اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ235 من الحرب الإسرائيلية على غزة، واصلت قوات الاحتلال قصفها مناطق عديدة، في حين أفادت وزارة الصحة بغزة ولجنة الطوارئ في رفح بارتكاب الاحتلال مجزرة جديدة ضد نازحين في مواصي رفح، راح ضحيتها أكثر من 20 شهيدا وعشرات الجرحى، بعد يوم من «مجزرة الخيام» في المدينة.

وأفادت المعلومات عن استشهاد وإصابة العشرات جراء القصف الإسرائيلي على رفح، في حين استشهد آخرون بقصف على جباليا ومحيط مستشفى كمال عدوان.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونرو) ا إن نحو مليون شخص فروا من مدينة رفح خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.

من جهتها، قالت كتائب القسام إن مقاتليها فجّروا منزلا مفخخا بقوة إسرائيلية في جنوب مدينة رفح وأوقعوا أفرادها «بين قتيل وجريح»، فيما أعلنت سرايا القدس أنها قصفت بقذائف هاون عيار «60» جنود وآليات الاحتلال المتوغلة في محيط بوابة صلاح الدين جنوب رفح.

وفي وقت أعلنت فيه إسبانيا وأيرلندا والنرويج رسميا اعترافها بدولة فلسطينية مستقلة، بينما تبحث دول أوروبية أخرى اتخاذ خطوة مماثلة، كشف النقاب عن مساع مصرية لتفعيل صفقة التبادل وسط استعداد إسرائيلي لبحث هدوء مستدام بغزة.

فقد استشهد 20 فلسطينيا وأصيب آخرون في مجزرة جديدة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصفه مخيما للنازحين بمنطقة المواصي بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وقالت لجنة الطوارئ في رفح في بيان إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة حرب وإبادة جماعية جديدة استهدفت خيام النازحين في المناطق الآمنة، في المواصي غرب مدينة رفح.واعتبرت اللجنة أن ما جرى جريمة حرب إبادة جماعية جديدة تضاف إلى سجله «الإرهابي النازي»، حيث ضرب بسلوكه كافة القرارات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية.

ودعت لجنة الطوارئ الدول والمؤسسات الدولية والأممية إلى وقف حرب الإبادة الجماعية فورا على قطاع غزة وحماية المدنيين والنازحين، كما دعت الشعوب العربية والإسلامية للتحرك الجماهيري الحاشد، في كافة العواصم والدول والميادين، تنديدا بجرائم الإبادة الجماعية ووقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

بدورهم، قال شهود عيان إنه سقط شهداء ومصابون بقصف إسرائيلي استهدف خياما للنازحين في منطقة المواصي الساحلية غرب رفح، مؤكدين انتشال عدد كبير من الإصابات والجثامين من موقع القصف، فيما عُثر على أشلاء بشرية متناثرة. وسبق أن حدد الجيش الإسرائيلي منطقة المواصي على أنها «آمنة» ولم يطلب من النازحين إخلاءها. وحسب مصادر محلية فلسطينية، فإن الخيام المستهدفة تقع على بعد نحو 100 متر من المستشفى الميداني الأميركي غرب رفح.

استهداف خيام لنازحين

وهذا هو ثالث استهداف لخيام النازحين في المدينة خلال 48 ساعة، حيث استشهد 45 فلسطينيا وأصيب عشرات أغلبهم أطفال ونساء، في قصف إسرائيلي استهدف خيام نازحين في منطقة تل السلطان، رغم أنها كانت ضمن المناطق التي زعم الجيش الإسرائيلي أنها آمنة ويمكن النزوح إليها.

ورغم موجة الاستياء العارمة التي سببها استهداف تل أبيب خيام النازحين، إلا أن الجيش الإسرائيلي جدد استهدافه للمنطقة نفسها ، ما أسفر عن استشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين.

بدوره زعم المتحدث الإسرائيلي أن الجيش كان يستهدف مقاوما فلسطينيا برفح، لكن الهجمة أودت عن «غير قصد» بحياة فلسطينيين كانوا بالمنطقة، مضيفا أنه لم يتضح بعد سبب الحريق الذي أودى بحياة المدنيين والتحقيق مستمر.

