الآن أكثر من أي وقت مضى لـ «قيادة مسؤولة ورصينة لا يرغب رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو، في توفيرها ولا يستطيع ذلك».

 وأشارت الصحيفة إلى أنّ إجراءات المحاكم تُعتبر ضربة لـ «إسرائيل»، مؤكدةً أنّ الضغط الدولي بشأن الكارثة الإنسانية في غزة يسلط الضوء على مدى «صعوبة دعم نتنياهو واليمين الذي يعتمد عليه في الحفاظ على تماسك ائتلافه الحاكم، حتى بالنسبة للحلفاء».

ميدانيا أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أنّ  الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 7 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها إلى المستشفيات 66 شهيداً و 383 إصابة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وأكدت الوزارة أن عدد الشهداء في مجزرة مخيم النازحين في رفح وصل إلى 45 شهيداً، بينهم  23 شهيداً من النساء والأطفال وكبار السن، بالإضافة إلى 249 جريحاً.

وأكدت وزارة الصحة أن عدداً من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

ولفتت الوزارة إلى ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي، في يومه الـ 234، إلى 36050 شهيداً  و81026 إصابة، منذ السابع من تشرين الأول 2023.

وكانت معلومات صحافية من غزة قد أفادت، بأنه لا أعداد نهائية لشهداء مجزرة رفح بسبب فقدان البعض نتيجة قوة الانفجارات، إلى جانب إصابات الجرحى الخطيرة جداً في ظل انهيار النظام الصحي في القطاع. 

وتابعت أن المستشفيات في رفح منهارة تماماً، والاعتماد الآن على المستشفيات الميدانية التي لا يمكن أن تؤدي الخدمات الطبية المطلوبة للجرحى.وأكدت أنّ  شهداء مجزرة رفح بمعظمهم من سكان مدينة غزة وشمالي قطاع غزة، ونزحوا إلى المنطقة التي استهدفها الاحتلال.

المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، أكد  أنّ الواقع الصحي في غزة صعب جداً، وأنّ إمكانات الدفاع المدني المتوفرة لا يمكنها تلبية الحاجات، مشيراً إلى أنه تم تدمير نحو 70 إلى 80% من مقدّرات الدفاع المدني بفعل القصف الإسرائيلي.

وشدّد بصل على أنّ الاحتلال يقوم بعمليات قتل ممنهجة، مؤكداً أنه لم تعد هناك منطقة صالحة للحياة في قطاع غزة.

في غضون ذلك تواصل المقاومة الفلسطينية ملحمة «طوفان الأقصى» لليوم 234، تصدياً للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتنفذ عملياتٍ وكمائن نوعية مستهدفةً قوات الاحتلال عند  محاور القتال كافة.

وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، دك قوات الاحتلال المتقدمة شرقي مخيم المغازي وسط القطاع بقذائف الهاون.

من جانبها، عرضت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مشاهد من استهداف قوة إسرائيلية متحصنة في مبنى شرقي مخيم جباليا.

بدورها، أعلنت كتائب المجاهدين استهداف دبابة إسرائيلية بقذيفة «RPG» في محور تقدم مخيم جباليا، وأصابوها بشكل مباشر.

وفي معسكر جباليا أيضاً، عرضت كتائب شهداء الأقصى مشاهد من عملية قنص جندي إسرائيلي.

وخاضت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى اشتباكات عنيفة بالأسلحة المتنوعة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما استهدفت قوة متحصنة في أحد المباني محيط حي القصاصيب شمال قطاع غزة.

وأقرّت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ «الجيش» الإسرائيلي قلّص قواته في العملية شرقي رفح، مشيرةً إلى أنّ لواء «غفعاتي» خرج من المدينة، على وقع عمليات المقاومة في الشمال والجنوب.

وفي السياق، أكدت كتائب القسّام استهدافها: 5 دبابات وجرّافتين عسكريتين وناقلة جند إسرائيلية، بقذائف «الياسين 105» و»تاندوم» وعبوات «شواظ» و»العمل الفدائي»، وذلك في منطقة «بلوك 2» وشارع الداخلية بمخيم جباليا شمالي القطاع. واستهدفت القسّام قوات الاحتلال في حي القصاصيب في المخيم نفسه، بقذائف «الهاون» من العيار الثقيل.

وأكدت أنّ مجاهديها استهدفوا  دبابة «ميركافا 4» إسرائيلية، بقذيفة «الياسين 105» محلية الصنع، في مشروع بيت لاهيا شمالي القطاع. ونشرت سرايا القدس من جهتها، مشاهد توثّق استهدافها تجمّعاً لآليات «جيش» الاحتلال، بعددٍ من عبوات «أبابيل» المقذوفة، شرقي مخيم جباليا.

كذلك، أعلنت كتائب شهداء الأقصى أنّ مقاتليها دكّوا، بوابل من قذائف «الهاون» من عيار (60)، تجمّعاً لجنود وآليات الاحتلال في حي القصاصيب في مخيم جباليا شمالي القطاع.

الأونروا

في المواقف السياسية قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن التقارير الواردة عن شن هجمات على عائلات تسعى لملاذ آمن في رفح بالطرف الجنوبي من قطاع غزة «مروعة»، في إشارة إلى «محرقة الخيام» التي راح ضحيتها أمس عشرات النازحين الفلسطينيين بين شهيد وجريح.وكتبت الأونروا على منصة إكس «المعلومات الواردة من رفح حول شن المزيد من الهجمات على العائلات التي تسعى للمأوى مروعة». وأضافت «هناك تقارير عن سقوط عدد كبير من الضحايا منهم أطفال ونساء، بين القتلى. غزة جحيم على الأرض. والصور التي التقطت الليلة الماضية هي شهادة أخرى على ذلك».

الاتحاد الأوروبي

من جهتهم هدّد وزراء خارجية دول في الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على «إسرائيل» في حال «مواصلتها انتهاك القانون الدولي والإنساني».

وفي تصريح قبيل اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الـ 27 في بروكسل، قالت وزيرة خارجية سلوفينيا تانيا فايون: «إذا استمرت الانتهاكات الإسرائيلية، فعلينا كاتحاد أوروبي اتخاذ رد موحد حاسم، بما في ذلك فرض عقوبات».

الأكثر قراءة

لبنان «ساحة» والسفيرة الاميركية: انتخبوا رئيسا قبل 15 ايلول والا الانتظار؟ «هدهد 3» ترصد قاعدة «رامات دافيد» وارباك في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية هل تصدر الحكومة دفعة من التعيينات؟ ابو حبيب الى سوريا؟