"تفريخ" فرق الدبكة والرقص والفنون في الأعراس والحفلات
مسؤولو بعض الفرق يُطالبون بوضع ضوابط ومعايير وفق القوانين

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

الحاجة باتت ملحة اليوم أكثر من أي وقت مضى، من أجل  طي صفحة فوضى  مهنة الرقص والدبكة على أبواب فصل الصيف ومواسم السياحة، بما تقتضيه ضوابط مهنة العمل، من أجل استصدار قوانين وتشريعات تضبط  أصول مهنة  الدبكة والزفة والرقص  في الاعراس وساحات الفرح وفي النوادي والسهرات الفنية، خصوصا بما يتعلق  بالفرق التي تمتهن هذه الاعمال  .

فرق الزفة والدبكة والرقص الفولكلوري في منطقة البقاع، وعلى مساحة الأراضي اللبنانية، وفي المدن  الأثرية والتراثية "تفرّخ" بشكل  عشوائي، من دون حسيب أو رقيب وبدون تراخيص من الوزارات المعنية "الداخلية" و"العمل" و"الثقافة"، وبدون  علم أو  خبر من  النقابات الفنية  

تنتشر معاهد تعليم الرقص الفولكلوري وفنون الدبكة في معظم المناطق وفي  المدن الكبرى، وهي تمتهن رقصات الدبكة على مسمياتها  وأنواعها، منها: البداوية، العرجا، الزينو، الشمالية، الكرادية، . يُذكر ان الزينو هي الأكثر انتشارا في بعلبك، اما  البداوية فهي الأكثر رواجا  في الجنوب اللبناني .

تعمل المدارس الفنية على تخريج متواصل  للدفعات الفنية من جيل  الشبان والشابات وهم في مقتبل العمر،  يتفننون بالازياء المطرزة المستوحاة بلباسهم الفني  وازيائهم من كتب التاريخ والعهود القديمة. وتتكون  فرقة الدبكة من شباب يؤدون رقصاتهم على وقع الأغاني الشعبية والموسيقى، يرافقهم الطبل والمزمار أو المجوز  والسيف والترس او "البواريد" الخشبية القديمة، لإضفاء روح التراث  على رقصاتهم تميزاً واداء  .

وقد عملت بعض الفرق الفنيية مؤخرا على تطعيم فرقها المكونة من١٠ إلى ١٢ بالعنصر النسائي، من أجل بعث روح جديدة في الأداء والمضمون . ويتألف عدد عناصر الفرق الفنية التراثية عادة  ما بين١٠ و١١ ،ممن يحافظون في رقصاتهم المستوحاة من التراث  الفني القديم، وتتكون الفرقة بمعظمها من أبناء  الرعيل الاول، يتمنطقون بالزي العربي الأصيل ويؤدون رقصاتهم  الفنية وفق الأصول التراثية اللبنانية، وهم يتوزعون على معظم المدن والمناطق اللبنانية، ويحافظون على التقليد المستوحى من تراث  الأجداد، وتختلف الرقصة باختلاف المناطق وطبيعة الأرض .

مدير فرقة "الخيال" للرقص وفنون الدبكة علي العفي يقول: هناك سبع جمعيات مرخصة في لبنان، وهناك حوالى ٨٠٠ فرقة تمتهن مهنة الرقص والدبكة، وهناك عدد كبير من الفرق غير اللبنانية ممن يمتهنون المهنة على الأراضي اللبنانية، كما ان هناك فرقا لبنانية وسورية وفلسطينية وكردية و...

ورأى العفي أن هناك "تفريخ"  بشكل يومي لفرق الدبكة والرقص الفولكلوري بهدف الكسب المادي، وما يحصل من عمليات "تفريخ" للفرق مناف للقوانين، فمن يريد أن يمتهن أو يؤسس فرقة عليه الانتساب لجمعية تحت اسم وعلم وخبر، ويمكنه أن يحصل عليه من وزارة الداخلية، بهدف ضبط التجمعات الشعبية وتلافي المشاكل ومسائل غير محسوبة .

واضاف العفي منذ سنتين تقدمنا بطلب إلى وزارة العمل بهدف المتابعة والمراقبة، للحد من هذه الظاهرة وقوننتها بشكل رسمي كي تكون مراقبة من وزارة الداخلية .وطالب العفي، الذي ينتمي إلى جمعية الخيال للرقص والفنون الشعبية الدولة اللبنانية، بوضع ضوابط ومعايير لأصول المهنة بدل العشوائية، بعدما تحولت  المهنة مشاعا لكل من يريد أن يمتهن عملا  .

مدير فرقة "المجد" الفنية في بعلبك الذي انبعث بفنه من بين الهياكل الأثرية والمدرجات الرومانية في قلعة بعلبك خالد النابوش، عدد انواع الرقصات والفنون . وقال: الدبكة الأكثر انتشارا في البقاع هي العرجا، وتختلف انواع الفنون والرقصات  بالنسبة لكل منطقة . وأكد أن فرقة "المجد" تعمل بموجب ترخيص وفق القوانين والأصول اللبنانية.

وأشار ألى أن موضوع فرقة "المجد" يرتبط بالفن وليس بالتجارة . ولفت إلى أن رقصة العارضة المشهورة في المملكة العربية السعودية هي من أجل الحفاظ على قيمة الرقصة، وقد تشكلت من أجلها لجان فنية متخصصة تحدد كل تفاصيل الرقصة، بهدف الحفاظ على أصول الرقصة المستوحاة من أصول التراث العربي الأصيل.