على الصعيد السياسي، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن قادة 3 أحزاب معارضة سيجتمعون ، لبحث خطط الإطاحة بحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وذكرت الهيئة الرسمية أن الاجتماع سيضم يائير لبيد زعيم المعارضة رئيس حزب هناك مستقبل  ( 24 مقعدا من أصل 120 في الكنيست)، وأفيغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا وزير الدفاع الأسبق (6 مقاعد)، وجدعون ساعر زعيم حزب اليمين الرسمي وزير العدل الأسبق (4 مقاعد).

بدوره، قال لبيد في منشور عبر منصة إكس «فقد نتنياهو السيطرة، وشعب إسرائيل يستحق أكثر، نستحق حكومة جادة وعاقلة تعتني بمشاكلنا، ونستحق رئيس وزراء غير متعب، وغير منهك، وغير مذنب بارتكاب الكثير من الكوارث”.

من جانبها، قالت صحيفة إسرائيل اليوم إن لبيد وليبرمان وساعر، سيحاولون ضم غانتس إليهم، ودفعه لمغادرة الحكومة حتى قبل نهاية المهلة التي حددها لنتنياهو.

نتنياهو وغالانت

وتتزامن خطط المعارضة مع تدهور العلاقات بين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، وفق هيئة البث التي أكدت أن العلاقة بين الطرفين تشهد قطيعة منذ أسبوعين.وأوضحت أن نتنياهو وغالانت لم يجريا حديثا منذ المؤتمر الصحفي الذي عقده غالانت، وهاجم فيه سياسية نتنياهو بسبب رفضه إجراء نقاش حول «اليوم التالي للحرب» ولمن ستسلم إدارة قطاع غزة.وكان نتنياهو قد انتقد غالانت، وقال إن «الحديث عن اليوم التالي في غزة يجب أن يتم فقط بعد القضاء على حركة حماس عسكريا وليس قبل ذلك”.

كما هاجم وزراء في الحكومة الإسرائيلية غالانت بسبب موقفه الذي أعلنه في المؤتمر الصحفي، ودعا وزيرُ الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى إقالته من منصبه.

مظاهرات اسرائيبلية

هذا وانطلقت امس قافلة من المتظاهرين الإسرائيليين الذين يسيرون بسياراتهم على الطرق السريعة ببطء، للتعبير عن غضبهم من الائتلاف الحاكم اليميني المحافظ الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.وأوضح منظمو الاحتجاجات أن السيارات تسير على الطرق السريعة في البلاد بأقل سرعة مسموح بها، وهي 55 كيلومترا في الساعة، عن قصد.

ويطالب المشاركون، تحت شعار «حملة إعادة التفويض إلى الشعب»، بإجراء انتخابات جديدة.

على صعيد آخر تواصل مصر مساعيها لإعادة تفعيل اتفاق الهدنة بالتنسيق مع قطر وأميركا، في حين نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مصدرين مطلعين أن المقترح الإسرائيلي الجديد تضمن الاستعداد لمناقشة مطلب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالهدوء المستدام بقطاع غزة. وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن تل أبيب سلمت الوسطاء المصريين والقطريين اقتراحها لتجديد مفاوضات تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار في غزة.

ونقلت قناة القاهرة الإخبارية المصرية، عن مسؤول كبير قوله إن وفدا أمنيا مصريا يكثف من جهوده «لإعادة تفعيل اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة”. وأكد المصدر أن القاهرة لن تتعامل إلا مع الأطراف الفلسطينية والدولية في معبر رفح مع قطاع غزة، ولن تعتمد التنسيق مع الجانب الإسرائيلي. كما أشار إلى أن مصر «أبلغت كافة الأطراف المعنية بأن إصرار إسرائيل على ارتكاب المذابح والتصعيد في رفح الفلسطينية يضعف مسارات التفاوض ويؤدي لعواقب وخيمة”.

وفي السياق ذاته، قال موقع أكسيوس الأميركي إن «إسرائيل» سلّمت قطر ومصر والولايات المتحدة اقتراحا مكتوبا ومحدثا رسميا لاتفاق محتمل لإطلاق سراح المحتجزين في غزة قد يؤدي إلى وقف مؤقت لإطلاق النار، وفقا لمصدرين على دراية بالمفاوضات. ونقلت أكسيوس عن أحد هذين الصمدرين أن الاقتراح المكتوب يتضمن تفاصيل جيدة بشأن المبادئ العامة التي قدمها مدير الموساد ديفيد برنيع خلال الاجتماع الذي عقد في باريس يوم الجمعة الماضي.

