اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


شددت الدكتورة كورنيليا بالديرمان، المستشارة العلمية العليا في المكتب الفيدرالي الألماني للحماية من الإشعاع، على أهمية ارتداء النظارات الشمسية كوسيلة أساسية لحماية العينين من مخاطر الأشعة فوق البنفسجية، وذلك خلال مشاركتها في برنامج "العلوم في خمس" الذي تقدمه فيسميتا غوبتا سميت على منصات منظمة الصحة العالمية.

وأوضحت الدكتورة بالديرمان أن التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية قد يُسبب العديد من الأمراض العينية، بما في ذلك إعتام عدسة العين، وهو مرض يصيب عدسة العين ويجعلها غائمة، مما قد يُؤدي إلى فقدان البصر بشكل تدريجي.

وخلال الحلقة، شرحت الدكتورة بالديرمان آلية تأثير الأشعة فوق البنفسجية في العينين، حيث أوضحت أن هذه الأشعة تُسبب تلفًا في خلايا العين، مما قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض أخرى مثل الضمور البقعي، وهو مرض يُصيب الجزء المركزي من شبكية العين، مما قد يؤدي إلى فقدان الرؤية المركزية.

وأكدت الدكتورة بالديرمان على ضرورة ارتداء النظارات الشمسية التي تغطي العينين بشكل كامل وتُحجب 99-100٪ من الأشعة فوق البنفسجية، وذلك عند التعرض لأشعة الشمس، خاصةً خلال ساعات الذروة (من الساعة 10 صباحًا إلى 4 مساءً).

تأتي الأشعة فوق البنفسجية من الشمس ولكن يمكن أيضًا توليدها بشكل مصطنع، على سبيل المثال في أسرّة التشمس. وتكمن خطورة الأشعة فوق البنفسجية في كونها غير محسوسة، ولا يمكن رؤيتها، وبالتالي فإنها يمكن أن تسبب المزيد من التأثيرات الصحية، والآثار الصحية السلبية، على سبيل المثال، في المدى القصير، حروق الشمس أو التهاب العين، وعلى المدى الطويل، الشيخوخة المبكرة للجلد وسرطان الجلد أو سرطان العين.

وقالت دكتورة بالديرمان إن الأشعة فوق البنفسجية تصنف على أنها مسببة للسرطان للإنسان، لأنها تضر الحمض النووي والكثير من الأشعة فوق البنفسجية تضر الخلايا بشكل بالغ لا يمكن إصلاحه مرة أخرى. وبالتالي يمكن أن تتدهور الخلايا المتضررة وتستحيل إلى خلايا سرطانية. إن التأثير الإيجابي الوحيد للأشعة فوق البنفسجية هو تخليق فيتامين D في جسم الإنسان، لذا، يجب توخي الحذر بشأن التعرض للشمس بشكل كبير.

تؤكد دكتورة بالديرمان أن اتخاذ إجراءات وقائية من الأشعة فوق البنفسجية ضروري جدا، لأنها، على سبيل المثال، تسبب سرطان الجلد، وخاصة بالنسبة للأطفال، مشيرة إلى أن الأمر سهل جدا، إذ يمكن تجنب التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية عن طريق البحث عن الظل أو استخدام مظلة أو حتى عدم الخروج في منتصف النهار. ثانيًا، ارتداء ما يمكن أن يغطي الجسم مثل قبعة عريضة الحواف واستخدم النظارات الشمسية للعينين. وثالثًا، استخدام الملابس والأحذية و/أو كريم واقي من الشمس حتى يتم حماية الجسم.

واستطردت دكتورة بالديرمان قائلة إن فيتامين D مهم جدًا لصحة الإنسان، لكن تدابير الحماية من الشمس لا تعني منع تخليق فيتامين D، حيث لا يزال بإمكان الجسم إنتاجه، ولكن بطريقة أبطأ.

لذا، فإن النقطة الرئيسية هي، عدم الخروج في الشمس لمجرد الحصول على فيتامين D، علاوة على أن هناك مكملات غذائية لعلاج نقص فيتامين D، في حين لا يوجد أقراص لعلاج سرطان الجلد.

هذا وشرحت دكتورة بالديرمان أن الأشخاص أصحاب البشرة الدكناء لا يعانون من حساسية للأشعة فوق البنفسجية مثل الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة، موضحة أنه كلما كانت البشرة أفتح، كلما تعرضت مبكرًا للآثار السلبية للتعرض للأشعة فوق البنفسجية. لذا، من المهم جدا أن يعرف الشخص بشرته، ومدى حساسيتها للشمس ومتى يمكن أن يصاب بحروق الشمس، بما يساعده بالفعل على إدارة تعرضه للشمس ووقته في الهواء الطلق.

في إجابة عن سؤال حول كيفية الوقاية من الأشعة فوق البنفسجية بينما لا يمكن الإحساس بها ولا رؤيتها، قالت دكتورة بالديرمان إن الحل يتلخص في الاعتماد على مؤشر قياس الأشعة فوق البنفسجية، الذي يبدأ من واحد إلى أحد عشر وما فوق، شارحة أنه كلما زاد الرقم على المؤشر، زادت شدة الأشعة فوق البنفسجية. ونصحت دكتورة بالديرمان بأنه قبل الخروج من المنزل يمكن للمرء الاطلاع على أحد تطبيقات الطقس، التي تُظهر مؤشر الأشعة فوق البنفسجية، أو استخدام تطبيق صن سمارت، الذي يوضح أوقات الحماية من الشمس.

 

الأكثر قراءة

كارثة عالميّة... خسائر بمليارات الدولارات... عطل تقني أم خرق سيبراني؟ ما هي خطط ترامب إذا عاد إلى البيت الأبيض؟ لبنان لن ينجو من «الرمادية»...ولكنه سيتفادى قطيعة المصارف المراسلة