اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ236 من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أعلنت وزارة الصحة بالقطاع ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 36 ألفا و171 شهيدا، و81 ألفا و420 مصابا منذ 7 تشرين الأول الماضي.

يأتي ذلك بينما قالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية(حماس)، إن مقاتليها نفذوا عملية مركّبة باستدراج قوة إسرائيلية لكمين شرقي رفح وقتل 4 من أفرادها بعبوة رعدية وإصابة آخرين.

يأتي ذلك بينما أقر جيش الاحتلال بمقتل 3 عسكريين وإصابة 12 آخرين في معارك بقطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن العسكريين الثلاثة من كتيبة ناحال وقتلوا في انفجار عبوة ناسفة بمبنى في رفح.

في هذه الأثناء، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي أن القتال في غزة سيستمر 7 أشهر أخرى على الأقل.

سياسيا وزّعت الجزائر، على أعضاء مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يُطالب «إسرائيل» بوقف هجماتها على رفح في قطاع غزّة بأثر فوري.

ووفقاً لمصادر دبلوماسية، أعرب المندوب الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، خلال هذا الاجتماع عن إدانة الجزائر الشديدة للغارات الجوية غير المبررة التي أودت بحياة نحو 50 فلسطينياً، غالبيتهم من النساء والأطفال. وأشار ممثل الجزائر إلى أنّ هذه الاعتداءات وقعت بعد 48 ساعة فقط من صدور أمر من محكمة العدل الدولية يطلب من السلطة القائمة بالاحتلال إنهاء هجومها على رفح. وشدد على أنّ أمر محكمة العدل الدولية ملزم قانوناً، وأنّ المحتل الإسرائيلي مُلتزم بموجب ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك المادة 94/1، باحترام قرار محكمة العدل الدولية في أيّ نزاعٍ يكون طرفاً فيه. وأضاف بن جامع أنّ مجلس الأمن مُكلّف بموجب الميثاق نفسه بتقديم توصيات أو اتخاذ قرار بشأن التدابير التي يتعين اتخاذها لتنفيذ الحكم، وأنّ عليه الآن ضمان احترام الشرعية الدولية.وفي هذا السياق، دعا بن جامع أعضاء المجلس إلى تحمّل مسؤوليتهم تجاه المحتل الإسرائيلي الذي اختار الرد على محكمة العدل الدولية بسفك الدماء، مشدداً على أنّ «الاحتلال الإسرائيلي لا ينبغي أن يكون استثناء».و أضاف متسائلاً: «أخبرونا إذا كان الآباء المؤسسون للأمم المتحدة قد أعطوا استثناءً للاحتلال الإسرائيلي لاختيار ما إذا كانوا سيقبلون أحكام المحكمة أم لا».

يُشار إلى أنّ جلسة الثلاثاء تُعدّ أوّل تحركٍ لمجلس الأمن منذ الهجمات الشنيعة التي شنّتها قوات الاحتلال على خيام اللاجئين في رفح. وتصدّرت الصور المروعة للمجازر الإسرائيلية عناوين وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم، والتي نقلت مشاهد إحراق الأطفال وحتى الرضع، وإصابة النساء والرجال.

وعقد مجلس الأمن المؤلف من 15 عضواً جلسة مشاوراتٍ مُغلقة، بناءً على طلب الجزائر لبحث تطورات الأوضاع في رفح جنوبي قطاع غزّة، في ظلّ توالي المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين.

تعليقات على القرار

من جانبه، أعرب المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة فو كونغ عن أمله في طرح مشروع القرار الجزائري للتصويت في أقرب وقتٍ ممكن، «لأنّ هناك أرواحاً على المحك».

بدوره، قال المندوب الفرنسي نيكولا دو ريفيير: «لقد حان الوقت لهذا المجلس للتحرّك واعتماد قرار جديد»، مشدداً أيضاً على أنّها «مسألة حياة أو موت».

أما المندوبة الأميركية، ليندا توماس غرينفيلد، فقالت إنّها «ستطّلع على مسوّدة النص الجزائري، وسترد بعدها».

في غضون ذلك اتهم عضو مجلس الحرب غادي آيزنكوت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالفشل الذريع أمنيا واقتصاديا، ودعا إلى انتخابات مبكرة واستبدال رئيس الحكومة. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن آيزنكوت اتهامه لمن يدعي بأن «إسرائيل» «ستحل بعض الكتائب في رفح ثم تعيد المختطفين» بزراعة وهم كاذب، معتبرا أن الانتصار المطلق مجرد شعار. وذكر أن المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة موزعون على عشرات المواقع ومعزولون مع حراس يحملون أسلحة. وأكد أن الأمر سيستغرق من 3 إلى 5 سنوات لتحقيق استقرار كبير، ثم سنوات لتشكيل حكومة أخرى. واعتبر آيزنكوت -وهو رئيس أركان سابق للجيش الإسرائيلي- أن حركة حماس ليست منظمة إرهابية فحسب، بل منظمة أيديولوجية، ولو أجريت انتخابات في غزة اليوم فسوف تفوز فيها.وشدد على التيار اليميني يمس أمن الدولة، وقال إنه يجب استبدال رئيس الحكومة والذهاب إلى انتخابات في أسرع وقت.وفي أول تعليق على تصريحات آيزنكوت، قال حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن عضوي مجلس الحرب آيزنكوت وغانتس يبحثان عن الذرائع لإنهاء الحرب دون تحقيق أهدافها والاستقالة من الحكومة وسط الحرب.واتهمهما أيضا بالانخراط في سياسات وصفها الحزب بالتافهة بدلا من السعي لتحقيق النصر حسب قوله.

