اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تصدرت مسرحية "شو يا قشطة"، للمخرج رياض شيرازي، عن نص تعاون عليه مع الممثلة وفاء حلاوي، سريعاً إلى مادة متداولة جماهيرياً ونقدياً لما تحمله من رسائل ذات مغزى إجتماعي في الصميم لامس قضية إجتماعية في العمق تطال كرامة المرأة ومشاعرها، وحظيت المعالجة بكثير من الرضى والمباركة، تمّ التعبير عنهما في النقاش الذي فًتح عند ختام العرض بين فريق المسرحية والجمهور.

لعبة الاخراج كانت لها حصة في بطولة المسرحية، حيث فرز المخرج شيرازي القضايا التي طرحت مع الممثلات الأربع الرائعات في أدوارهن: سينتيا كرم، وفاء حلاوي، سلمى شلبي، وكاتي يونس. ووضع كلاً منهن في مجسم مضاء من الزجاج، تطرح الواحدة تلو الأخرى معاناتها كأنثى من تداعيات أسلوب التعاطي معها من الرجال، ولتعبّر كل منهن عن جانب من إحباط سببه عدم تقدير الجنس الآخر لمشاعر النساء حين يسمعن عبارات لها معان غير مستساغة تضطرهن إلى الإنكفاء خجلاً وغضباً مما طالهن.

نص مكتمل في سويته وتعبيره وتوصيفه أسهم في توصيل الحق إلى كلا الجنسين، لكنه قال الكلام العميق فيما يليق بسمعة وقيمة وكرامة النساء في المجتمع الشرقي. وكان واضحاً أنّ منتجة المسرحية ميشلين فينيانوس، استوعبت القضية بالكامل منذ البداية عندما أطلعت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، على نص العمل، وبالتالي جاءت النتيجة حرصاً جماعياً على طرح القضية بكل تشعباتها أملاً في إستقطاب ما حول مغازيها.

العرض الواقعي الذي قدمته المسرحية أظهرت أنّ كل المشاكل التي عرضتها الممثلات على الخشبة هي واقعية حقيقية حصلت بالفعل مع نساء كشفن عنها أمام الرأي العام، تمهيداً لتحويل جانب من المعاناة إلى صرخة مدوية تستوجب تحركاً من هيئات التشريع الرسمية لإستصدار قوانين تحفظ حق المرأة وتحمي كرامتها من أيّ مسّ.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الأعمال الجادة لا تزال بعيدة منذ فترة عن تسليط الضوء عليها وتناولها في الأعمال الفنية عموماً، وعلى الخشبات خصوصاً. لذا فتحت هذه المسرحية باباً على قضية بالغة الأهمية، قد يدفع بالقيمين على الشأن الإجتماعي إلى التدخل تداركاً للتداعيات الخطرة على ركن أساسي من المجتمع أي المرأة.

الأكثر قراءة

كارثة عالميّة... خسائر بمليارات الدولارات... عطل تقني أم خرق سيبراني؟ ما هي خطط ترامب إذا عاد إلى البيت الأبيض؟ لبنان لن ينجو من «الرمادية»...ولكنه سيتفادى قطيعة المصارف المراسلة