اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يعد سد "بسري" أحد الملفات الأكثر حساسية نظراً إلى الإصرار السياسي على تحدي الآراء العلمية التي تحذر من إنشاء سد على فالق "بسري" الزلزالي.

و لطالما كان موضوع سد بسري موضع تجاذب ببن الأفرقاء اللبنانيين، الذين انقسموا بين مؤيد لإنشاء السد بحجة تامين المياه لمدينة بيروت، و بين معارض له نظراً لعدم جدواه وأضراره البيئية كما تؤكد الدراسات .

وقد واجه مشروع سد بسري معارضة كبيرة من قبل الجمعيات البيئية في لبنان، لأنه يقضي على مرج "بسري" وعلى التنوع البيئي في المنطقة. وشكل إسقاطه أحد مطالب الحراك الشعبي في أعقاب اندلاع انتفاضة الـ17 من تشرين الاول. ومع اشتداد حملات المعارضة له، أعلن البنك الدولي الإلغاء الجزئي للقرض، ففي الخامس من شهر أيلول 2020، تبلغت الحكومة اللبنانية من البنك الدولي "الإلغاء الجزئي للمدفوعات ضمن القرض المخصص لتمويل مشروع زيادة إمدادات المياه" أي مشروع سد "بسري". وبلغت قيمة الجزء الملغى من القرض 244 مليون دولار أميركي، من ثم إلغاء المبالغ غير المصروفة ضمن مكونات معينة من القرض.

واليوم و بعد أربع سنوات على إيقاف المشروع يعود الحديث عن سد بسري فقد عقدت لجنة الاشغال العامة والطاقة والمياه جلسة في المجلس النيابي في السادس من الشهر الجاري لمناقشة موضوع السد وذلك برئاسة النائب سجيع عطية وفي حضور وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض والنواب الاعضاء.

وقال عطية بعد الجلسة: "جلستنا كانت حول سد بسري والموضوع يجري النقاش حوله منذ سنوات. واجبنا أن نعرف كل العوامل المتعلقة بهذا الموضوع، وهناك لجنة خبراء قد شكلت وسنخرج بتوصية. وشكلنا لجنة فرعية مع مجموعة خبراء لتقوم لجنة الاشغال بتبنيها".

أمّا الوزير فياض، فأوضح أنّ "الموضوع "أكيد مسيّس". وأحمل معي الخبرات في قطاعات المياه. ما استطيع قوله، إنه ضروري أن نقطع الشك باليقين، في المستوى التقني في موضوع السد. والبنك الدولي رسخ القناعة بإقامة السد منذ سنوات، إضافة الى التخطيط لفوائد السد وكان رأيه مناصرًا لانشاء هذا السد".

وجهتا نظر تبلورتا بوضوح خلال الجلسة وجهة تؤيد إنشاء السد وعبرّ عنها نواب “التيار الوطني الحر” و ”حزب الله”، ووجهة رافضة عبرّ عنها نواب “القوات اللبنانية” والحزب التقدمي الاشتراكي ونواب التغيير النائبة بولا يعقوبيان أكدت للديار "لن نقبل باي شكل العودة الى الموضوع ذاته والى وضع هذا المشروع على جدول الأعمال ولن نرضى ببناء هذا السد ( لتعبئة) جيوبهم من بناء هذا السد الذي سيكون كسد المسيلحة لا يعبئ المياه لأن ارض سد بسري أرض ( كارستية)"، لافتة إلى ان هناك الكثير من المعطيات و الحجج العلمية التي تؤكد أن لا جدوى لسد بسري.

وأكدت يعقوببان لن نقبل أن يمر هذا المشروع  " وما يرجعوا يجربونا" وكما عارض الناشطون المشروع من قبل سيعارضونه الآن بعزيمة اكبر ولن يرضوا بإعادة هذا المشروع ( النصب الجديد) .

وشددت يعقوبيان على أنه " من غير المسموح الموافقة على هذا المشروع وليبرهنوا لنا ما هي جدوى السدود وماذا فعلوا بسد جنة الذي تم هدر ٢٢٠ مليون من جيوب اللبنانيين عليه دون نتيجة ولا يوجد سد"، مؤكدة ان سد بسري سيكون مصيره الإيقاف مرة جديدة.

وأشارت يعقوبيان إلى ان هناك من يحاول أن يعيد إحياء مشروع سد بسري الذي توقف بفضل الناشطين الذين طلبنا منهم البقاء في مرج بسري وبنتيجتها توقف البنك الدولي عن تمويل المشروع لأنه لا يقبل الدخول بالقوة لتنفيذ المشروع، مؤكدة على توقيف المشروع مرة جديدة بكل الطرق والوسائل حتى ولو بالقوة.

قعقور

من جهتها ‏النائبة حليمة قعقور تحدثت للديار عن اجتماع لجنة الأشغال العامة والنقل الذي تم خلاله مناقشة موضوع سد بسري منددة بمحاولة إعادة إحيائه بعد فضح عيوبه من قبل العديد من الخبراء.

ومن هذه العيوب أشارت قعقور إلى خطر زلزال وطبيعة المنطقة الجيولوجية، تلوث بحيرة الفرعون بالسيانوباكتيريا، تدمير التنوع الايكولوجي، كميات المياه المنوي تأمينها غير حقيقية وغيرها من الأسباب مثل كلفته العالية وتاريخ لبنان الحافل بمشاريع سدود فاشلة ومكلفة (فوق٤٠٠مليون دولار) مثل سد بلعا، بريصا، جنة والمسيلحة.

وتقول قعقور : مع أن المعهد الفدرالي الألماني لعلوم الأرض والموارد الطبيعيّة (BGR) قام بدراسة لحماية مستجمع جعيتا المائي. هذا المستجمع يغذّي بيروت الكبرى بأكثر من 70% من مياهها عبر نبعي جعيتا والقشقوش وبعض الآبار. وقدّرت تقارير المعهد الألماني معدّل تصريف هذه الينابيع مجتمعة 251 مليون م3 / سنة.

إلآ أنّ الدراسة أظهرت أن الهدر الحاصل في استثمار تلك الينابيع كبير، ويصل الفائض المهدور منها في شهري كانون الثاني وشباط إلى 600 ألف م3 / يوم، أي ما يفوق القدرة القصوى لمشروع سد بسري على تأمين المياه والبالغة 500 ألف م3 / يوم.

ولفتت قعقور إلى ان المعهد الألماني اقترح تطوير منشآت نبع جعيتا وذلك بكلفة إجماليّة تتراوح بين ثلاثين وخمسين مليون دولار أميركي، وهي كلفة بسيطة مقارنةً بتكاليف مشروع سد بسري.

أما النائب بلال عبد الله فيقول للديار : بدأنا نقاش الموضوع في مجلس النواب وسنخفف من التصاريح كي نعطي للجنة الفرعية التي تشكلت ومن اجل مناقشة هذا الموضوع دورها، وهي ستواجه هذه المسألة وستستمع إلى وجهات النظر العلمية بدلاً من الاستماع لوجهة نظر واحدة تعود لمجلس الإنماء والإعمار، لافتاً إلى ان هناك الكثير من الدراسات التي تقول ان هذه المنطقة غير مؤهلة لأن يكون فيها سد.

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»