واشنطن

الى ذلك شدّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على أن «إسرائيل» بحاجة لوضع خطة لمرحلة ما بعد الحرب في غزة «في أسرع وقت ممكن»، بعدما اعلن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي إن «القتال ضد حماس قد يستمر حتى نهاية العام». واوضح بلينكن لصحافيين خلال زيارة إلى مولدافيا، بانه «في غياب خطة لليوم التالي، لن يكون هناك يوم تال. وهذه هي الوجهة التي يجب أن نسلكها، وما نحتاج إلى تحقيقه، في أسرع وقت ممكن». ولفت الى إنه ليس بوسعه التحقق مما إذا كانت «إسرائيل» قد استخدمت أسلحة مقدمة من واشنطن في أحدث هجماتها المميتة في رفح. وأضاف أن نوع الأسلحة المستخدمة وكيفية استخدامها سيتعين أن يكونا الغرض من تحقيق في الهجوم. على الصعيد الميداني تواصل المقاومة الفلسطينية تكبيد قوات الاحتلال الإسرائيلي خسائر فادحة عند مختلف محاور القتال في قطاع غزّة، وتجبره على الإقرار بحصيلة خسائر يومية ثقيلة في صفوف جنوده عبر عملياتها النوعية وكمائنها المحكمة، وذلك بعد أكثر من 236 يوماً على اندلاع ملحمة «طوفان الأقصى».

وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، تنفيذ مقاتليها عملية مركبة أمس الثلاثاء قرب مدرسة الشوكة شرق مدينة رفح.

وفي تفاصيل العملية، تمكّن مقاتلو كتائب القسّام من تنفيذ عملية مركبة بعد استدراج قوة إسرائيلية إلى أحد الكمائن، وذلك بعد تفجير عبوة «رعدية» بها، ما أدى إلى مقتل 4 من أفرادها وإصابة عدد آخر. وقالت القسّام: «فور وصول قوات النجدة إلى مكان الكمين قرب مدرسة الشوكة تمكَّن مقاتلونا من قنص جنديين من أفراد القوة».

وفي العملية نفسها، وخلال محاولة مقاتلي القسّام أسر أحد جنود الاحتلال، قام العدو بقتله وهبطت طائرة مروحية لنقل القتلى والمصابين خلال العملية.

وفي استهداف آخر، أوقع مقاتلو القسّام 15 من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح في تفجير عبوة «رعدية» في منطقة ملعب الفدائي في حي التنور شرقي مدينة رفح.

كذلك، استهدف مقاتلو القسّام 3 دبابات إسرائيلية من نوع «ميركافا» بقذائف «الياسين 105» قرب مفترق العبد جبر في مخيم يبنا في مدينة رفح جنوبي القطاع. وفي حي السلطان غربي رفح، استهدف القسّام جرافة إسرائيلية من نوع «D9» بقذيفة «الياسين 105» في منطقة تل زعرب. واستهدفت عدداً من جنود الاحتلال الذين تحصنوا داخل أحد المنازل بقذيفة مضادة للأفراد «TBG» في منطقة الشوكة شرقي رفح. وفي  المنطقة نفسها، قنص مقاتلو القسّام جندي إسرائيلي. كذلك، استهدفت دبابتين إسرائيليتين من نوع «ميركافا» بقذيفتي «الياسين 105» في محيط مسجد خالد بن الوليد في حي السلام شرق رفح.

من جهتها، قصفت قوات الشهيد عمر القاسم جنود وآليات الاحتلال المتوغلة في محيط مدرسة رابعة العدوية جنوب غربي مدينة رفح بقذائف الهاون.واستهدفت ثكنات لجنود الاحتلال داخل موقع أبو مطيبق العسكري شرقي المحافظة الوسطى بقذائف الهاون.

ونشرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مشاهد من إسقاط طائرة إسرائيلية من نوع «مافيك برو» والسيطرة عليها في سماء مخيم جباليا شمالي القطاع. واستهدف مقاتلو السرايا جرافة عسكرية إسرائيلية بصاروخ 107 بتوجيه مباشر جنوبي مخيم يبنا في مدينة رفح.

أمّا كتائب شهداء الأقصى، بدورها، فقد أعلنت قصف القوات الاحتلال المتموضعة في محور «نتساريم» بوابل من قذائف الهاون «عيار 120» و»عيار 60» النظامي.  كذلك، تمكن مقاتلو كتائب شهداء الأقصى من استهداف دبابة «ميركافا» بقذيفة «آر بي جي» في منطقة تل السلطان في رفح، مؤكّدة إصابة الدبابة وإيقاع إصابات محققة بين جنود الاحتلال.

