اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، بمشاركة لفيف من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور مدير العناية الطبية في وزارة الصحة الدكتور جوزيف الحلو، وحشد من الفعاليات والمؤمنين.

بعد الانجيل المقدس القى الراعي عظة بعنوان: "إبتهج يسوع بالروح القدس، وصلّى " (لو 10: 21)"، قال فيها: "زمن العنصرة هو زمن الروح القدس الذي يعلّمنا الصلاة التي هي ابتهاج بالروح القدس، واعتراف بأبوّة الله، وشكر له على تجلّياته، وعلى الأعمال التي يتمّها من خلال المؤمنين والكنيسة. وتتضّح الصلاة في أنّها إصغاء لما يقوله الله، ومشاهدة إيمانيّة للجمال الإلهيّ. يسعدني أن نحتفل معًا بهذه الليتورجيا الإلهيّة، وأن أرحّب بكم جميعًا. فأوجّه تحيّة خاصّة إلى عائلة المرحوم ألبير نعّوم رعيدي الذي ودّعناه منذ شهر مع زوجته السيّدة ريموندا حارس القراب، وابنته الوحيدة السيّدة ماريا زوجة السيّد الياس كمال ناصيف، وعائلات المرحومين أشقّائه وشقيقاته، ومع شقيقتيه وسائر أنسبائهم وسكّان نهر إبراهيم الأعزّاء. نصلّي في هذه الذبيحة الإلهيّة لراحة نفسه، ولعزاء أسرته. كما نحيّي أيضًا عائلة المرحوم الدكتور ماهر نقولا نّمور الذي ودّعناه منذ شهرين مع زوجته السيّدة أدال فيليب أفتيموس، وابنه الدكتور نقولا وعائلته، وابنته السيّدة ماري-لويز ومع سائر أفراد العائلة وأنسبائهم. نصلّي في هذه الذبيحة الإلهيّة لراحة نفسه، ولعزاء أسرته. إبتهج يسوع بالروح القدس وصلّى (لو 10: 21). الروح القدس هو ينبوع الصلاة، فيجتذبنا على طريقها، وهو معلّمها الداخلي وحامي تقليدها الحيّ، بالشركة معه تصبح الصلاة المسيحيّة صلاةً في الكنيسة ومعها (كتاب التعليم المسيحيّ 2670 و 2672).".

وتابع: "لقد علّمنا الربّ يسوع ميزات الصلاة التي تجعلها مستجابة وهي ثلاث:

الإلحاح في الصلاة بحسب قول المعلّم الإلهيّ: "إسألوا تعطوا، إطلبوا تجدوا، إقرعوا يُفتح لكم" (لو 11: 9). ومثل ذالك الصديق الذي على مطلبه بلجاجته.

صبر الإيمان في الصلاة والمداومة، مثل تلك المرأة التي نالت مبتغاها بالإنصاف من قاضي الظلم (لو 8: 1-8).

تواضع القلب في الصلاة، مثل صلاة ذاك العشّار: يا ربّ إرحمني أنا الخاطئ. هذه ميزة صلاة الكنيسة: "كيرياليسون، يا ربّ إرحمنا".

4. يسوع يقبل صلاتنا بكلّ أشكالها: صلاة الإيمان مثلما قبل صلاة الأبرص ويائيروس؛ والصلاة الصامتة مثلما استجاب الرجال الأربعة حاملي المخلّع، وللمرأة النازفة بلمس طرف ردائه؛ والصلاة الملحّة مثلما استجاب صلاة الأعمى: "يا ابن داود إرحمني".

للصلاة ينابيع ماؤها الحيّ هو الروح القدس (يو 4: 14)، منها نرتوي، وترتوي منها صلاتنا. هذه الينابيع ثلاثة:

كلمة الله:

عندما نقرأ الكتب المقدّسة نسمع الله يتكلّم، وعندما نصلّي نكلّمه نحن وندخل في حوار معه. فما يقوله الله لنا في الكتب المقدّسة هو الذي يعلّمنا الصلاة ومضمونها.

ليتورجيا الكنيسة:

الصلاة، ولو كانت سريّة في الخفاء (متى 6: 6) هي دائمًا صلاة الكنيسة وشركة مع الله الواحد الثالوث.

الفضائل الإلهيّة

ندخل إلى الصلاة، كما إلى الليتورجيا، من باب الإيمان، باحثين بتوق عن الله من خلال علامات حضوره، وساعين إلى سماع كلمته وحفظها. ونصلّي برجاء إنتظار تجلّيات الله ومحبّته في التاريخ ونهاية الأزمنة، ونضع رجاءنا في المسيح الربّ والمخلّص والفادي".

أضاف: " إنّ شعبنا يصلّي إلى الله من أجل خلاص لبنان من الحرب، ومن أجل إنتخاب رئيس للجمهوريّة هو الضامن الوحيد دستوريًّا لوحدة الشعب اللبنانيّ، وهو وحده يعيد للمجلس النيابي سلطته التشريعيّة المفقودة، وإلى السلطة الإجرائيّة المستقيلة سلطتها التنفيذية في الادارة والتعيينات وغيرها. في 7 أيلول 1989 كتب القدّيس البابا يوحنّا بولس الثاني، رسالة إلى جميع أساقفة الكنيسة الكاثوليكيّة حول الوضع في لبنان. وممّا جاء فيها أنّ "لبنان أكثر من بلد: إنّه رسالة حرّيّة، ونموذج تعدّديّة للشرق كما للغرب". وأضاف: "إنّ غياب لبنان هو من دون شكّ أحد أكبر وخز ضمير للعالم." فلا يمكن التلاعب بلبنان أيًّا تكن الأسباب الخفيّة وراء عدم انتخاب رئيس له بعد عمر تجاوز المئة سنة. وعدم انتخابه يضرب ميثاقيّة العيش المشترك على مستوى مجلس النواب والحكومة وشرعيّة ممارستهما مع غياب أو تغييب الرئيس المسيحيّ، فمقدّمة الدستور تنصّ على أنّ "لا شرعيّة لأيّ سلطة تناقض العيش المشترك" (ي). كتب القدّيس البابا يوحنّا بولس الثاني في إرشاده الرسوليّ: "رجاء جديد للبنان": "إنّ لبنان الذي يتألّف من عدّة جماعات بشريّة، يعتبره معاصرونا أرضًا نموذجيّة. وفي الواقع، اليوم كما في الأمس، يُدعى فيه أناس متباينون على الصعيد الثقافيّ والدينيّ إلى العيش معًا، على الأرض نفسها، وإلى بناء أمّة حوارٍ وعيشٍ مشترك، وإلى الإسهام في خير الجميع. وتسعى اليوم جماعات مسيحيّة وإسلاميّة إلى جعل تقاليدها أكثر حيويّة. إنّ هذا التصرّف إيجابيّ ويمكنه أن يعيد اكتشاف ثروات ثقافيّة مشتركة ومتكاملة، توطّد العيش المشترك الوطنيّ." (رجاء جديد للبنان عدد 119)".

وختم الراعي: "يا ليت المسؤولين السياسيّين عندنا يفقهون كلّ هذا، فيضعوا قضيّة لبنان فوق كلّ إعتبار. ويا ربّ رُدّهم إلى الولاء للوطن اللبنانيّ الذي منه كرامتهم. لك المجد والشكر الآن وإلى الأبد، آمين".

بعد القداس استقبل البطريرك الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية. 

الكلمات الدالة

الأكثر قراءة

العلويّون ضحايا العلويين