وقال المصدر إن الاقتراح الإسرائيلي المحدث يتضمن «الاستعداد للتحلي بالمرونة» في ما يتعلق بعدد المحتجزين الأحياء الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الإنسانية الأولى من الصفقة، فضلا عن الاستعداد لمناقشة مطلب حماس بـ «الهدوء المستدام» في قطاع غزة. وقال مصدر مطلع على المفاوضات» هناك مبادرة جديدة وهي جادة”.

من جهتها، قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن تل أبيب سلمت الوسطاء المصريين والقطريين اقتراحها لتجديد مفاوضات تبادل الأسرى مع حماس، ووقف إطلاق النار في غزة. وأضافت الهيئة أنه من المنتظر أن تستأنف المحادثات الأسبوع المقبل في العاصمة القطرية الدوحة. ونقلت الهيئة عن أطراف أجنبية مشاركة في المفاوضات لم تسمها، قولها إن توسع الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في رفح (جنوب القطاع) سيجعل المحادثات صعبة.

حماس

وامس قالت حركة حماس إن استمرارالاحتلال الإسرائيلي في استهداف خيام النازحين وارتكابه مجزرة جديدة بمواصي رفح «يضع العالم أجمع أمام استحقاق المسؤولية القانونية والأخلاقية للوقوف في وجه هذه السياسة الإجرامية وحالة الهيجان والتعطش للقتل والدماء”.

طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات فورية لوقف الهجوم الإسرائيلي على رفح جنوبي قطاع غزة، ودعته لتحمل مسؤوليته إزاء تجاهل تل أبيب أمر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان على المدينة.وقالت الحركة، في بيان «نطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن باتخاذ إجراءات عملية وفورية لوقف العدوان الإسرائيلي والاجتياح المتصاعد ضد مدينة رفح التي تتعرض لقصف صهيوني همجي عشوائي يطال البيوت وخيام النازحين في مختلف أنحاء المدينة”. وأكدت الحركة أن مجلس الأمن مطالب بالوقوف عند مسؤولياته القانونية والأخلاقية أمام تجاهل إسرائيل لقرار محكمة العدل الدولية الذي أمر بوقف العدوان فورا عن المدينة، ودفعها بمزيد من الألوية العسكرية فيها، الأمر الذي ينذر بوقوع مجازر ضد المدينة الصغيرة والمكتظة بالنازحين.

ميدانيا اعلنت مصادر اعلامية إن الطواقم الطبية والمرضى والجرحى محاصرون بفعل القصف المكثف داخل عيادة تل السلطان الحكومية والمستشفى الميداني الإندونيسي المجاور لها غربي مدينة رفح.كما أفيد عن نزوح عشرات العائلات، وقال إن سيارات الإسعاف تواجه صعوبات كبيرة لإغاثة المصابين المحاصرين داخل المنازل التي أصابها القصف في المنطقة الغربية من رفح.ونشر ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر نزوح عائلات من رفح نحو مدينة خان يونس القريبة.ووفقا للأمم المتحدة، فإن عدد النازحين من رفح ارتفع إلى نحو مليون شخص خلال 3 أسابيع.

وفي شمالي قطاع غزة، أفيد عن استشهاد وإصابة العشرات في قصف إسرائيلي بطائرات مسيّرة في أثناء محاولة نازحين العودة إلى الفالوجة غرب مخيم جباليا.كما أفيد المراسل باستشهاد 6 وإصابة آخرين -بينهم طبيب- إثر إطلاق الاحتلال النار اليوم في محيط مستشفى كمال عدوان ببيت لاهيا.

وفي مدينة غزة، تعرضت أطراف حي الزيتون للقصف، كما أفيد عن استشهاد عدد من أفراد عائلة الغصين وفقدان آخرين جراء غارات استهدفت منزل العائلة بمنطقة بني عامر في حي الدرج.