وفي الوقت الذي تواصل المقاومة عملياتها في مختلف المحاور، أقرّ «جيش» الاحتلال الإسرائيلي، بمقتل 3 جنود من الكتيبة «50» لواء النخبة «ناحال» نتيجة انفجار قوة ناسفة قوية في مبنى محاصر في منطقة قتال في مدينة رفح، وإصابة 26 آخرين، بينهم 7 حالتهم حرجة، خلال المعارك مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة.وبمقتل هؤلاء، ارتفعت حصيلة قتلى «جيش» الاحتلال منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر إلى 639 قتيلاً، من بينهم 290 سقطوا منذ بداية العملية العسكرية البرية في قطاع غزّة. إضافة إلى ذلك، أُصيب 3617 جندياً، وفقاً لما سمح بنشره «الجيش».وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ «الجيش» الإسرائيلي سحب لواء «المظليين» من جباليا شمالي القطاع.وكان أفيد بأن غارات إسرائيلية جديدة استهدفت فجر اليوم محيط مخيم بدر ودوار زعرب غربي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، يأتي ذلك عقب مجزرتين ارتكبهما الاحتلال على مدى اليومين الماضيين بقصفه مخيمات للنازحين صنفت على أنها مناطق آمنة. وقد جددت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس القول إنه لا توجد أي منطقة آمنة في غزة يلجأ إليها الناس. ولم ترد أنباء عن وقوع ضحايا في القصف الجديد على رفح، لكن قصف الاحتلال أوقع شهداء وجرحى جراء استهداف منزل عائلة شتات قرب عيادة الحكومة بحي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.كما سقط 3 شهداء بينهم طفلان جراء قصف إسرائيلي لمنزل عائلة أبو جزر في منطقة معن جنوبي خان يونس.

توقف المستشفيات

وامس أفيد عن خروج جميع المستشفيات والمراكز الطبية في رفح عن الخدمة، نتيجة نقص المواد الطبية واستمرار الغارات والقصف المدفعي الإسرائيلي عليها. كما أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إخلاء مستشفى القدس الميداني التابع للجمعية من منطقة مواصي رفح إلى مواصي خان يونس. وقال الهلال الأحمر إن عملية الإخلاء تأتي نتيجة لتهديدات الاحتلال الإسرائيلي، واستمرار القصف المدفعي والجوي بمحيط المنطقة.

من جانب آخر، أعلنت منظمة المطبخ المركزي العالمي تعليق أنشطتها في رفح بعد الاجتياح والقصف الإسرائيلي لرفح. ووصفت المنظمة أوضاع المدينة بـ»المرعبة» وقالت إن الهجمات المستمرة أجبرتها على إيقاف العمل في المطبخ الرئيسي ونقل عدد من المطابخ إلى شمال القطاع.

الصحة الفلسطينية

من جهتها أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أنّ حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ارتفعت إلى 36171 شهيداً، و81420 إصابة منذ اندلاع «طوفان الأقصى» في 7 تشرين الأول 2023. وقالت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي للعدوان في اليوم الـ236 إنّ الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الـ24 الأخيرة، 6 مجازر ضد عائلات المدنيين في قطاع غزّة، وصل منها 75 شهيداً إلى المستشفيات و284 إصابة. وأشارت الوزراة إلى أنّه «لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».

وصرّح المتحدّث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف القدرة بأنّ «الاحتلال الإسرائيلي تعمّد تصفية الوجود الصحي في رفح جنوبي القطاع وشماليّه»، مضيفاً أنّه «لا توجد قُدرة صحيّة للتعامل مع المجازر المتلاحقة التي يرتكبها الاحتلال في القطاع».كما أكّد القدرة أنّ «الاحتلال الإسرائيلي يخدع العالم ولا سيما أنّه ادّعى بأنّ منطقة المواصي آمنة، ويرتكب فيها مجازر مروّعة».وطالب بـ»إدخال المستشفيات الميدانية والفرق الطبية العاجلة إلى رفح وشمال قطاع غزّة، وبتوفير ممرات آمنة لإدخال فوري للوقود والمساعدات الطبية، وبوقف التهديدات الإسرائيلية المستمرة للمؤسسات والطواقم الصحية.

لا مكان آمن

في غضون ذلك، جددت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس القول إنه لا توجد أي منطقة آمنة في غزة يلجأ إليها الناس.وأضافت أن فرص البقاء على قيد الحياة للمصابين في غزة ضئيلة بسبب الوضع الصحي بغزة. لافتة إلى أنه «ما زلنا لا نفهم لماذا تتعرض المستشفيات وسيارات الإسعاف للاستهداف».

الأكثر قراءة

لبنان «ساحة» والسفيرة الاميركية: انتخبوا رئيسا قبل 15 ايلول والا الانتظار؟ «هدهد 3» ترصد قاعدة «رامات دافيد» وارباك في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية هل تصدر الحكومة دفعة من التعيينات؟ ابو حبيب الى سوريا؟