وبالقرب من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، استهدفت قوات الاحتلال سيارة مدنية قريبا من شاطئ غزة، مما أسفر عن سقوط جريحين، حسب شهود عيان، كما قصفت المدفعية الإسرائيلية شرق مخيم المغازي.

وفي مخيم البريج وسط القطاع أيضا، قصفت طائرات الاحتلال منزلا يعود لعائلة عصام عقل، مما أسفر عن استشهاده رفقة نجله وإصابة عدد من أفراد أسرته وتدمير المنزل بشكل كامل.

هذا واعلنت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة الشهداء منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة ارتفعت إلى 36 ألفا و96 شهيدا، إضافة إلى 81 ألفا و136 مصابا.

معارك غزة

‏الى ذلك، تواصل المقاومة الفلسطينية تكبيد قوات الاحتلال المتوغلة في قطاع غزة خسائر كبيرة، وذلك بتنفيذها عملياتٍ استهدفت جنوده وآلياته، خصوصاً شمالي القطاع، لليوم الـ 235 من ملحمة «طوفان الأقصى» المستمرة، و «جيش» الاحتلال يقرّ بإصاباتٍ في صفوف جنوده.

كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، أعلنت في بيانٍ مقتضب، تمكّن مجاهديها من تفجير منزلٍ مفخخٍ مسبقاً في قوةٍ إسرائيلية خاصة في مخيم الشعوت جنوبي مدينة رفح، مؤكّدةً إيقاع أفرادها بين قتيلٍ وجريح.وتبنّت كتائب القسّام استهداف دبابة «ميركافا» وسط مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، ودك تحشدات الاحتلال بقذائف الهاون في محاور القتال الشمالية. ونشرت «القسّام» مقطع فيديو يُظهر مجاهديها وهم يدكون مباني يتحصن داخلها جنود الاحتلال، كما نادى أحد المجاهدين متوجهاً إلى جنود الاحتلال بالقول إنّ «جباليا حرام عليكم”.

وعرضت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مشاهد من حمم «الهاون» التي دكت بها آليات  الاحتلال وجنوده في محور التقدم شرقي مخيم جباليا. وأكدت سرايا القدس قصفها بالاشتراك مع مجاهدي القسام بقذائف الهاون النظامي جنود وآليات العدو شمالي جباليا. وعرضت سرايا القدس مشاهد من قصفها تموضعاً لجنود الاحتلال الإسرائيلي في محيط مستشفى الصداقة التركي.

من جانبها، دكت كتائب المجاهدين قوات الاحتلال المتمركزة في محور «نتساريم»، جنوب مدينة غزة، بصواريخ قصيرة المدى.كما استهدف مجاهدوها موقع كتيبة «أميتاي» الإسرائيلي شرقي رفح برشقة صاروخية.

كما أعلنت كتائب شهداء الأقصى أيضاً قصفها القوات الإسرائيلية المتمركزة على محور «نتساريم» برشقة صاروخية قصيرة المدى، على دفعتين خلال يوم واحد.

من جهتها قالت «المقاومة الإسلامية في العراق» إنها قصف بـ3 مسيرات أهدافا عسكرية في مدينة إيلات، فيما بثت منصات إسرائيلية عبر تليغرام مشاهد تظهر لحظة محاولة الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعتراض مسيرات في سماء المدينة.

واشنطن

دعا البيت الأبيض «إسرائيل» إلى اتخاذ الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين الفلسطينيين، وذلك بعد يوم من المجزرة التي استهدفت نازحين في رفح بجنوب قطاع غزة وأثارت تنديدا دوليا واسعا ومطالبات بمحاسبة تل أبيب. وفي بيان أصدره ، وصف البيت الأبيض الصورة التي أعقبت الغارة الإسرائيلية على مخيم للنازحين في رفح بالمروعة. وتحدث البيان عن تواصل مع الجيش الإسرائيلي ومن وصفهم بالشركاء على الأرض لتقييم ما حدث.

الأكثر قراءة

لبنان «ساحة» والسفيرة الاميركية: انتخبوا رئيسا قبل 15 ايلول والا الانتظار؟ «هدهد 3» ترصد قاعدة «رامات دافيد» وارباك في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية هل تصدر الحكومة دفعة من التعيينات؟ ابو حبيب الى سوريا؟